شوفيرية التكاسي مرة أخرى
المقالة اليومية لكامل نصيرات - المقالة اليومية لكامل نصيرات
الكاتب كامل النصيرات
تعلمتُ سواقة السيارات حديثاً ؛ قبل حوالي سنتين ونص ..لم يكن من أحلامي إطلاقاً أن أرى نفسي وراء ( استيرينغ ) ..كانت أحلامي أبسط مما تتخيلوا يا إخوان ؛ كأن أصبح وزيراً أو رئيس وزراء ؛ أما أن يكون لديّ حلم بحجم قيادة سيارة و كل يوم الصبح أتفقد ( المية و الزيت ) فتلك والله لم أرها تليق بمقامي كعربي لديه أوطان مغتصبة و أرامل تصيح ليل نهار ( واكاملاه ) ..!!
وجرجرتني الظروف و تعلمتُ السواقة غصب عني وما زلتُ للآن ( أمشي المسرب المسرب و أقول يا رب عدم التجاوز ) ..علّموني في دروس السواقة أن التجاوز على الشمال فقط ولا يجوز التجاوز على اليمين إلا في حالة أو حالتين لا أعرفهنّ للآن ..وشدّد من علمني أن ( أعطي غمّازاً ) قبل التجاوز بفترة بسيطة ليعرف إللي وراي و إللي قدّامي أنني أريد أن أتجاوز فيسهّلوا لي مهمتي ..!!
إلى أن رحلتُ على عمان ..ورأيتُ العجب العجاب ..فجأة وبدون مقدمات ما تشوف إلا واحد لافّ على اليمين بدون إحم ولا غماز ..ولولا المسافة التي أصنعها أنا بيني وبينه لارتكبتُ في عمان ألف حادث للآن ..!!
أما شوفيرية التكاسي الذين حدثتكم عنهم قبل يومين وسيرة تفتح سيرة ؛ فإنهم سبب رئيسي في ارتباكات المرور ؛ هذا على رأي سميرة خوري وعلى مسؤوليتها ..وقد لمستُ ذلك بنفسي ..فجأة وأنت ماشي بأمان الله ما تحس إلا وإشي أصفر كبير صار قدامك بدون أي إشارة أو تنبيه أو ربع غماز حتى ..يطلع من أي شارع فرعي أو يتجاوز عن يمينك وكأنه المالك الرسمي للطريق ..وأحياناً يكون مسرعاً أمامك وفجأة أيضاً يمشي الهوينى وكأنه يتمختر أمام فتاة أحلامه أو ( يا مزيونة شوفيني ) ..!!
أكتب لكم ذلك ليس بناء على طلبي ؛ بل لأن كثيرين زودوني بهذه الأفكار بعد مقال الشوفيرية وها أنا أضع بعضها أمامكم لعل بعض بعضهم يقرأها و يقول لحاله : حرام إللي أعملو بخلق الله ..!!
وصدق من قال : ابعد عني يا اللي ماشي قدامي و وراي..أنا تكسي أصفر وأدوّر على واحد يركب معاي..!!