جاءت جمعة البارحة لتقول لنا ان الوضع في الاردن بدأ يختلف جذرياً عن الشهور الماضية، اذ خرجت مسيرات في اغلب المحافظات، وخرج الاسلاميون ايضا، والسمة المشتركة بين الجميع سقف مرتفع وشعارات غاضبة.
إذا كانت كل الاجراءات التي تم اتخاذها من تعديلات دستورية،وتغيير حكومة، وغير ذلك لم تؤد الى تهدئة الداخل الاردني، فهذا يقول لك ان الناس غير مقتنعة بكل مايجري،وان التسارع واضح باتجاه محدد، ليأتي السؤال حول الذي سيحدث في الاردن خلال الشهور المقبلة اذا استمر الحال هكذا!.
جمعة البارحة هي الاخطر،لان الحراكات اتسعت،والاسلاميون صعدوا من لغتهم،واذا كان المشهد يقول ان هناك تنافسا بين الاسلاميين وشباب المحافظات،فإن الاطمئنان الى المنافسة والمناددة اطمئنان ساذج، فقد يختلفون جزئيا،لكنهم سيأخذون البلد معا نحو نتيجة واضحة،وقد يختلفون غدا عند تقسيم الغنائم في جبل احد الاردني.
البلد بنيويا مؤهل لمخاطر الانشطار والتقسيم على اسس جهوية واقليمية ومناطقية وعشائرية وعرقية، وفي هكذا ظروف ومع ضعف الدولة وتعاظم المسيرات والحراكات،فإن محللين كثيرين في العالم يستبصرون كل السيناريوهات في الاردن حول الوضع، وماهي مآلات الاوضاع في بلد حساس جدا بتركيبته وجواره.
يرى محللون ايضا ان الفوضى في سوريا ستترك اثرا حادا على الاردن،اذ ان كل الجوار الاردني يحترق،في فلسطين وسوريا والعراق ومصر،فكيف سيسلم الاردن وسط هذه الحرائق؟؟؟
الاغلبية الصامتة تتفرج على المشهد الذي يرسمه الاف هنا وهناك،وصمتهم يعني القبول من جهة،ويعني عدم استعداد بعضهم الدفاع عن مايسوق باعتباره امتيازات حياتهم،وهذا يعني ان الدولة باتت بلا صمامات امان.
من المؤسف ان يقال ان الاردن خلال عام 2012 سيكون وبدون مبالغات بشكل جديد،فوضى ومشاكل وفلتان وانهيار اقتصادي ومشاكل داخلية وتطاول ايدي الناس على بعضهم البعض ليس الا تمرينا صغيرا لما هو مقبل وآت.
اسوأ الاطباء في الدنيا ذاك الذي يرى المريض يحتضر في غرفة الانعاش،فيأمر بصرف البنادول للمريض،لانه يعتقد انه مصاب بالصداع،فيما امهر الاطباء يقول ببساطة ان المريض بحالة حرجة جدا،وبحاجة الى تشخيص عميق،وقد ينجو اذا بقي هناك وقت،وقد لاينجو،لان الطب والرياضيات يؤكدان ذلك.
الدستور