أثار تسجيل مصور على موقع "اليوتيوب" يظهر أحد أساتذة الجامعة الأردنية وهو يزيل ملصقات عن لوحة حائط في كلية الهندسة، أزمة حريات داخل أروقة الجامعة الأكبر في الأردن، بعد تحويل مصوري التسجيل اليوم إلى لجنة تحقيق.
وبحسب مصادر في عمادة شؤون الطلبة، فإن إزالة الملصقات المعبرة عن "آراء متنوعة للطلاب" تسببت بحرج لإدارة الجامعة، لتزامنها مع دعوات الملك عبدالله الثاني لحماية حق الطلاب في التعبير عن آرائهم، داخل الجامعات والكليات التعليمية.
ويُظهر التسجيل المصور الذي شاهده الآلاف على "اليوتيوب"، مساعد عميد كلية الهندسة الدكتور مضر الزغول، وهو يزيل ملصقات عن لوحة "صباح الخير يا هندسة"، الحاصلة بحسب الطلاب على التراخيص اللازمة من عمادة الكلية.
كما يُشاهد في التسجيل عدد من الطلبة وهم يصفقون لمساعد العميد، في حين تتعالى أصوات تدين إقدامه على إزالة الملصقات، متوعدة إياه بنشر التسجيل المذكور على "اليوتيوب".
ويُظهر التسجيل الزغول وهو يدعو الطلبة إلى شطب التصوير وتسليمه الكاميرة، لكن الطالب الذي صور المشهد اكتفى بالقول: "لا يوجد قانون يمنع التصوير داخل الجامعة، وسأقوم بنشره".
وفي السياق، اعتصم عشرات الطلبة من كلية الهندسة صباح اليوم، احتجاجا على تحويل طالبين إلى إحدى لجان التحقيق، بتهمة تصوير مساعد عميد الكلية.
وطالب المعتصمون بتحويل الزغول إلى لجنة التحقيق، كونه "عدو للحريات الطلابية في الجامعة"، بحسب وصفهم.
وفي المقابل، رفض الزغول التعليق على تسجيل "اليوتيوب"، قائلا لـ"السبيل": "أفضّل عدم الخوض في القضية". في حين قال عميد شؤون الطلبة الدكتور سلامة النعيمات إن "الشكوى المقدمة بحق الطالبين داخلية، والمعنيّ في الرد هي عمادة كلية الهندسة"، فيما فشلت محاولات "السبيل" في الحصول على رد من عميد الكلية الدكتور مجدي توفيق.
وقال الطالب محمد صيام صاحب التسجيل المصور لـ"السبيل"، إن "لجنة التحقيق وجهت لي 5 تهم، تتعلق بأمن الدولة..!".
وتمثلت التهم وفقا لصيام، بـ"إثارة النعرات الطائفية والعنصرية"، و"الفتك بالنسيج الطلابي"، و"تعطيل المسيرة التدريسية"، و"تعمد الإساءة لأحد أعضاء الهيئة التدريسية"، و"الانتماء للاتجاه الإسلامي في الجامعة".
وأضاف صيام: "قررت تسجيل المشهد، للكشف عن المضايقات التي يتعرض لها الطلبة داخل الجامعة الأردنية، فما يجري هو تكميم للأفواه، وليست المرة الأولى التي يقدم فيها مساعد العميد على إزالة الجداريات الخاصة بالطلاب".
وتابع: "صار لازم نرفع صوتنا، ونراجع القوانين اللي بتحمي الطالب وبتحافظ على حقوقه".
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان دعت الأردن مؤخرا، إلى تعزيز حرية التعبير في الجامعات الحكومية، ووقف القوانين التأديبية.
وقالت المنظمة في بيان إنه "في عدة حوادث منذ تشرين الثاني 2010، انتهكت حقوق الطلاب في حرية التعبير من قبل ضباط المخابرات، أو من قبل الإدارات الجامعية من خلال تطبيق الأنظمة القمعية".
وقال كريستوف ويلكه الباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، إن "الجامعات الأردنية لا يمكن اعتبارها مؤسسات حرة للتعليم، إذا كان ضباط المخابرات يضيقون الخناق على أولئك الذين يفكرون بالنقد، ويتدخلون في أنشطتهم السلمية".
وقال المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس لـ"السبيل"، إن "عمادة الكلية لم تعالج المشكلة واكتفت بالقشور، فالأصل أن يستجوب الدكتور عن أسباب سحبه للملصقات، وما إذا كان نشرها يعزز الحريات الطلابية داخل الجامعة".
وأضاف: "هناك قوى شد عكسي تحاول إعادتنا إلى الوراء، وبعض أعضاء الهيئات التدريسية باتوا يشعرون أنفسهم موظفين لدى الأجهزة الأمنية، ولا نستبعد أن تشهد الأيام القادمة مكاتب معلنة لأجهزة الأمن داخل الجامعات".
وكان الملك عبدالله الثاني بعث برسالة إلى رئيس الوزراء معروف البخيت في 22 آذار الماضي، دعاه فيها إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لمسيرة الإصلاح في البلاد، وضمان حرية التعبير لطلبة الجامعات.
https://www.youtube.com/watch?v=U07kh81tYxI&feature=player_embedded
