أكد الملك عبد الله الثاني أن وزير الخارجية الأردني كان يعمل مع زملائه العرب في الشهور العديدة الماضية بهدف تحديد كيفية التعامل مع الوضع في سوريا وما يحدث هناك.
وأشار الملك في مقابلة مع صحيفة التايمز اللندنية، وفي رده على سؤال إن كان النظام والرئيس السوري يستطيع الصمود، إلى “أن الأمر يعتمد على كيفية النظر للمسألة، فهم نسبيا في موقف قوي داخليا، ومع ذلك، فإنهم لن يستطيعوا أن يستمروا على هذا المنوال، ولكن السؤال إلى متى يستطيعون الاستمرار، وهذا ما لا يمكن التنبؤ به”.
،وأضاف “من خلال تعاملي مع بشار، وقد عرفته جيدا، أعتقد أن لديه ميلا داخليا للإصلاح. وقد كنت أجلس معه واستمع لرؤيته حول سوريا، أعتقد أنه يدرك ذلك، ولكن هل يسمح النظام لشخص مقتنع داخليا بالإصلاح أن ينفذ ذلك؟ لا أعتقد أن النظام يسمح بذلك، هذا هو التحدي”.
وقال الملك “خضت نقاشا مع بشار في بداية العام وقلت له إننا لسنا بأي حال من الأحوال نموذجا مثاليا، لكننا نقيم حوارا ونتواصل مع الناس، ومما يسعدنا أن نناقش معهم أخطاءنا وآراءنا حول ما كان يحدث منذ شهرين قبل ذلك، ولكنهم لم يكونوا مهتمين في الحقيقة، وقد أرسلت رئيس الديوان الملكي لمقابلة بشار ولكن تبين أن الحوار معهم لم يكن مجديا، لذا توقفت. وقد سألني أحدهم قبل فترة: هل أنت مستعد للاتصال ببشار؟ قلت: نعم، ولكني لا أعلم ما أقول له عندها”.
وفي رده على سؤال الصحيفة إن كان سيحصل استقطاب طائفي في سوريا يمكن له أن ينتشر عبر الحدود، أكد الملك “لست قلقا من انتشار “العنف” عبر الحدود، بل إنني قلق بشأن نسيج المجتمع السوري، فلو نظرت إلى الأكراد والدروز والسنة والمسيحيين والنخبة السنية، تجد أن هناك أقليات مختلفة تصبح أغلبية لو اجتمعت، وما لا نرغب في رؤيته هو تشرذم المجتمع السوري، خصوصا بوجود جيران لهم جميعا صلات عرقية به. كانت هناك ثلاثة مجموعات واضحة في العراق، وكانت كبيرة بحيث تهيئ إمكانية للتوحد على المستوى الوطني. أما سوريا فإنها معضلة أشد تعقيدا وهذا ما يقلق الجميع.
“لا نريد حمام دم في سوريا، ونحن نحاول التواصل معهم على أساس إنساني، ونحن مستعدون على حدودنا لاستقبال المزيد من موجات اللاجئين القادمين إلينا. ونحن جاهزون بخطط بديلة من الألف إلى الياء. إننا نحاول أن نبقى متفائلين ونتواصل مع زملائنا العرب ونناقش المسألة مع المجتمع الدولي، ولكن لا أحد يملك إجابة”.
وأوضح أن هناك أشياء أخرى تحدث في الشرق الأوسط، فهناك الموقف الإيراني حيال الملف النووي، ولإسرائيل مخاوفها من ناحية لبنان وسوريا، وهناك الربيع العربي، لذا فالموقف حرج جدا في الشرق الأوسط حاليا، وأعتقد أنه لا يوجد من يستطيع أن يتنبأ بما سيحدث في المستقبل، بل من المستحيل أن نعرف كيف ستبدو الأمور عام 2012.
أردنيا، أشار الملك إلى “أننا ننظر للمسألة من ناحية إنسانية، فهناك لاجئون يصلون إلينا عبر الحدود، كيف نتعامل مع الوضع عندما تزداد أعدادهم؟ هم الآن بالآلاف، ولكن هذا لا يقارن بأعداد اللاجئين الذين يتوجهون إلى تركيا. لكن يمكن لهذا أن يتغير.”
وعن التعامل مع الحكومة الإسرائيلية الحالية قال الملك “لقد تواصلنا مسبقا، لكنني لم أتحدث مع رئيس الوزراء منذ وقت ليس بالقليل لأنني أعتقد أنني لم أر ما يثبت جدية الحكومة الإسرائيلية، ومع ذلك فإننا نتواصل معهم، وقد بدأوا يدركون مدى خطورة المشكلة”.
،وأكد “أن استمرار غياب عملية السلام يحد من خيارات إسرائيل، “فقبل الربيع العربي، كانت هذه السنة ستشهد اهتماما إسرائيليا بحل الدولتين. ما هو البديل؟ هل هو حل الدولة الواحدة؟ هل سيكون ذلك نظام فصل عنصري أم غير ذلك؟ لقد غطى الربيع العربي على النقاشات القوية التي كان المجتمع الدولي سيوجهها إلى إسرائيل. وما لم تكن إسرائيل ملتزمة بالفعل بحل الدولتين، حسب ما قاله لي دبلوماسي غربي مؤخرا، ولو استمرت إسرائيل بسياستها الحالية، فإنها ستجد أن حليفها الوحيد المتبقي في العالم هو الكونغرس الأمريكي. وهذا تصريح ملفت جدا، لأن خياراتهم تصبح أقل فاقل مع مرور الوقت”
نشرت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” الترجمة الكاملة للمقابلة..