كل عام ومصرنا الغالية بخير. أيام قليلة وتحتفل مصر بذكرى مرور عام كامل على اليوم الذى شهد إنتفاض شرفاء هذا الوطن ضد الفساد وكبت الحريات والظلم الإجتماعى.
وقد أسعدنى أنى كنت ضمن وفد من جمعية الباجواش المصرى المشارك فى مؤتمر “نحو الديمقراطية الحقيقة” والذى نظمته مجموعة مبادرة التغيير والتسلح الخلقى ببانشجانى فى الهند خلال الأسبوع الثانى من شهر يناير الحالى.
وعلى ارتفاع أكثر من 1300 متر عن سطح البحر وفوق “هضبة آسيا” التقيت العديد من الوفود التى جاءت من كل أنحاء العالم لتتعرف على ثورتنا المجيدة ولتناقش عوامل قيامها وحاضرها ومستقبلها.
وكان من حسن حظى ان شرفت بلقاء السيد راجموهان غاندى حفيد الزعيم الهندى المهاتما غاندى وهو إبن ديف داس الإبن الرابع للزعيم الهندى العظيم وقائد حركة تحرير الهند من الإستعمار.
كما التقيت أيضا بالسيد وجهات حبيب الله رئيس اللجنة الوطنية للأقليات, أى انه المسئول عن إطفاء نيران المشاكل والأزمات الطائفية التى تنشب فى انحاء الهند من وقت لآخر.
وقد لفت انتباهى ان، اشار كل من راجموهان غاندى ووجهات حبيب الله الى الخطايا السبعة التى حذر الزعيم الهندى المهاتما غاندى ابناء بلاده من إرتكابها، لما فيها من خطر على مستقبل البلاد عند الإستقلال وبعده،
وتمنوا لشباب مصر وشباب ثورات الربيع العربى بوجه عام أن يضعوها فى حسبانهم حماية لثوراتهم من الضعف والزوال. وعند سؤالى عن الخطايا السبعة عرفت أنها قائمة مختصرة أملاها الزعيم غاندى على حفيده آرون، الذى دونها على قصاصة من الورق ثم قدمها للهند والعالم أجمع، ولم يكتف آرون بنشر كلمات جده الزعيم بل أضاف اليها خطيئة ثامنة فيما بعد.
والأخطاء السبعة التى يمكن أن تقضى على أى مجتمع ومن ثم تهدد الأمم بالإنهيار هى:
(1) الحصول على الثروة بلا عمل.
(2) الحصول على المتعة بلاضمير.
(3) المعرفة دون حرف.
(4) التجارة دون أخلاق.
(5) العلم دون إنسانية.
(6) العبادة دون تضحية.
(7) ممارسة السياسة دون مبدأ.
أما الخطيئة الثامنة التى، أضافها آرون فى وقت لاحق فكانت : الحصول على الحقوق بلا مسئوليات.
ولا أعتقد ان العقول ستجد صعوبة فى فهم الخطايا الثمانية سالفة الذكر.
ولكن من المؤسف أن بالكثير من الناس آفة خطيرة وهى العناد والمكابرة وللعلم فهى ذات الصفات التى
جعلت الله يصب غضبه على أبليس.
وكما قال الأجداد من قبل فإن الوقوع فى الخطأ ليس عيبا ولكن العيب الحقيقى هو الإستمرار على المضى فى الخطأ والتكرار حتى النهاية..وانا هنا لا أشير الى نهاية موقف ما أو شخص من الأشخاص ولكن أشير الى نهاية أمة من الأمم.
فبالنظر الى تاريخ الممالك والأمم التى تصعد ثم تستقر قبل أن تنهار سنجد أن قادة تلك الأمم التى انهارت كانوا يدركون جميعا أنهم يسيرون نحو الهاوية ولكن العناد والتكبر كان يدفعهم دائما الى مواجهة النهاية بدلا من إعطاء الفرصة للتغيير والتفكير وتبديل المسار نحو الأفضل.
لقد جاءت ثورة 25يناير بمثابة فرصة جديدة للنجاة وتعديل المسار نحو الغد الأفضل ولكن يجب الا ننسى أن الغد الأفضل لا يتحقق بالكلام بلا عمل أو بالتفكير بلا حرية وكرامة فمن المؤكد أن الغد الأفضل لا يأتى الا من بوابة العمل والحرية والكرامة ومن قبلهم المسئولية.