كل عام وأنتم بخير. كل عام وأنتم بألف ألف خير فعيد الأضحى هو عيد التضحية والفداء والعيد الذي تتطلع فيه أنظار المسلمين في كل العالم إلى مكة المكرمة متمنين لحجاج بيت الله الحرام حجا مبرورا وسعيا مشكورا وأن يعودوا سالمين إلى ديارهم وللمسلمين الذين لم يحجوا إلى هذا البيت لأن ظروفهم لم تسعفهم إلى ذلك أن يحجوا في السنوات القادمة ليغسلوا ذنوبهم ويطهروا نفوسهم.
في هذا العيد يتواصل الناس مع بعضهم بعضا ويَصِلون أرحامهم ويضحي كل من استطاع إلى ذلك سبيلا.
يمر هذا العيد على بلدنا الطيب ونحن نمر بمخاض سياسي لم يمر علينا من قبل فثورات الربيع العربي جعلت معظم البلدان العربية تضع أيديها على قلوبها خوفا من أن تجتاحها هذه الثورات ما عدا بلدنا الذي بدأ بالإصلاحات قبل هذه الثورات بل وسبقها بزمن والسبب في ذلك أن جلالة الملك عبدالله الثاني لديه دائما استشراف للمستقبل ورؤية عميقة لما يحتاجه شعبه فهو قد سبق الناس في مطالبهم ولم نسمع أن أي بلد عربي قد عدل دستوره كما فعلنا نحن فالقادة الذين اجتاحت بلادهم ثورات الربيع العربي عدلوا بعض المواد في دساتير بلادهم وفصلوها على مقاساتهم بحيث لا يسمح لأحد بالترشح للرئاسة سواهم بينما في بلدنا أمر جلالة الملك بتعديل الدستور ليتناسب مع المرحلة التي نمر بها من خلال لجنة ملكية مشهود لأعضائها بالنزاهة والكفاءة وحسن السيرة فشمل التعديل اثنتين وأربعين مادة وهذه التعديلات ناقشها وأقرها مجلسا النواب والأعيان وعدلا بها ثم وشحت بالإرادة الملكية السامية.
لقد ثبت لنا جميعا وللعالم معنا أن حكم الهاشميين رحيمٌ فلم يعدم حتى الآن أي مواطن لأسباب سياسية.. والقائد الذي يعلن أمام العالم بأنك إذا انتصرت على شعبك فأنت المهزوم هذا القائد، هو الذي يتعامل مع شعبه من خلال رؤية عميقة ومحبة صادقة ولا ينظر إلى هذا الشعب من برجه العاجي كما فعل ويفعل الآخرون.
يأتي هذا العيد ولدينا حكومة جديدة يرأسها شاب أردني مشهود له بالخبرة والكفاءة وحسن السيرة والتاريخ النظيف كما كان يشغل منصبا قضائيا دوليا مرموقا والأردنيون جميعا يأملون أن تنجز هذه الحكومة ما لم تستطع الحكومات السابقة إنجازه.
في هذا العيد نتوجه إلى الأردنيين جميعا لنقول لهم: كل عام وأنتم بخير. كل عام وأنتم بألف ألف خير ونرجو من الله عز وجل أن يعيده عليكم وأنتم ترفلون بأثواب الصحة والعافية وأن يعيد لكم حجاجكم سالمين غانمين ونتوجه باسمكم جميعا إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني قائد الوطن والمسيرة لنقول له كل عام وأنت بألف خير متمنين من المولى عز وجل أن يعيد عليك هذا العيد وأنت بأتم الصحة والعافية لتواصل قيادة المسيرة إلى بر الأمان.
الدستور
