|صنعاء - من طاهر حيدر|
تنشغل الساحة اليمنية بضابط في الجيش اليمني اعلن انه «المهدي المنتظر» وصار يكثف من حملته الاعلامية - إلكترونيا - عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، حيث يتزايد اتباعه ليس في اليمن وحده، بل في عديد من الدول الخليجية وبلدان المغرب العربي، ويعملون على نشر دعوته في اوساطهم.
الضابط اليمني الذي يدعى ناصر محمد اليماني، وصار يتبعه المئات، لم تصدر السلطات بحقه اي امر بالملاحقة، كما لم يصدر علماء الدين فتوى ضده، على الرغم من ان بداية كشفه عن دعوته تعود إلى ثمانية اعوام، وهو يظهر في المجتمع يرافقه مسلحون على متن سيارات للحراسة، ويشارك في عقد مؤتمرات الصلح بين القبائل المتخاصمة وينفق الكثير من ماله لاسترضاء المتنازعين.
ويزعم اليماني انه كشف عن دعوته بعدما رأى الرسول الكريم - قبل ثمانية اعوام - في رؤية يخبره بأنه المهدي المنتظر الذي يتطلع الناس إلى ظهوره وأن الله سيعطيه علم الكتاب كاملاً وأنه لن يجادله أحد من العلماء أو العامة الا هيمن عليه بسلطان العلم من القرآن الكريم ويقول بأنه اسمه «ناصر»، اي ناصر لما جاء به محمد رسول الله ولم يأت بدعوة جديدة بل جاء للانتصار لسنة النبي التي لا تخالف القرآن الكريم.
وقال لـ «الراي» علاء الدين نور الدين، وهو احد المقربين للضابط اليماني: «نحن بحمد الله أنصار الامام ناصر محمد اليماني (المهدي المنتظر) من جميع الأقطار، ويقدر عددنا بالآلاف، وننشر البلاغ في كل مكان بكل حيلة ووسيلة وفقا لقدرة كل منا».
ويدعي أنصار اليماني ان عدد الأشخاص وغالبيتهم من شباب دول المغرب العربي واليمن والخليج وشباب في دول أوروبية وأفريقية بدأوا يراسلونه بوصفه المهدي المنتظر، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن فتح له منتديات عبر الشبكة العنكبوتية.
ويفرد اليماني في عدد واسع من مواقعه وصفحاته عددا من الفتاوى والبيانات، حيث يدعي انه «امام الأمة الموعود اليماني المنتظر من آل البيت»، كما يظهر في واجهة منتداه الذي يحتوي على أقسام عدة تتضمن بياناته وجوهر دعوته التي يحض الناس على مبايعته لاجلها.
ووفقا لفتاويه واعتقاداته فانه لن يظهر عند الركن اليماني للكعبة الا بعد ان يدعو الى الحوار قائلا: «حتى اذا صدقتم بشأنه واعترف عُلماء الأمة بغزارة علمه واعترفوا بالحق من ربهم عندها يظهر المهدي المنتظر عند الركن اليماني للمُبايعة مُباشرةً وليس للحوار، ذلك أن الحوار يتم عبر هذا الجهاز العالمي من قبل الظهور. أليس هذا هو المنطق الذي يقبله العقل؟ انكم تظنون انه سوف يظهر لكم من قبل الحوار، ولكن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبركم أنه يظهر عند الركن اليماني للمُبايعة وليس للحوار، ويدرك قولي هذا أولو الألباب».
وعن زعماء بعض الدول العربية ينتقد اليماني الرئيس بشار الأسد فيقول عنه في احد بياناته: «أنت يا بشار لم ترحم الأطفال الصغار ولا أمهاتهم وطغيت على الأبرياء فمن يجيرك يا بشار من عذاب الله الواحد القهار؟ فاتقِ الله وأجبْ دعوة المهدي المنتظر للاحتكام الى الذكر رسالة الله الى كافة البشر حتى نحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون».
وعلى الرغم من ذلك لايزال اليماني يدافع عن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله، بل نفى عنه جرائم مذبحة جامعة صنعاء التي أطلق عليها جريمة الكرامة 18 مارس قائلا: «يا أيها الأخ الرئيس نحن لا نظن في شخصكم الكريم الا خيراً ونراك بريئا من مذبحة يوم الجمعة المنقضي بحي الجامعة لأن الذين فعلوها لم يختاروا يوم الجمعة بالذات إلا وهم يريدون أن يفجروا الوضع بين الحكومة والمعارضة حتى يدخلوا اليمن في حرب أهلية لا تحمدُ عقباها».
وعن محاولة اغتيال علي صالح في مسجد الرئاسة العام الماضي قال «ان الذين دمروا بيت الله على رؤوس المصلين بحجة أنهم يريدون قتل الرئيس علي عبد الله صالح من الكافرين».
ويعتقد اليماني ان علي صالح سيسلمه الراية، بينما اعتبر صدام حسين هو السفياني قائلا ان علي عبدالله صالح هو أول رئيس لدولة عربية سيسلمه الراية ويبايعه اعترافاً به بعد انتهاء ولاية هادي، مضيفا: «أشهد لله حسب علمي ويقيني بالرؤيا الحق أن الذي سوف يسلمني قيادة اليمن عاصمة الخلافة الاسلامية أنه الرئيس علي عبدالله صالح على الرغم من تسليمها لعبد ربه منصور ظاهر الأمر».
وأرسل اليماني رسائل عدة الى علماء الدين العرب والمسلمين المشهورين وفي مقدمهم الزنداني والقرضاوي والى الداعية طارق السويدان وسليمان العلوان وهذان الأخيران قال انهما أعرضا عن دعوته بحجة أن ناصر محمد اليماني لم يجعل اسمه «محمد بن عبدالله» فيتبع أهواءهما أو أنه ليس أقنى الأنف أجلى الجبهة، ثم رد عليهما: «يا فضيلة الشيخ سلمان العلوان ويا فضيلة الشيخ طارق السويدان، اني الامام المهدي أدعوكما إلى الاحتكام للقرآن، وأجادلكما بالعلم والسلطان وأنسف بعض ما بين أيديكما من عقائد الشيطان، مما يخالف الذكر والعقل والمنطق».
صورة له
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=376508&date=06092012