الملك يعلن عن إنشاء مطار فـي الاغوار الشمالية لشحن المزروعات
الشونة الشمالية - حاتم العبادي - أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني عن إنشاء مطار في منطقة الأغوار الشمالية لغايات شحن المنتجات الزراعية من مناطق غور الأردن إلى الأسواق العالمية.
وأكد جلالته خلال زيارة قام بها أمس إلى لواء الشونة الشمالية أن إنشاء المطار الذي سيتم المباشرة بتنفيذه مطلع العام المقبل يأتي في سياق مبادرات تستهدف حل مشكلتي الفقر والبطالة وتسهيل عملية تسويق وشحن المنتجات الزراعية.
واستهل جلالة الملك زيارته إلى لواء الشونة الشمالية، بتفقد مستشفى معاذ بن جبل ومدرسة العرامشة الأساسية، حيث اطلع جلالته على واقع الحال فيهما، واستمع من القائمين عليه الاحتياجات والمتطلبات التي من شأنها رفع مستوى الخدمة للمواطنين.
وأمر جلالته بعد أن تفقد مستشفى معاذ بن جبل ومدرسة العرامشة الأساسية بتنفيذ حزمة من المشاريع الصحية والتعليمية خلال ستة أشهر، وتشكيل لجنة من المجتمع المحلي وشباب كلنا الأردن لبلورة أفكار لمشاريع إنتاجية تحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وستشمل التوسعة التي أمر بها جلالة الملك إنشاء وحدة غسيل كلي تشمل خمسة أجهزة لمعالجة نحو 40 حالة في اللواء ومبنى للطب الشرعي وتزويد مبنى العيادات الخارجية الجديد بالتجهيزات الطبية والمكتبية وتزويده بكافة الأقسام التي تلزم لقيامه بدوره العلاجي والطبي .
كما أمر جلالته بعد أن اطلع على الواقع المتردي لمدرسة العرامشة الأساسية، ببناء مدرسة جديدة في منطقة متوسطة بين العرامشة والمنشية للاستغناء عن المدرستين المستأجرتين وإجراء صيانة شاملة لمدراس اللواء.
وأحتشد آلاف من أبناء المنطقة على جوانب الشوارع والطرقات مرحبين بقدوم جلالته، حيث هتفوا معبرين عن سعادتهم وفرحتهم بلقاء القائد، كما تزينت المباني والطرقات باليافطات والبيارق التي عكست حميمية العلاقة التي تربط القائد بشعبه.
ووقف جلالة الملك على واقع الحال في اللواء، الذي يقطنه (130) ألف نسمة ، حيث استمع جلالته من أهالي المنطقة إلى مشاكلهم واحتياجاتهم، التي تناولت مختلف جوانب الحياة من تعليمية وصحية وتنموية واقتصادية، خلال لقائه مجموعة منهم.
وقال جلالته خلال اللقاء إننا على علم بالتحديات والظروف المعيشية في اللواء خصوصا فيما يتعلق بارتفاع نسب البطالة والفقر الذي وصل إلى 31 بالمائة.
وأبدى جلالته توجيهاته إلى المسؤولين في الديوان الملكي بمعالجة القضايا التي طرحها المواطنون وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم، بما فيها مشاكل المستشفى والمدرسة، خلال ستة اشهر.
وقال جلالة الملك ساتابع مع أخواني في الديوان الملكي حل المشاكل وتوفير المتطلبات والاحتياجات، وسأعود بعد ستة اشهر في زيارة ثانية للمنطقة لافتتاح المشاريع والاطمئنان على تنفيذ الاحتياجات.
وبخصوص تنفيذ مشاريع اقتصادية في سبيل تخفيض والحد من مشكلة الفقر، طلب جلالته تشكيل لجنة من شباب هيئة شباب كلنا الأردن والمجتمع المحلي لتحديد المشاكل وتقديم الاقتراحات لحلها.
وقال جلالة الملك مخاطبا أبناء المنطقة أريد العمل معكم على تنفيذ المشاريع التي من شأنها تغيير الواقع إلى الأفضل..وأريد منكم أن تساعدوني في تقديم الأفكار والمقترحات.
