وزير الخارجية السوري: مجموعات متطرفة هي من يعبث بأمن سورية
استضافت قناة روسيا اليوم " الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية لطرح وجهة النظر السورية حول مايجري في سورية على أرض الواقع وأسباب وتبعات التطورات الأخيرة والتي وصفت بأنها تطورات عنيفة خلال الأشهر الثلاثة الفائتة.
مرحباً بكم د. فيصل على شاشة قناة روسيا اليوم
أهلاً وسهلاً
د. فيصل شهدت سوريا تطورات في الفترة الأخيرة وخصوصاً في الثلاثة أشهر الماضية، ووصفت بالتطورات العنيفة. كيف تحدثنا عن ذلك؟
أولاً أود أن أعبر عن سعادتي باللقاء مع تلفزيون "روسيا اليوم"، هذه المحطة الجديدة لكن التي أصبحت تدخل بيت كل مواطن سوري ومواطن عربي.
سوريا شهدت تطورات يمكن وصفها بأنها تطورات غير عادية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث انتشرت مجموعات دينية متطرفة وأخذت تعبث بأمن سورية وبسلم سورية وباستقرار سورية. طبعاً هنالك أجهزة إعلام معروفة ساهمت في خلق صورة وكأن الدولة هي التي تعتدي على مواطنيها وعلى شعبها في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الدولة محط هجوم لا مثيل له ولا سابق له في تاريخ سورية الحديث من قبل هذه العصابات المسلحة والمتطرفة.
طبعاً نحن في سورية بحاجة إلى إصلاح، وكان هنالك تظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح واستجابت القيادة في سوريا برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد لهذه المطالب الجماهيرية لكن ما كنا نلاحظه أنه في كل مرة تتوافق فيها مطالب الإصلاح مع استجابة القيادة، كان العنف يتصاعد. فمثلاً قامت هذه العصابات والأطراف المسلحة والمتطرفة بمهاجمة المكاتب الحكومية والمقار الحكومية مكاتب السجل المدني ومقرات الشرطة ومقرات الأمن العام، وأحرقت في محافظة درعا ـ التي أنا منها ـ أحرقت هذه المكاتب من شرق المحافظة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. ويدعي من يدعم هذه العصابات والأطراف المسلحة بأنها مظاهرات سلمية وبأنها لم تكن عنيفة. ولقد شهدت بنفسي ومواطني هذه المحافظة، في درعا كما هو في المحافظات الأخرى، الأعمال العنيفة في سورية.
المهم أننا في سورية يقودنا رئيس إصلاحي، منذ عام ألفين تقدم ببرنامج إصلاحي كبير، لكن الأحداث التي شهدتها المنطقة وخاصة الغزو الأمريكي للعراق وإمكانية امتداد هذا الغزو إلى سورية كما أعلن ذلك القادة الأمريكيون، وبعد ذلك جاءت أحداث لبنان واغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، كل ذلك أصبح مؤثراً لدرجة أن الإصلاحات لم تعد هي الأولوية الأساسية، فعندما يكون هنالك حاجة للدفاع عن الوطن تصبح عملية الدفاع عن الوطن هي الأساس في هذا التحرك.
الآن كما ذكرت هنالك خطة إصلاح هائلة، والحكومة صادقة ومخلصة في ذلك. السيد الرئيس بشار الأسد أنهى حالة الطوارئ، وقع قانوناً بإعلان الحق بممارسة التظاهر السلمي كحق من حقوق الإنسان وهذه اصبحت حقائق على الأرض. هنالك حقائق أخرى أيضاً، مجلس الوزراء اعتمد العديد من العلاقات المتعلقة بمحاربة الفساد وبإصلاح الإدارة الحكومية وبإنشاء هيئات ومؤسسات جديدة، وتمت زيادة رواتب المواطنين وتم إنشاء هيئات حكومية للرقابة، إضافة إلى ذلك هنالك الآن ـ مطروح على الإنترنيت ـ قانون جديد للأحزاب. يعني صحيح أننا كنا خلال المرحلة الماضية في إطار تعددية لحوالي عشرة أحزاب، لكن الآن سيفتح المجال لكل من يريد أن يؤسس حزباً، من المعارضة أو غير المعارضة، وسنعتمد قريباً في إطار الحوار الوطني مشروع قانون الأحزاب الجديد، هنالك قانون الإعلام، أنتم كإعلاميين مهتمون بذلك أيضاً، وهنالك قوانين حول الإدارة المحلية وحول الانتخابات. أي أن سورية التي سنراها خلال الأشهر القليلة القادمة سوف لن تعود سورية كما كانت.
