كلمة سنحك .. هي كلمة عربية أصيلة .. تعود جذورها إلا أوائل العشرينيّات من القرن الماضي .. فقد ظهر أول استخدام لها في البادية الأردنية .. في عام 1923 .. دعونا نعود بالذاكرة إلى ذلك العام لنرى ما حصل
في صباح أحد الأيام الجميلة .. من ربيع عام 1923 .. كان الشيخ دهمان .. شيخ قبيلة المسانحة (سمّيت كذلك فيما بعد) متوجّهاً إلى المرعى لكي يطمئنّ على خرافه وعنزه (الحلال) .. وفي الطريق .. التقى به الشيخ رفيفان .. شيخ قبيلة المسابعة (شرحه) .. وقد كان آنف الذكر متجهّماً عابس الوجه .. وتبدو عليه علامات التعب .. ودار بينهما الحوار التالي:
رفيفان: سلام عليكْ ..
دهمان: عليكْ السلام .. ورحمْةَ الله ... وبركاته .. خير يا رجّال .. وش فيك عابس وحامل هموم الدنيا على راسك؟
رفيفان: ما بي شيّ
دهمان: قول يا رجّال وانا اخوك .. ترة ان كنت محتاج شي رقبتي سدّادة
رفيفان: لا يا شيخ دهمان .. الخير واجد .. والحلال سمينة بعون الله .. اللّي مكدّرني ومنغّص علي .. شيّ ثاني .. فيك من يكتم السر؟
دهمان: وصلت .. هات سولف
رفيفان: أنا .. أنا يخوي .. أنا ..
دهمان: قول ذبحتني ..
رفيفان: أنا .. أنا احب بنتك وطْفة وأبيها حليلةً ليْ .. على سنّة الله ورسوله ..
دهمان: بنتي وطْفة؟
رفيفان: إي بنتك .. ولّا شايفني أقل منها؟
دهمان: لا يا شيخ .. بس وطْفة من جيل بنيّاتك .. عمرها 15 سنة .. وبعدها جاهلة
رفيفان: والمغزى؟ ..
دهمان: اللّي سمعته .. البنت صغيرة .. وانت كل بنات عشيرتك تتمنّاك ..
رفيفان: (قلب سحنْته) بِسيطة .. بِسيطة يا شيخ دهمان .. دبّارك عندي .. وانا اخو صبحة
دهمان: وش فيك قلبت سنحْتك (خربط .. قال سنحتك بدل سحنتك) .. الزواج قسمة ونصيب .. اخزي الشيطان وامسح وجهك بالرحمن ..
رفيفان: هيّة كلمة قلتها وما اتراجع عنها .. دبّارك عندي .. ودشرك من سنحتي .. وخليك ب سنح فرسان العشيرة .. اللي باشر الصبح .. تبي تلاقيهم باب مظاربكم .. طلّابين الموت
دهمان: (عصّب طبعاً) أنا كنت ناوي اقصر الشر .. بس أمثالك ما ييجون الا بالسيف .. سنحتك وسنح كل فرسانك ما تخوفنا .. أنا عندي رجال ما يهابون المنيّة .. سنحكو ما تخوّفنا ..
رفيفان: مصدّق روحك؟ وِكاد تمزح .. واحدنا بسبعة منكم .. وباشر تشوف
(فاصل إعلاني .. سنعود بعد قليل)
مرزوق: قومي معي هنيّة ..
هنيَة: وين وين ..
مرزوق: عا ظراغمة التجارية .. تا اشتريلك أحلى فصطان ..
هنيَة: مرزوق افهم عليّة ..
مرزوق: خير خير ..
هنيّة: هاي حالتنا الماديّة .. وعامل حالك مش فهمان ..
مرزوق: أي صدقيني يا هنيّة ..
هنيّة: تفظّل قول ..
مرزوق: ظراغمة التجارية مؤسسة ترظي كل انسان ..
هنيّة: وملابس رجّالية ..
مرزوق: ها وشّو .. تشكيلة ليكي وليّة .. وحتى لولدنا كمان ..
هسّاااااع صرتي شخصيّة
(عدنا)
قبيلة الشيخ دهمان .. 25/4/1923
دهمان: يا ولد يا جعيفص ..
جعيفص: (ماسك دلّة القهوة) يا عونك يا عمّي ..
دهمان: أبيك تجمع كل فرسان العشيرة .. واحد واحد .. أبيهم الليلة عندي ..
جعيفص: تاااامر يا عمّي الشيخ ..
وبعد الاجتماع ..
واحد من الفرسان: خير يا شيخ دهمان .. وش في؟
دهمان: قبيلة الشيخ رفيفان يبون يهجمون علينا باشر .. أبيكو تقلبولي سنحهم
فارس ثاني: أبشر يا الشيخ .. ان شاء الله ما تشوف منّا الّا اللي يرظيك ..
دهمان: بارك الله بيكو .. بارك الله بيكو
قبيلة الشيخ رفيفان .. نفس الليلة
رفيفان: يا ولد يا شويلح ..
شويلح: عندك يا عمّي ..
رفيفان: اجمعلي الفرسان كلهم .. بسااع
شويلح: صار يا عمّي ..
المهم .. اجتمعوا
رفيفان: هيي يالرّبع .. تقبلون الاهانة لي؟
واحد من الفرسان: لا عاش ولا كان اللي يهينك يا شيخ ..
رفيفان: عملها دهمان الواطي .. وأنا أبي أريد أربّيه ..
فارس ثاني: انربّيلك اياه يا عمّي الشيخ .. انت تعرفنا .. واحدنا راسه بسبعة .. والله الا نسبعلك اياهم سبعة سبعة .. أبشر يالشيخ باللي جيت بيه ..
وفي صباح اليوم التالي .. التقى الفريقان ..
دهمان: (مخاطباً رفيفان) سنــــــــــــــــــحك و ..
رفيفان: (قاطعه وقال): سبــــــــــــــــــــعك و ..
(دهمان قاطع رفيفان ومزعه بالعقال على سنحته)
رفيفان: يالرجال .. أبيهم سبعة سبعة .. اهجموااا
ومن يومها .. سميت عشيرة الشيخ دهمان عشيرة المسانحة .. ودرجت على لسانهم كلمة سنحك .. وسميت عشيرة الشيخ رفيفان عشيرة المسابعة .. ودرجت على لسانهم كلمة سبعك ..
هذا والله أعلم