قال مسؤولون في وزارة الصحة المصرية
إن حادث الاعتداء بسيارة مفخخة الذي
وقع ليل الجمعة أمام كنيسة في مدينة
الإسكندرية الساحلية المصرية أسفر عن
سقوط 21 قتيلاً و43 جريحاً.
وقالت مصادر أمنية في مصر، اليوم السبت، إن عدد المصابين وصل إلى 24 مصاباً.
وقال مصدر إن جثث القتلى نقلت الى مشرحة بينما نقل الجرحى الى مستشفيين للعلاج، لكن شاهد عيان قال إن جثثاً وأشلاء نقلت من مكان الانفجار الى داخل كنيسة القديسين في حي سيدي بشر بعد اشتباكات بين الشرطة ومسيحيين.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن الانفجار ألحق أضراراً بالمسجد المواجه وإن ثمانية مسلمين من بين الجرحى.
سيارة مفخخة
وقال المصدر الأمني إن الانفجار نجم عن سيارة مفخخة، فيما روى الشاهد إن سيارات إسعاف وقوات أمن ضخمة هرعت الى المكان بعد الانفجار.
وأضاف أن عدداً كبيراً من المسيحيين كانوا يغادرون كنيسة القديسين مار مرقص والانبا بطرس في منطقة سيدي بشر وقت وقوع الانفجار بعد احتفال داخلها برأس السنة الميلادية.
وتابع أن مئات المسيحيين تجمعوا أمام الكنيسة بعد الانفجار وأن بعضهم رشقوا مسجداً مواجهاً لها بالحجارة ما أدى لتهشم زجاج واجهته.
وقال إن قوات مكافحة الشغب أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيحيين المتجمعين أمام الكنيسة ما أدى لابتعادهم عن المكان لكنهم سرعان ما تجمعوا من جديد.
وأضاف أن الشرطة قطعت التيار الكهربائي عن المسجد لمنع شبان مسلمين من استخدام مكبر الصوت الخاص به في ترديد شعارات إسلامية.
زجاجات حارقة
وقال الشهود إن المسيحيين الذين تجمعوا أمام الكنيسة رددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب".
وقال شاهد عيان إن اشتباكات اندلعت بين الشرطة ومسيحيين أمام الكنيسة التي وقع أمامها الانفجار، مضيفاً أن الشبان المسيحيين رشقوا قوات الشرطة بعد وقوع الانفجار بساعات بزجاجات حارقة في حين أطلقت عليهم قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضاف أن المسيحيين منعوا مدير أمن محافظة الاسكندرية اللواء محمد ابراهيم من دخول الكنيسة في وقت سابق.
وتابع أن قوات الشرطة سيطرت على المكان الذي كان يقف فيه المسيحيون أمام الكنيسة لكن شباناً واصلوا إلقاء زجاجات فارغة وحجارة من أعلى الكنيسة على قوات الشرطة.
وقال الشاهد إن المسيحيين نقلوا جثث وأشلاء قتلى الى داخل الكنيسة خلال الاشتباكات.
توتر محسوس
وكان شبان مسيحيون غاضبون حطموا عشرات السيارات بعد انفجار السيارة الملغومة الذي تسبب في احتراق بضع سيارات كانت تقف أمام الكنيسة.
وقال الشاهد إن شباناً مسلمين كانوا يقفون خلف قوات الشرطة أثناء الاشتباكات رشقوا المسيحيين بالحجارة.
وتشهد مصر توتراً طائفياً محسوساً منذ مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر ورجال شرطة في اشتباك بمدينة الجيزة التي تجاور القاهرة من الغرب خلال احتجاج ألوف المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة إن الكنيسة خالفت الترخيص.
وألقت السلطات القبض على 156 مسيحياً وقتها أفرجت عن أغلبهم الى الآن وكانت النيابة العامة وجهت اليهم تهماً شملت الاعتداء على رجال الشرطة ومحاولة قتل بعضهم.
وشهدت مدينة الاسكندرية التي تقع على البحر المتوسط عدة حوادث طائفية خلال السنوات الماضية سقط خلالها بضع قتلى وجرحى.
إجراءات مشددة
ووقع الانفجار بعد أسابيع من انتخابات لمجلس الشعب لم يتمكن الإخوان المسلمون الذين يمثلون الإسلام المعتدل من الفوز فيها بمقعد.
لكن مراقبين نوّهوا عن تهديد جماعة تنسب نفسها لتنظيم القاعدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قال انهن أسيرات مسلمات في أديرة، في إشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة القبطية استردتهن بعد دخولهن في الإسلام.
وكانت مصر عززت إجراءات الأمن حول الكنائس ومنعت السيارات من التوقف أمامها مباشرة بعد تهديد تنظيم دولة العراق الاسلامية.