وأشار جلالته إلى أن المطار المنوي تنفيذه في المنطقة سيساهم، بالإضافة إلى المساعدة في عملية تسويق المنتجات الزراعية، في خلق فرص عمل ومشاريع جديدة من خلال الاستثمارات والشركات التي ستنشأ بحكم وجوده في المنطقة.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره للجهود التي بذلتها هيئة شباب كلنا الأردن في المنطقة، إذ عملت على أعداد دراسة حول واقع المنطقة من خلال جولات ميدانية ولقاءات مع المسؤولين، شخصت من خلالها على معاناة المواطنين هنالك، وتضمنت مقترحات للتخفيف من المعاناة وحل المشاكل.
ووجد المواطنون في زيارة جلالة الملك للمنطقة وحرصه على الوقوف مباشرة على واقع الحال والاستماع منهم لمشاكلهم واحتياجاتهم مكرمة هاشمية تضاف إلى المكارم الملكية التي تجاوزت حدود الوطن.
وعكس الحديث المتبادل بين جلالته والمواطنين، شفافية وحوارية صادقة بين القائد وشعبه، تحدث فيها الرجال والنساء، الشباب منهم والشيبان، بكل صراحة وهم على ثقة بأن جلالته سيكون المنقذ لهم من معاناتهم التي تعايشوا معها لسنوات.
من جهته اقترح رئيس البلدية علي دلايكة بإنشاء فندق في القرية السياحية في المنطقة، التي تشهد إقبالا من السياح والزائرين العرب والأجانب، نظرا للمياة المعدنية، إلى جانب اقتراح بناء بركة مائية لكل وحدة زراعية بسعة أإلفين متر من المياه الأمر الذي سيوفر خمسة ملايين مكعب من المياه، مشيرا إلى أن عدد الوحدات الزراعية حوالي(2401) وحدة.
وأشارت خوله كساب إلى ابرز مشاكل قطاع التعليم والمتمثلة بإنشاء مبنى لمدير التربية وكلية جامعية زراعية وبناء مدارس جديدة وإضافة غرف صفية وتخصيص حافلة للمركز الريادي .
وأوضح جميل الوحش المطالب المتصلة بالصحة عبر تحسين واقع المراكز الصحية وتزويدها بعيادات أسنان ومختبرات.
فيما نوه صياح الشمالية التحديات المتعلقة بالجوانب التنموية، والمطالبة بأهمية زيادة أعداد المستفيدين من القروض الدوارة التي تمنحها وزارة التنمية الاجتماعية وإنشاء مركز للمعاقين في اللواء والذين يقدر عددهم بـ 300 شخص وتأهيل سياج قناة الملك عبدالله للحد من مشاكل غرق الاطفال فضلا عن المشاريع ا لمتصلة بالقطاع الشبابي
وأشار مواطنون إلى ضرورة زيادة عدد البعثات والمقاعد الجامعية المخصصة للواء في مؤسسات التعليم العالي (جامعات، كليات)، كما اقترحوا زيادة المخصصات المالية لغايات القروض الدوارة، فيما أشار بعضهم إلى أن مجمع القرى السبعة متعددة الإغراض ما يزال دون كهرباء، آملين أن يتمكنوا من توصيل الكهرباء للمجمع من خلال مشروع فلس الريف، كما طالبوا بزيادة فرص عمل لأبنائهم في المؤسسات الحكومية.
من جانبه ألقى محافظ اربد علي الفايز كلمة في بداية اللقاء نقل محافظ اربد علي الفايز تقدير وعرفان أبناء اللواء لهذه الزيارة التي تعكس حرص جلالته على التواصل مع أبناء شعبه وتفقد أحوالهم عن قرب.
وأشار إلى أن المشاريع والمبادرات الملكية في اللواء التي شيدت بأمر من جلالة الملك ومن أبرزها مساكن المواطنين ذوي الدخل المتدني وتوزيع طرود الخير الملكية وعناية جلالته بالشباب وطلبة المدارس .
وقال أن محافظة اربد بألويتها التسعة تحظى الآن بمشاريع مساكن للفقراء ضمن المرحلة الثانية وقد شارفت على الانتهاء، مشيرا إلى زيارة جلالة الملك للواء الرمثا قبل ثلاثة أشهر وشمولها ضمن مشاريع تنموية .
دراسة هيئة شباب كلنا الأردن
وتوافقت مطالب واقتراحات المواطنين للنهوض باللواء، مع النتائج التي خلصت إليها الدراسة التي أعدها شباب كلنا الأردن، وعرضت على شكل فيلم توثيقي أمام جلالة الملك خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المحلي.
