زهير عبد القادر
وقف الرئيس الألماني كريستيان وولف أمام كاميرات التلفزيون الألماني وأمام الملايين من المشاهدين الألمان والأجانب ليعتذر من الصحافي الألماني كاي ديكمان رئيس تحرير صحيفة( بيلد) الألمانية واسعة الأنتشار ويعترف بأنه أرتكب خطأ جسيما بتهديده ديكمان من خلال مكالمة هاتفية صوتية سجلها الرئيس على هاتف ديكمان هدده فيها باتخاذ أجراءات قانونية ضده في حالة نشر الصحيفة مقالا عن قرض لمسكن خاص بقيمة 500 الف يورو،كان الرئيس الألماني قد أستدانه من صديق له بأرباح مخفضة دون أن يبلغ المشرعين في ولاية ساكسونيا السفلى حيث كان يتولى السيد وولف منصب رئيس وزراء الولاية.
كنت من بين المشاهدين لرئيس الجمهورية الألمانية حين اعترف بالخطأ وحين أعتذر للصحافي الألماني كاي ديكمان..هذه هي الديمقراطية الحقيقية…الرئيس لم يهدد الصحافي بقطع لسانه أو حرق مكاتب الصحيفة أو طرده من وظيفته…الرئيس هدده بأجراء قانوني بمعنى أن رئيس الجمهورية كان سيقف مع الصحافي أمام القضاء وسيطبق عليهما القانون بكل عدالة ومساواة…
وسألت نفسي عن الخطأ الفعلي الذي أرتكبه رئيس الجمهورية الألمانية وولف…هو لم يسرق المبلغ من خزينة الدولة ولم يأخذ المبلغ كرشوة او هدية…الرجل أستدان المبلغ من صديقة كقرض يدفع عليه أرباح….الرئيس هنا أستدان المبلغ لبناء منزل خاص له بقيمة 500 يورو يعني أقل من نصف مليون دينار بكثير…وهو سكن متواضع يمكن لأي مواطن الماني الحصول عليه…والأهم من ذلك ان الرئيس الألماني لا يملك حتى 500 الف يورو نقدا لشراء سكن ويستدين من صديقه المبلغ…مثل هذا الرجل يستحق الأحترام والتقدير…وان يكون مثالا نموذجيا لبعض رؤسائنا الذين جمعوا المليارات والملايين على حساب فقر ومعاناة شعوبهم …
رأيت على شاشة التلفزيون الألماني أمس،العدالة والمساواة والديمقراطية الحقيقية…رأيت التواضع والقوة والشجاعة…فشكرا للرئيس الألماني…وشكرا للأعلام الالماني…شكرا للديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان…صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com