تصدر العقيد الليبي معمر القذافي اهتمامات الأردنيين عبر محرك البحث العالمي “جوجل” في 2011 ، حيث كانت كلمة “القذافي” من أكثر الكلمات بحثا إلى جانب كلمة “فيسبوك”. وفقا لتقرير نشرته “الغد“.
وليس غريبا أن يتصدر الزعيم الليبي اهتمامات الأردنيين عبر شبكة جوجل لا سيما وأنه كان أكثر زعيم عربي يملك حس الفكاهة؛ وهي الصفة التي يفتقدها الكثير من السياسيين العرب؛ فيما كان المهتمون يتهافتون على طلب سماع خطابه الشهير الذي ألقاه إبان اندلاع الثورة الليبية التي عرفت بثورة “17 فبراير“.
وانتشر خطاب القذافي في ذلك الوقت كانتشار النار في الهشيم؛ سيما بعد أن تم تلحين جزء من خطابه ودمجه بالموسيقى حتى بات ما يعرف بأغنية القذافي “زنغا زنغا، شبر شبر، بيت بيت، دار دار” وهي الأغنية التي باتت من أشهر الأغاني على الصعيد العربي حتى إن القذافي تخطى نجومية أكثر الفنانين العرب شهرة.وبينما كان القذافي يطل بين الفينة والأخرى بخطاب جديد كان الناس يلجأون للإنترنت لقراءة أو سماع ما يقول وذلك للتسلية حينا أو للتعرف على مدى جديته في مواجهة الثورة والغزو الغربي حينا آخر.
لكن موت القذافي على يد ثوار ليبيا كثف الطلب على كلمة القذافي على محرك “جوجل” سيما وأن مشهد موته كان مصورا بكاميرات العديد من الثوار في موقع القبض عليه.
وأعلنت شركة “جوجل الشرق الاوسط وشمال افريقيا” الخميس الماضي انّ اكثر الكلمات التي بحث عنها الاردنيون على محرك البحث العالمي “جوجل” خلال العام 2011 كانت ” القذافي” و ” فيسبوك” الى جانب مواقع مشاركة وتواصل اجتماعي ومواقع اخبارية.
وتعكس هذه النتائج – وهي نتاج لأداة او مؤشر تستخدمه الشركة العالمية لحساب العد الاجمالي لتكرار طلبات بحث معينة خلال فترة من الزمن- اهتمام الاردنيين من مستخدمي الانترت كغيرهم من شعوب المنطقة باحداث الربيع العربي وشخصياتها، فضلاً عن اهتمامهم بمواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً ” الفيسبوك” لما تتيحه هذه الشبكات من ادوات للتواصل وتبادل الاراء ومشاركتها.
وقالت مديرة العلاقات العامة لـ “جوجل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، مها أبو العنين لـ ” الغد” انّ اكثر الكلمات او الشخصيات التي شهدت بحثاً متزايداً من قبل الاردنيين من مستخدمي الانترت على موقع ” جوجل” العالمي والمواقع التابعة له خلال العام 2011 كانت ” القذافي” ، ” فيسبوك”، و ” 4shared”.
وكلمة ” القذافي” وهي شخصية الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل اواخر شهر تشرين الاول ( اكتوبر) الماضي بعد حكم ليبيا لفترة تجاوزت الاربعة عقود، والتي رافقها الكثير من الجدل والنقاش حول شخصية ” القذافي” التي كانت تتميز بالتصرفات الغربية والخارجة عن المألوف، لكن جرى التركيز عليها بشكل اكبر خلال العام الماضي مع الثورة الشعبية التي شهدتها ليبيا ضد نظام حكمه.
