انقطع الغاز المنزلي في عدد من محافظات المملكة أمس، الأمر الذي تسبب بأزمة لدى كثير من الأسر التي لم تتمكن من شراء هذه المادة الاستراتيجية، تزداد الحاجة إليها في ظل ظروف جوية صعبة وتدني درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
وطاولت الأضرار أصحاب مزارع الدجاج، الذين يعتمدون على الغاز في تدفئة حاضنات الدواجن، حيث اضطر أصحابها الى شراء مدافئ الكهرباء كبديل للغاز، الأمر الذي كلفهم مبالغ مالية لم تكن بالحسبان، حسبما أكدوا لـ”الغد”.
وشكا مواطنون في عمان والمحافظات من عدم توفر اسطوانات الغاز المنزلي أمس، في ظل تأثر المملكة بمنخفض جوي قوي مستمر منذ نحو 3 أيام.
في العاصمة، قال مواطنون في أحاديث إلى “الغد” إن محاولاتهم المتكررة للحصول على حاجاتهم من هذه المادة فشلت، مؤكدين أن مراكز التوزيع أغلقت أبوابها طوال أمس، وخلت الشوارع تماما من شيارات التوزيع.
تفاعل الحكومة مع المشكلة التي ألحقت الضرر بكثير من الأسر وأصحاب الأعمال كان بحدوده الدنيا، وعند سؤال وزير الطاقة والثروة المعدنية قتيبة أبو قورة عن تفاصيل ما يجري، طلب الوزير من مندوب “الغد” الاتصال بأمين عام الوزارة فاروق الحياري بـ”اعتباره أكثر اطلاعا على تفاصيل الموضوع”، على حد تعبير الوزير.
غير أن الحياري أكد أن “الأمر من اختصاص شركة مصفاة البترول المعنية بتوفير إمدادات الغاز” وطلب بدوره، بمراجعة الرئيس التنفيذي للمصفاة.
ولم تتمكن “الغد” من الحصول على تعليق أي مسؤول في المصفاة لاستيضاح حقيقية تأخر الباخرة وعدم توفر اسطوانات غاز في مراكز التوزيع في ظل اشتداد الطلب من قبل المواطنين. وكان أصحاب مراكز توزيع أكدوا أن مصفاة البترول أبلغتهم أول من أمس أنها لن تتمكن من تزويدهم بمادة الغاز المنزلي نتيجة تأخر الباخرة المحملة بالغاز السائل.
بدورها، توقعت مصادر في برج المراقبة في ميناء العقبة أن “تصل الباخرة التي تقل حمولة الغاز في تمام الساعة الثالثة من فجر اليوم السبت على أن ترسو في الميناء في الساعة الرابعة”، مؤكدة أنه “لا يوجد أي أسباب تحول دون تقدمها نحو الميناء”.
غير أن المصادر ذاتها أكدت أن “لا علم لديها بشأن موعد البدء بعمليات تفريغ الحمولة”، مبينة أن تلك “المهمة من اختصاص مصفاة البترول”.
من جانبهم، طالب أصحاب مستودعات غاز ضرورة تزويدهم باسطوانات غاز بعد أن نفدت الكميات التي بحوزتهم.
وعلمت “الغد” من مصادر مطلعة، رفضت الكشف عن هويتها، أنه سيتم توزيع 30 ألف اسطوانة لأقليمي الوسط والجنوب، علما بأن مدينة كالسلط تحتاج وحدها لـ10 آلاف اسطوانة في الأيام الاعتيادية.
وأكد نقيب أصحاب محطات المحروقات والتوزيع فهد الفايز “وجود نقص كبير في كميات اسطوانات الغاز أمس”، مشيرا إلى أن “محطات تعبئة الغاز في عمان وإربد والزرقاء آثرت تعطيل أعمالها الجمعة إلى حين انتهاء مشكلة رسو باخرة الغاز في العقبة”.
وبين الفايز أن المصفاة عملت خلال هذه الفترة على إعادة ترتيب أمور مستودعاتها من الغاز ورفع طاقتها التخزينية من هذا الصنف لتلبية حاجة وكلاء الغاز.
وفي البلقاء، خلت مستودعات المحافظة التي تضم ماحص والفحيص وديرعلا والشونة الجنوبية وعين الباشا، من اسطوانات الغاز، بحسب مواطنون أكدوا أنهم لم يتمكنوا من التزود بهذه المادة طوال أمس الجمعة.،،
من جهة أخرى، أكد مزارعون في المحافظة لـ”الغد” أنهم لجأوا إلى شراء الحطب ومدافئ الكهرباء لغايات تدفئة حواضن الدواجن.
وفي مادبا، اشتكى مواطنون من عدم وجود اسطوانات غاز في المحافظة، رغم محاولاتهم المتكررة طوال أمس لتوفيرها، سيما أصحاب المزارع الذين اضطروا أيضا الى استخدام مدافئ الكهرباء في حواضن الدواجن.
وفي إربد، قال المحافظ خالد عوض الله أبو زيد إنه سيتم تزويد محطة صلاح الدين بحوالي 20 ألف اسطوانة غاز اليوم لمواجهة النقص الحاصل وتلبية حاجات المواطنين.
وأضاف أبو زيد ردا على شكاوى المواطنين في إربد أن عدم توفر اسطوانات الغاز مشكلة عامة في المملكة ولا تخص المحافظة وحدها، مؤكدا توفر المشتقات النفطية الأخرى في محطات إربد كافة.
واضطر العديد من المواطنين في إربد الى استخدام مدافئ الكاز، نتيجة عدم توفر اسطوانات الغاز.
أما في محافظة الزرقاء، فكشف أصحاب وكالات لتوزيع الغاز عن وجود نقص في إمداد الغاز المنزلي في عدد من مستودعات الزرقاء، تسبب بامتناعهم عن تقديم الخدمات للمواطنين.
وقال أحد الموزعين في الزرقاء، رفض الكشف عن هويته، إن مصفاة البترول أبلغتهم الخميس توقف تزويدهم باسطوانات الغاز المنزلي لتوقف العمل في وحدة إنتاج الغاز، مضيفا أن الوكالات قامت يوم الجمعة بتوزيع الاسطوانات المخزنة في المستودعات، ولم يتبق لديها اسطوانات لتلبية احتياجات المواطنين.
وتوقع أن تعيش الزرقاء أزمة نقص الغاز خلال الأيام المقبلة، إذا لم يستأنف العمل في وحدة إنتاج الغاز، مبينا أن المصفاة تزود مستودعات ومراكز التوزيع في المحافظة بـ10 آلاف اسطوانة يوميا في حين إن الطلب يرتفع خلال فترة دخول المنخفض الجوي.
يذكر أن تأخر وصول الباخرة التي تحمل الغاز المنزلي قد تكررت للمرة الثانية خلال أقل من شهر، الأمر الذي يتسبب بحالة إرباك في مراكز التوزيع في مختلف محافظات المملكة.