وقال شاهد لرويترز بالتليفون: "هذا مشهد من بغداد".
وأضاف البيان "أن الفحص المبدئي أسفر عن أن السيارة التي تسببت في الانفجار كانت متوقفة أمام الكنيسة باعتبار أنها خاصة بأحد المترددين عليها".
وأصدر الرئيس حسني مبارك تعليماته بالإسراع في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الحادث كما شدد على إيلاء أكبر قدر ممكن من الرعاية لعلاج الجرحى والمصابين.
وتابع الرئيس حسني مبارك العمل (الإرهابي) الآثم الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية منذ وقوعه وعلى مدار ساعات الليل حتى فجر السبت.
وتلقى مبارك تقارير متتابعة حول الحادث من وزير الداخلية ومحافظ الاسكندرية وغيرهما من المسئولين.
وأعرب الرئيس مبارك عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا، وأهاب بأبناء مصر - أقباطا ومسلمين - أن يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه.
وبحسب ما جاء بفضائية "أون تي في"، وأسماء المتوفين كالآتي، مايكل عبد المسيح صليب 50 سنة، و مينا وجدي فخري 29، و وجدي فخري بطرس 28 سنة، و رجلين وسيدتين مجهولي البيانات وصلت جثثهم أشلاء إلى المستشفيات.
وكان تنظيم القاعد في العراق قد وجه بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إنذاراً إلى مسيحيي المشرق عموماً والأقباط خصوصاً، وهدد بشن هجمات في حال لم يتم إطلاق نساء قال التنظيم إن الكنيسة تتحفّظ عليهن بعد إشهار إسلامهن.
وكانت "دولة العراق الإسلامية،" وهي مظلة تضم مجموعة من التنظيمات، على رأسها القاعدة في العراق، قد وجهت رسالة تهديد إلى المسيحيين في الدول العربية، وتوعدت بشن هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، وذلك استجابة لما قالت إنه "نداء الله والمستضعفات من المسلمات المأسورات" في كنائس مصر.
وجاء تهديد التنظيم عبر رسالة صوتية تلاها شخص لم يعرّف عن نفسه، ولكنه أعلن مسؤولية "كتيبة الاستشهاديين في جيش دولة العراق الإسلامية" عن الهجوم الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد، واضعاً ما جرى في إطار السعي لإطلاق نساء قيل إن الكنيسة القبطية في مصر تتحفّظ عليهن بعد إسلامهن.
وحددت الرسالة أهداف عملية الكنيسة في بغداد بـ"الإفراج عن كاميليا شحادة ووفاء قسطنطين وغيرهما،" وقالت: "مطلبنا بسيط وواضح، أسيراتنا اللاتي عند أبناء ملتكم في مصر مقابل أبناء ملتكم المحتجزين في الكنيسة،" وذلك قبل أن تقوم أجهزة الأمن العراقية بتحريرهم في وقت لاحق من ليل الأحد.
وكانت قوات الأمن العراقي قد اقتحمت كنيسة "سيدة النجاة" الأحد، لتحرير الرهائن، ما أسفر عن مقتل 58 شخصاً، بينهن 17 شرطياً وخمسة مسلحين، إلى جانب جرح 57 شخصاً. واحتجز المسلحون ما يزيد على 120 شخصاً في قداس يوم الأحد بكنيسة في حي الكرادة في بغداد وطالبوا بإخلاء زملائهم المعتقلين في سجون الداخلية.
ورغم أن المواقع التي عادة ما تنشر بيانات تنظيم القاعدة أو الحركات المتحالفة معه لم تنشر ما يدل على مسؤولية التنظيم عن هجوم الإسكندرية، غير أن ناشطين على تلك المواقع "باركوا" العمليات واعتبروا أنها تأتي تنفيذا للتهديدات.
وأسماء المصابون: إسلام عادل مبروك 23 سنة، وسامي زكري جندي 57 سنة، و محمد عبد الله البدري 25 سنة، و مجدي علي إبراهيم 41 سنة، و ريهام رشيد شحاتة 30 سنة، و نبيل عطا الله يوسف 68 سنة، و مارينا قلتس 25 سنة، و مجدي بولس قلتس 52 سنة، و قطب حسن قطب 26 سنة، و صومائيل جرجس داوود 35 سنة، و باسم فوزي سعد 23 سنة، مرقص حنا 49 سنة، و فكتر إبراهيم فهمي 22 سنة، و جوزيف سعد نيكولا 33 سنة، و أمل فهمي ناشد 50 سنة، و مصطفى محمد عيد 23 سنة، و هاني كمال عزيز 30 سنة.