دائما ً . .
ما كانت نظرتي لـ دوري أبطال أوروبا
أنها البطولة ذات الخلطة ( الخاصة )
التي ربما تفعل كل ما بوسعك
لـ الفوز بها , لكنك تفشل مرة بعد مرة
مالم تتوفر لك تلك ( الخلطة )
هـُنا . .
أتحدث بنوايا تشابه لون قمصاننا
لذلك اؤكد لكم أنني لا أشير أبدا ً
إلى مؤامرة , أو حبكة درامية
كان القصد من ورائها
اسقاط هذا , أو الانتصار لـ ذاك
دوري أبطال أوروبا
أشبه بـ كأس عالم مطوّلة
نفس النظام تقريبا ً
ونفس المراحل المتدرجة
بـ استثناء أن جميع المراحل
تلعب من مباراتين ,
وليس من مباراة واحدة كـ المونديال
بـ الاضافة إلى أنها
تلعب على مدى موسم كامل
وليس خلال شهر واحد فقط
هذه البطولات تضمّ النخبة
وصفوة لاعبي كرة القدم
وحين تتكافئ - إلى حدّ ما -
إمكانيات الأطراف المتنافسة
يكون الحسم في أحيان كثيرة
عبر تفاصيل دقيقة ,
ونقاط تحوّل , تغير من سير المباراة
إيطاليا . .
كانت تحت الضغط بوجود زيدان
وحين غادر الملعب ربحت نجمتها الرابعة
والمنتخب الإنجليزي ,
كاد لـ يعود لـ المباراة وربما انتصر
لو أن الحكم احتسب كرة لامبارد خلف خط المرمى
في دوري أبطال أوروبا
تعاقد تشيلسي مع شيفشنكو وبالاك
لـ أجل الفوز بدوري أبطال أوروبا
ربح البلوز ليفربول في ستامفورد بريدج
وحين أتت مباراة العودة
غاب شيفشنكو وبالاك وكذلك كارفاليو لـ الإصابة
فـ ربح ليفربول بـ ركلات الترجيح
وغادر تشيلسي البطولة بسبب ظروف مباراة واحدة
يبدو سردا ً تاريخيا ً مملا ً ,
لكن ما حصل هذه الليلة
بغض النظر عن مسبباته و مبرراته
يبدو حالة مماثلة ,
و سيناريو جديد مماثل لـ السيناريوهات السابقة
في الوقت الذي كانت فيه المباراة
تبدو متكافئة , ومتساوية النتيجة
وفي حين كان الفريقين متساويي العدد
كانت الأمور لـ تحتمل أي سيناريو لاحق
لكن قرار الحكم الذي يبدو أقرب لـ الخطأ
قد غيـّر كل شيء في لحظة واحدة
هذه المرة , ريال مدريد كان المتضرر
وبرشلونة ربما كان المـُستفيد
وهكذا هي سنـّة الحياة وشريعة كرة القدم
الحظ السيء . .
كان لـ يكون أجمل مظهرا ً
لكنه اختارهم وأدار ظهره لنا
وحكم المباراة أيـّا ً كانت مقاصده
أعطاهم الأفضلية ,
ومنحهم خطوة أسبق لـ الفوز
تلك تحليلات المنطق ,
لكن كرة القدم المجنونة
لا تعترف بـ شيء من ذلك
لكن ربما بعد أن نهدأ
وحين يعود لكلّ من صوابه
ويقيس الأمور بـ مقياس آخر
يكتشف أنها كانت ليلة سوداء
ولا يهمّ المشجع , ولا سجلات التاريخ
كلّ السرد الممل أعلاه
لأن النتيجة وحدها تبقى ,
و لا أحد يتذكر الأحداث والمبررات
لـ ذلك تفعل بنا كرة القدم ما تفعله
وتجلب لنا هذا ( النـّـكد )
لـ تجازينا بذلك على ولعنا بها
لكنها ربما لا تعلم بعد ,
أن القلب العاشق لـ هذا الفريق
لا تزيده هذه اللوعات إلا حبـّا ً
ولا تقصم ظهر فؤاده تلك الخسائر
بل تجعله أكثر هياما ً و جنونا ً
ريال مدريد . .
يا فريقي العزيز ,
حسبـُك أنك لم تخسر عاجزا ً
وإن غادرت البطولة
فـ لن تغادرها في ظروف طبيعية
و في ظلّ فرص ٍ متكافئة
لو سارت الأمور بشكل طبيعي
كنـّا لـ نكون أشد بأسا ً
وأصعب كثيرا ً من أن نهزم
لكنها ذرّة الجنون ,
التي لولاها لأصبحت كرة القدم
رياضة لا تختلف عن البقيـّة !