نعم، إذن فلننتقل إلى الحوار الذي تحدثتم عنه، فالسلطات السورية أعلنت عن موعد انعقاد اللقاء التشاوري لمؤتمر الحوار الوطني في العاشر من شهر تموز المقبل...
صحيح.
هل تمت دعوة المعارضة الداخلية والخارجية لهذا المؤتمر؟
طبعاً
وكيف هي درجة الاستجابة؟
حقيقة حتى هذه اللحظة هنالك اجتماعات مع شخصيات سورية، ليس بالضرورة من الحكومة بل من المجتمع المدني السوري ومن المعارضة وكما ذكرتم تم تحديد العاشر من شهر يوليو/تموز القادم لإجراء الجولة الأولى من المشاورات حول آلية هذا الحوار لأننا نريده حواراً حقيقياً، حوار بما معناه (ديالوغ) وليس (مونولوج) نريد لكل القوى الخيرة في المجتمع السوري، تلك القوى التي لم تحمل السلاح، ضد المواطنين الأبرياء السوريين ولم تقتل أحداً ولم تمارس الرعب والإجرام، أن تشارك في هذا الحوار الوطني الذي يجب أن يكون مفتوحاً ويجب أن يكون سقفه الوحيد، هو سقف الوطن والمصلحة الوطنية. لذلك أنا أثق بأن كل ما يتعلق بحاضر ومستقبل سورية سيكون تحت النقاش وسيتاح المجال لكلٍ أن يدلي برأيه، وما يتفق عليه المتحاورون السوريون في إطار حلمهم الوطني سيكون هو القانون المستقبلي لسورية.
نعم، يعني تم دعوة المعارضة في الخارج أيضاً للمشاركة للكل؟
نحن لا نميز حقيقة بين معارضة داخلية ومعارضة خارجية المهم ألا يكون هؤلاء لديهم ارتباطات بقوى اجنبية، طالما أن هذا المعارض سيمارس معارضته تحت إطار مصلحة الوطن وفي إطار سقف الوطن فإن كل السوريين أينما كانوا هم سوريون لذلك هم سيكونون مدعوين إلى هذا المؤتمر ضمن الآليات التي سيتفق عليها لاحقاً.
حسناً، يتواصل مقتل المحتجين ورجال الأمن في سورية، إلى متى سيستمر ذلك؟
أولاً أنا أعترض على "مقتل المحتجين" لا يقتل المحتجون، هذه دعاية نشرتها وسائل إعلام تضخ إعلاما يوميا بلا حدود، تفبرك المشاهد، وحتى المظاهرات التي خرجت تأييداً للرئيس بشار الأسد بالملايين قاموا بتصويرها على أنها معهم وضد القيادة في سورية، وهذا تحريف للحقائق، نحن اعتدنا في سورية على ذلك، ونريد للإعلام أن يكون إعلاماً ذا ضمير إعلاماً صادقاً إعلاماً مخلصاً إعلاماً لا تحريضياً وإعلاماً يمارس نشر الحقيقة، والإعلام الموجه إلى سوريا، وروسيا اليوم ليست من هذا الإعلام، إضافة إلى وسائل إعلام تتمسك بالضمير وتمارس بث ونشر الحقيقة، نعتقد أن هذا النوع من الإعلام التحريضي إعلام ساقط وغير مقبول وستلفظه الجماهير لاحقاً، يعني آجلاً أم عاجلاً. لكن أسطورة قتل المتظاهرين أسطورة كذب وتحريف. في سورية الذي يقتل هو قوات الشرطة وقوات الأمن والأبرياء، طبعاً هنالك ضحايا من المدنيين لا يمكن نكرانهم لأنه حتى هؤلاء الذين يحملون السلاح ويقتلون الجيش ويحاربون قوى الأمن بما في ذلك محاصرة قوى أمن في مدينة جسر الشغور لمدة ثلاثة أيام، وعندما لم يستطيعوا ذلك منذ الأيام الأولى قاموا بالانتقام منهم وبتقطيع رؤوسهم