واما كلمة “فيسبوك” فتعبر عن موقع التواصل الاجتماعي الاكثر شهرة واستخداماً حول العالم والذي شهد العام الماضي تحديدا نمواً متزايداً في المنطقة العربية رافق احداث الربيع العربي لا سيما مع تقديمه خدمات التواصل وتبادل الاراء ومشاركتها بسهولة ويسر. وشهد العام الماضي في الاردن تضاعفاً لعدد اشتراكات الاردنيين على هذا الموقع من مليون اشتراك نهاية العام 2010 الى مليوني اشتراك نهاية العام الماضي، فيما بلغ عدد اشتراكات هذا الموقع حول العالم قرابة 800 مليون اشتراك.
واما الكلمة الثالثة وهي “4shared”،عن موقع الكتروني عالمي يشهد اقبالاً كبيراً من المستخدمين مع اتاحته خدمات تنزيل ومشاركة ملفات من صور وموسيقى وفيديوهات وكتب. واظهرت ارقام رسمية انّ عدد مستخدمي الانترنت في المملكة بلغ نهاية الربع الثالث من العام الماضي حوالي 2.8 مليون مستخدم بنسبة انتشار بلغت
42 %،من عدد السكان، كما اظهرت الارقام زيادة عدد اشتراكات الخدمة بنسبة 63 % خلال نفس الفترة. وفي دول عربية اخرى كانت اتجاهات مستخدمي الانترت عبر جوجل متشابكة او متقاربة نوعا ما، اذا اكدت ابو العنين ان نتائج مؤشرها لرصد اكثر الكلمات والمصطلحات التي شهدت بحثا متزايداً في العام 2011 في السعودية كانت موقع “يوتيوب” ، ثم “الفيسبوك”، ثم “حافز” (وهو برنامج وطني يستهدف الباحثين عن عمل في المملكة).
وأما بالنسبة لمصر، فأوضحت ابو العنين ان أهم نتائج البحث على مدار عام 2011 كانت تتركز حول الأحداث التي شهدتها مصر، حيث جاءت “ثورة 25 يناير” في مقدمة هذه القائمة. كما ان قائمة أبرز نتائج البحث على مستوى الشخصيات العامة عكست أحداث ثورة 25 يناير التاريخية أيضاً، حيث جاء على رأس هذه القائمة ستة أشخاص مرتبطين بالثورة بطريقة أو بأخرى، بمن في ذلك الرئيس السابق حسني مبارك ونجله جمال ووائل غنيم.
وتتربع شركة “جوجل” اليوم على عرش خدمات البحث على الإنترنت والإعلان والبريد الإلكتروني، وتقول الدراسات العالمية إنها تصل الى 90 % من المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت، ويزورها شهرياً 456 مليون زائر، وتتصدر علامتها التجارية قائمة العلامات التجارية بقيمة 48.3 مليار دولار.
الى ذلك اكّدت ابو العنين ان هنالك اكثر من مليار عملية بحث عن المعلومات يومياً على مستوى العالم باستخدام محرك البحث “جوجل”، وعلى مستوى المنطقة اشارت ابو العنين ان السعودية سجلت اكبر عدد من عمليات البحث، فمصر، المغرب، الجزائر، فالامارات.
واضافت انّ موقع ” يوتيوب” العالمي – التابع لشركة جوجل- كان يشهد اكثر من 3 ملايين عملية مشاهدة يومياً في العالم، بزيادة قدرها 50 % عن العام الاسبق 2010.
وكانت تقارير اخبارية نقلت مؤخراً ان عدد المشاهدين لموقع “يوتيوب” سجلوا أكثر من تريليون عملية مشاهدة على موقع الفيديو على الإنترنت في العام 2011. كما نقلت تقارير اخبارية عن باحثين في شركة
“Comscore”،قولهم إن أكثر من 153 مليون متصفح كانوا يزورون المواقع الرسمية التابعة لجوجل شهريا، وإن فيسبوك اجتذب ما يقارب 138 مليون متصفح شهريا، فيما جاء في المرتبة الثالثة موقع “ياهو”، إذ كان يزوره شهريا نحو 130 مليون متصفح.