وسط تضارب الروايات والتصريحات حول أسباب استقالته، نفى المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات، أن تكون استقالته من عضوية مجلس الأعيان أمس، جاءت على خلفية طلب مباشر من مكتب الإرشاد العالمي.
وعزا الذنيبات في تصريحات مقتضبة إلى “الغد” استقالته إلى ” الالتزام” بقرار سابق للمكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين، استند إلى تخييره بين عضوية الجماعة وعضوية الأعيان، واصفا طلب الاستقالة “بالقديم الجديد”.
وأوضح الذنيبات بالقول، إن الجماعة خيرته بين عضوية مجلس الأعيان والبقاء في صفوف الجماعة، عقب إعادة تشكيل مجلس الأعيان في تشرين الثاني 2011، فيما أكدت، في المقابل، مصادر أن “طلبا من مكتب الإرشاد العالمي بذلك يقف وراء الاستقالة”.
وفي الوقت الذي تضاربت فيه التصريحات حول أسباب استقالة الذنيبات، غير أن قيادات إخوانية أكدت عدم علمها بنبأ الاستقالة، الذين تواجد عدد منهم خارج البلاد، فيما اعتبر البعض ان طلبا من “مواقع صنع قرار في الدولة طلب منه الاستقالة للعودة “والعمل” من داخل صفوف الجماعة”.
وحول الاستقالة “المتأخرة”، بعد مضي أكثر من عام على قرار الجماعة، قال الذنيبات بأنها جاءت في الوقت المناسب وبعد شهر من إعادة تشكيل مجلس الأعيان الجديد مؤخرا، مضيفا ” لقد كانت القضية بين أخذ ورد وحالت ظروف دون استقالتي حتى جاء الوقت المناسب لها.”
أما عن عودته للنشاط مجددا في الجماعة، علق بالقول ” كنت وما زلت مجندا في الجماعة، ولم أتوقف عن أي نشاط فيها.”
وتأتي استقالة الذنيبات، تزامنا مع تمسك الحركة الاسلامية ، بمطالبها بالاصلاح السياسي المفضي إلى حكومات برلمانية منتخبة، ومجلس أمة منتخب بشقيه الأعيان والنواب.
في المقابل، أكدت مصادر مطلعة من داخل الحركة الإسلامية إلى “الغد”، أن مكتب الإرشاد العالمي الذي يعتبر الذنيبات عضوا فيه، طلب منه الاستقالة قبل نحو أسبوعين، وان المكتب جمد عضوية الأخير لعدم الاستجابة قبل أيام قليلة، ما دفعه إلى الاستقالة.
كما أشارت مصادر في الحركة إلى عدم علمها باستقالة الذنيبات مسبقا، من بينهم رئيس مجلس شورى جماعة الإخوان الدكتور عبد اللطيف عربيات المتواجد في تونس.
أما الناطق باسم الجماعة جميل أبو بكر، فعلق من جهته على الاستقالة بالقول، إنها تتعلق بقرارات الجماعة التنظيمية، وهو قرار ” داخلي محض”، بدون الإشارة إلى أن الجماعة طلبت رسميا من الذنيبات الاستقالة مجددا.
غير أن أبو بكر قال مضيفا “إن بعض الأطراف قدمت نصائح إلى الذنيبات مؤخرا حول ذلك .. وأن ظروفا حالت دون استقالته حتى اليوم، حتى قدمت في الوقت المناسب.”
وبرزت، التباينات في، التصريحات الاخوانية، في الوقت الذي أثارت فيه عضويته في مجلس الأعيان جدلا محدودا في الجماعة، أفضت إلى إحالته إلى محكمة داخلية لم تستكمل إجراءاتها أواخر 2010.وسبق ذلك، صدور قرار مشترك للمكتبين التنفيذيين لجماعة الإخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الإسلامي، بمقاطعة مجلس الأعيان، انسجاما مع قرار مقاطعة الإخوان لانتخابات مجلس النواب، خلال موسم انتخابات المجلس النيابي السادس عشر 2010.
غير أن مشاركة الذنيبات في، مجلس الاعيان، للمرة الاولى العام 2007،، أثارت جدلا واسعا في صفوف الجماعة، أفضى الى صدور قرار بفصله من الجماعة ثم التراجع عنه، عقب احتجاج مكتب الإرشاد العالمي آنذاك، استنادا إلى حصانته العالمية.
وفي السياق، ذهبت مصادر مطلعة، إلى الإشارة بأن مكتب الارشاد العالمي، تراجع عن موافقته بمشاركة الذنيبات في الأعيان لدورة ثالثة، ما دفع الى التخيير بين عضوية الأعيان ومكتب الإرشاد.