وبدفنهم في مقابر جماعية، ولا أدري إذا كانت "روسيا اليوم" قد زارت هذه المواقع، لكن أتيحت الفرصة للصحافيين وللسفراء في سورية بأن يطلعوا على هذه الحقائق. نحن طبعاً نحزن ونبكي لكل نقطة دم بريئة تراق في هذه المواجهة مع هذه القوى المتطرفة والمسلحة والمدعومة مالياً من قوى خارج سورية. ونقول لكل من يتدخل في الشؤون الداخلية السورية أن يتوقف عن ذلك وبهذه المناسبة لا بد أن نعبر عن الشكر لكل الدول الصديقة والشقيقة التي وقفت مع سورية بما في ذلك طبعاً روسيا الاتحادية والصين ودول أخرى كثيرة.
...
يرى المراقبون أن العلاقات السورية التركية على المحك بعد اقتراب القوات السورية من الحدود السورية التركية وانتشار الجيش في عدة مناطق وقتل مدنيين كما ذكرت بعض القنوات، كما ذكرتم سيادتكم بأنها مغرضة. هل صحيح أن هذه العلاقات باتت على المحك؟
هنالك جانبان، الجانب الأول هو المتعلق بالعلاقات السورية التركية. طبعاً نحن والأصدقاء الأتراك بذلنا جهوداً هائلة من أجل بناء هذه العلاقات. سوريا هي التي فتحت الطريق أمام دخول تركيا إلى الوطن العربي منذ الحرب العالمية الأولى وحتى قبل خمس إلى ست سنوات. نعتقد ان القيادة التركية تعي جيداً أن علاقات جيدة مع سوريا هي لمصلحة الشعبين السوري والتركي ونحن في سوريا نعي جيداً أيضاً أن علاقات جيدة مع بلد جار طول حدود سوريا معه حوالي 850 كيلومتراً، مسألة يجب أن لا نضحي بها تحت أي شكل من الأشكال، ولذلك نسعى في القيادتين السورية والتركية إلى تحسين العلاقات وإلى تخطي العقبات والصعوبات التي مرت بها هذه العلاقة على أمل أن تكون طارئة وعابرة.
الجانب الثاني هو انتشار القوات السورية في تلك المنطقة، انتشار القوات السورية في تلك المنطقة لم يكن موجهاً على الإطلاق ضد تركيا. هنالك مسلحون في الجانب السوري من الحدود حاولوا أخذ القوة بيدهم وارتهان السلطة بيدهم من خلال السلاح وقتل المواطنين الأبرياء، وكان شيئاً طبيعياً أن تتقدم القوات السورية إلى هذه المناطق لإعادة الأمن والنظام والاستقرار إليها ويجب أن لا يفسر على الإطلاق على أنه استفزاز للجانب الآخر أو اقتراب من الحدود لأسباب تتعلق بالأمن بين البلدين، هذه مسألة ليست قائمة على الإطلاق في ذهن الجانب السوري، و نحن نثق بأن الجانب التركي أيضاً سيتفهم ذلك. إن استخدام أي نوع من السلاح سواء كان من جانب تركيا أو من جانب سوريا هو انتحار وهو ليس مقبولاً وهو مدان ولا يمكن السماح به على الأقل في إطار الحرص من قبل سوريا على علاقات متطورة مع الجانب التركي. لكن هذا موجه ضد مجموعة من المسلحين حاولت إرعاب المواطنين في الجانب السوري من الحدود بل وحتى تهجيرهم إلى خارج وطنهم، ونحن نقول لكل من هجر، وعبر محطة روسيا اليوم أنهم يجب أن يعودوا إلى وطنهم، بالمناسبة كثير منهم عاد، عندما اتيت إلى هذا المؤتمر في الأستانة كان قد عاد ما يزيد عن ألف إلى