فعلى صعيد قطاع التعليم أوصت الدراسة بإنشاء مدارس جديدة إلى جانب توسعة عدد من المدارس بإضافة غرف صفية بما فيها المركز الريادي، إلى جانب صيانة عامة لجميع المدارس، وإطلاق حملة لمعالجة قضية التسرب من المدارس.
وعلى الصعيد الصحي، أوصت الدراسة إلى ضرورة صيانة وتوسعة مستشفى معاذ بن جبل وتزويده بالمعدات والأجهزة اللازمة، ترقية مركز صحي العدسية إلى مركز صحي أولي، توفير عيادات أسنان.
ويعاني مستشفى معاذ بن جبل، الذي يقدم خدماته إلى ستين ألف مواطن من ضيق في المكان ونقص في الأجهزة المتعلقة ببعض المختبرات، إذ يحتاج المستشفى إلى عملية توسعة وأعمال صيانة، بما يمكن من فصل قسم الرجال عن النساء وإنشاء قسم خاص بالأطفال، إذ قسم الأطفال عبارة عن غرفة تحتوي على ثمانية أسرة، وتوسعة قسم النساء والولادة المكونة من غرفتين فقط وغرفة ولادة، وإنشاء وحدة لغسيل الكلى ومبنى للطوارىء.
وانعكس واقع الحال في المستشفى، على الخدمات المقدمة للمواطنين، الذين اعتبروا أن المستشفى يقف عاجزا أحيانا من تقديم الخدمات لهم خصوصا فيما يتعلق بالفحوصات المخبرية، حيث يلجأون إلى مستشفيات خارج اللواء والمحافظة أحيانا.
ورأوا في الغرفة المخصصة لمرضى الأطفال، غير صحية وغير مناسبة، نظرا لضيق المكان، والذي قد يؤدي إلى نقل العدوى بين المرضى، ولا يوفر الراحة للأطفال المرضى ولا لمرافقيهم، وواقع الحال كذلك في غرفة الولادة والمختبر.
ويتزاحم الرجال والنساء في خمس غرف، إذ لا يوجد عازل بين الرجال والنساء، الأمر الذي يسبب إحراجا وأحيانا يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة، كما لا يوجد وحدة لغسيل الكلى، الأمر الذي يضطر المواطنين الذهاب إلى مستشفيات مدينة اربد، كما لا يوجد غرفة للعناية الحثيثة.
ويقول مدير المستشفى الدكتور محمد مهيدات أن التطور الذي شهدته المدينة والزيادة في نسبة النمو السكاني في لواء الشونة الشمالية، جعل من الضرورة إعادة هيكلة المستشفى، الذي باشر في تقديم الخدمات عام 1983.
وعلى الصعيد التنموي، أشارت الدراسة إلى ضرورة إعادة تأهيل مكب النفايات، وصيانة الشارع الرئيسي الذي يربط اللواء بمنطقة دير علا، وإنشاء طرق زراعية، أما في مجال المياه، أوصت بضرورة إعادة صيانة شبكة الحماية لقناة الملك عبدالله وكذلك تنفيذ شبكة للصرف الصحي.
إما على صعيد القطاع الزراعي، أوصت بضرورة إيجاد قنوات تسويقية للمنتجات الزراعية محلية وخارجية، تقديم قروض لصغار المزارعين للتوسع بأعمالهم، زيادة حصة المزارع في المياه، وإنشاء مصنع للعصائر نظرا إلى أن المنطقة تشتهر في زراعة الحمضيات.
وفي المجال الشبابي، دعت إلى إنشاء مركز شبابي وريادي في المنطقة، وتأهيل ملعب الشيخ حسين.
وفيما يتعلق بحل مشكلة الفقر والبطالة، رأت الدراسة أن هنالك عزوفا من القطاع الخاص في الاستثمار في المنطقة للمساعدة في توفير فرص عمل، معتبرين أن تعدد المرجعيات وغياب الرؤية المستقبلية في المنطقة من أسباب العزوف.
وأكدت الدراسة إلى ضرورة إيجاد مخطط شمولي لتطوير منطقة الأغوار بشكل عام (الأغوار الشمالية والجنوبية والوسطى).
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الدكتور باسم عوض الله ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله ورئيس لجنة تنفيذ المبادرات الملكية، المستشار في الديوان يوسف العيسوي.