الف وخمسمائة مواطن. لكن هنالك عصابات مسلحة في المخيمات على الجانب التركي تمنع المواطنين من العودة، ونحن اتفقنا مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي وتمت الاتصالات مع الهلال الأحمر التركي وقلنا لهم أن سوريا مفتوحة لمواطنيها وأنه كان عليهم أن لا يرحلوا، لكن طالما أنهم هجروا بالقوة من قبل هذه العصابات المسلحة فعليهم أن يعودوا إلى وطنهم وإلى بيوتهم، وهو المكان الطبيعي لهم، لكن العصابات كما ذكرت لا تسمح لهم بذلك. وقلنا لهم أننا على استعداد لتأمين كل مستلزمات حياتهم اليومية، أن نعيدهم إلى أرضهم مجاناً، وبحافلات وطنية سورية، أن نقدم لهم كل إمكانيات العيش اللائق والكريم، أي المساعدات الغذائية والأدوية والعلاج وكل شيء، والأهم من كل ذلك ـ على ما أعتقد ـ هو أن نؤمن لهم عودة إلى سوريا دون اي مسائلة. لأننا نعي بأنه تم تهجيرهم بالقوة وانه لا يسمح لهم الآن بالعودة أيضاً بالقوة، وسوريا هي وطنهم ونحن في نهاية المطاف شعب واحد ولا نقبل لأي سوري أن يهان أينما كان، فعليهم أن يعودوا إلى وطنهم آمنين وبكل الضمانات التي قد يشكك البعض بها من قبل هذه القوى المتطرفة أو القوى التي دفعت إلى تهجيرهم. يعني أنت لاحظت أن قوى غربية معينة بدأت تقدم المساعدات لهؤلاء اللاجئين السوريين، وأن هذه جريمة كبرى، في الوقت الذي نعتبر فيه أن الجريمة الوحيدة هي تهجيرهم، أياً كان المسؤول عن هذا التهجير سواءً كان بالضغط السياسي وبالضغط النفسي أو بضغط عسكري وتهديدات مباشرة من قوى دينية متطرفة لها مصلحة في تهجير هؤلاء لكي تشعر العالم أن هنالك مشكلة تتعلق بسوريا، وأنا أؤكد لك أنه لا توجد أي مشكلة.
د. فيصل هل تتوقعون تدخلاً أجنبياً غربياً في سوريا بمعنى تكرار السيناريو الليبي؟
حقيقة أنا أقول بأن الأوضاع في ليبيا ليست كما هي الأوضاع في سوريا وهم يعرفون موقف سوريا وموقع سوريا وقوة سوريا أيضاً، لذلك إذا كانوا يفكرون بذلك فنحن ننصحهم بأن لا يفكروا بذلك، هذا من جانب. طبعاً سوريا لها أصدقاء وحلفاء سيقفوا إلى جانب سوريا وضد أي نوع من أنواع التدخل في شؤون سوريا الداخلية، سوريا هي مركز التوازن الحقيقي في الشرق الأوسط وأي خلل أو تدخل في الشؤون السورية سيقود إلى كارثة حقيقية في المنطقة، وأعتقد أن هذه الدول تعي ذلك ومع ذلك، حقدها على العرب وحقدها على سوريا بسبب مواقفها السياسية في الصراع العربي الإسرائيلي وبسبب الإنجازات التي حققتها سوريا وبسبب خطة الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد. أنا أقول أن سوريا ـ كما ذكرت في مقدمة هذا اللقاء ـ ستكون بلداً آخر عندما ننفذ جميعاً وبكل إخلاص خطة الإصلاح التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد، وستكون الديموقراطية في سوريا مثالاً يحتذى ليس في المنطقة بل في خارج المنطقة أيضاً. وقيادة سوريا، وقائد سوريا مصرون على ذلك.
كيف تقيمون الموقف الروسي من الأوضاع في سوريا؟
أعود إلى هذا الموقف، أعتقد أن الموقف الروسي موقف ـ حقيقة ـ مشرف، والاتحاد الروسي يتحمل مسؤولياته كعضو دائم في مجلس الأمن بكل مسؤولية. الاتصالات الروسية السورية تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، والحفاظ على الاستقرار والأمن في هذه المنطقة الأكثر حساسية من كل مناطق العالم الأخرى، لذلك نحن نحيي الجهود التي بذلت من قبل الاتحاد الروسي في منع أي استفراد في سوريا، في منع اتخاذ قرارات تعسفية ضد مصلحة الاتحاد الروسي وضد مصلحة السلم والأمن الدوليين ونقول بأن الأوضاع في سوريا أصلاً ـ كما يقول الأصدقاء في موسكو ـ لا تهدد السلم والأمن العالميين حتى تتم مناقشتها في مجلس الأمن الدولي أو في مجلس حتى حقوق الإنسان، لأن الحقوق التي انتهكت هي حقوقنا نحن كسوريين جراء هذا التدخل الأجنبي بالتمويل وهنالك أموال هائلة تدفع في سوريا من قبل أوساط معينة والكثير من الذين خرجوا ليتحدوا النظام مدفوع لهم، وهم يعرفون ذلك ونعرف المبالغ التي يأخذونها والأسلحة التي يشترونها، كما نعرف المؤامرات التي تحاك ضد سوريا. طبعاً هنالك كما ذكرت مصالح مشتركة حقيقة سوريا خندق أساسي من خنادق منع التطرف في المنطقة والاتحاد الروسي ليس بعيداً عن المنطقة، والاتحاد الروسي في بعض المجالات معني بالتطرف الديني كما هي سوريا معنية، لذلك عندما ندافع عن أنفسنا ويدافع الاتحاد الروسي عن مبادئه وعن مواقفه فنحن ندافع عن بلدينا وندافع أيضاً عن الصين وندافع عن كل الدول التي يستهدفها هذا التطرف الذي يراد من خلاله إسقاط سوريا لكي ينفذ بشكل مباشر إلى البلدان المجاورة، وجوارنا هو الاتحاد الروسي والصين ودول أخرى في آسيا وفي أوروبا.
د. فيصل بالنسبة لإيران هناك اتهامات مباشرة لإيران بالتدخل في الأزمة السورية، هل هذا الكلام صحيح؟ أو كيف تردون على هذا الكلام؟
أنتم تعرفون أن العلاقات السورية الإيرانية مستهدفة، هذه العلاقات ـ السورية الإيرانية ـ تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلى مصالحنا المشتركة، ونحن نعتقد أن التعاون مع تركيا بفعل عامل الجوار قرار صحيح وصائب من القيادة السورية، لذلك كان قرار إقامة علاقات جيدة ومتطورة مع إيران أيضاً بحكم وجود إيران الفيزيائي في المنطقة، يعني نحن لم نوجد إيران، إيران موجودة في هذه المنطقة عبر العصور، لذلك لا نتحدث عن شيء جديد والعلاقة السورية الإيرانية ليست موجهة ضد طرف ثالث، أقصد لا في المنطقة ولا في العالم، بل هي موجهة بشكل أساسي ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ومن أجل إقامة أمن وسلام واستقرار في كل المنطقة، هذا يخدم إيران وهذا يخدم سوريا، لذلك نحن نسعى دائماً إلى إزالة أي لبس في العلاقات العربية الإيرانية نحن بذلنا جهداً من اجل تحسين العلاقات الإيرانية مع دول الخليج العربي سواءً كان ذلك مع الإمارات العربية المتحدة أم مع البحرين مؤخراً ونريد أن يسود التفاهم العربي الإيراني بدلاً من الدور الذي يقوم به الغرب لاستعداء إيران علينا لتحويلها عن دعم العرب وبعد ذلك إخضاع العرب كلهم لمخططات غربية وكي نخسر حليفاً حقيقياً لنا هو إيران. فبدلاً من أن تكون إيران معنا في نضالنا ضد إسرائيل، يريدونها أن تصبح عبئاً علينا وعبئاً على الدول العربية، وإلى ذلك أنا أناشد الدول العربية أن تتفهم هذه الحقيقة وأن نعمل جميعاً من أجل إقامة علاقات حقيقية قائمة على التعاون المتبادل والأمن المتبادل بين إيران وبين كل الدول العربية، ونحن لا يمكن أن نضحي بأي مصلحة عربية لأي كان على حساب الأمن القومي العربي.
كيف تقيمون الموقف العربي من الوضع في سوريا؟
نحن طبعاً منذ بداية الأحداث قام الكثير من القادة العرب بالتحدث إلى السيد الرئيس بشار الأسد، وعلاقاتنا في مثل هذه المؤتمرات علاقات جيدة وطيبة ونسمع دائماً من الأشقاء العرب أنهم لا يتمنون لسوريا إلا الخير وتخطي هذه العقبات والمشاكل التي شهدتها مؤخراً، نحن لم نخن العرب حتى يخونونا نحن لم نتخلى عن العرب والدول العربية حتى تتخلى عن سوريا، ونعتقد أنه من الضروري أن يوحد العرب كلماتهم ومواقفهم في مثل هذه الأوقات الصعبة لأن ما يصيب سوريا سينتقل بالعدوى وعن طريق التتابع إلى الدول العربية الأخرى لإضعافها ولكي تبسط إسرائيل والدول الغربية حضارتهم علينا وهيمنتهم علينا وقيمهم أو مفاهيمهم علينا. أنا أتابع طبعاً وخاصة خلال هذه الفترة ماذا يريد الغرب منا؟ الغرب لا يريد لنا الخير، حقيقة، ونحن نبذل جهوداً في إطار المنظمات الدولية وفي إطار مفاهيم كثيرة بما في ذلك حوار الحضارات للتغلب على أي تمييز بين الدول العربية وبين الحضارات الغربية، لكن هم لا يريدون لنا ذلك. إسرائيل بالنسبة إليهم هي كل شيء، أي يبدأ بها العالم ولا ينتهي، وتحقيق مصالح إسرائيل على حساب الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية هي أولوية بالنسبة لهم، لذلك جاءت هذه الهجمة على سوريا لأنه لا يوجد لها أي مبرر حقيقة، صحيح أننا نعترف بضرورة إجراء بعض الإصلاح، لكن الهجمة الأساسية بشكلها الحالي الذي يستهدف سوريا كبلد من خلال استخدام السلاح لفرض واقع جديد في سوريا جاء تلبية لمطالب الغرب ولحرف سوريا عن مواقفها وإبعادها بشكل أساسي عن الصراع العربي الإسرائيلي، وإلا ما هي المشكلة معهم؟ نحن منفتحون عليهم ونحن نتحاور ونتناقش ونؤمن بالسلام العادل والشامل، لكن مشكلتنا مع الغرب هي أنه يوظف مصالحه ومصالح تعاونه معنا كبلدان عربية فرادى أو مجموعات من أجل خدمة مصالح إسرائيل، وهذه هي المشكلة التي نعاني منها في الشرق الأوسط.
السؤال الأخير د. فيصل، هل نوقش الوضع في سوريا في اجندة هذا المؤتمر؟
طبعاً لم يناقش، لا توجد أي حاجة لكي يناقش ونحن نجتمع طبعاً مع الأشقاء والأصدقاء والكل حريص على سوريا والكل يسألنا متى ستنتهي هذه المشكلة، والكل يعبر عن وقوفه إلى جانب سوريا، وعن حرصه على عملية الإصلاح التي يقودها الرئيس بشار الأسد وعن دعمهم لهذه العملية الإصلاحية ويقولون لنا أنهم يتمنون كل النجاح للسيد الرئيس بشار الأسد في قيادة هذه العملية الإصلاحية وفي إيصالها إلى النهايات المطلوبة.