الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد
بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه
ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد
المشعوذ والعراف والمنجم والرمال والضارب بالحصى وقارئ الكف والفنجان من هم وما الفرق بينهم ..؟
يسرني أن أقدم لكم هذا الموضوع المختصر الذي يبين لنا حقيقة كلاً من المشعوذ والعراف
والمنجم والرمال والضارب بالحصى وقارئ الكف والفنجان ، وهذا الطرح هو عباره عن
بعض الإقتباسات من كتيب لشيخنا د. عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد
النبوي والقاضي بالمحكمة العامة بالمدينه المنورة ، حفظ الله شيخنا وأطال بعمره على طاعته ..
مـن هـو الـكـاهـن ؟
الكاهن : هو الذي يزعم أنه يعرف ما سيحصل في المستقبل ، فيدعي مثلاً أنه يعرف متى
سيموت فلان ، وفي أي مكان سيموت ، وهل فلان سيعيش سعيداً أم لا ، ونحو ذلك من
أمور المستقبل .
وهذا الكاهن يدعي شيئاً الملائكة والرسل لا تعلمه ، لأن علم الغيب مما استأثر الله تعالى بعلمه .
قال سبحانه {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }
النمل65
وقال جل وعلا عن نفسه {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ } ، وأبراج الحظ التي يزعمونها نوع من
أنواع الكهانة .
حـقـيـقـة الـكـهـان :
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الكهان بكلام موجز عظيم عندما سئل عنهم
فقال "ليسوا بشيء" (رواه البخاري)
قال شيخ الإسلام رحمه الله : "المنجمون والمعزمون فيهم من الجهل والضلال والكذب والمحال
، ما لا يحصيه إلا ذو الجلال" (درء تعارض العقل والنقل)
فمفاتيح الغيب كلها بيد الوا حد القهار ، والناس يعلمون كذب الكهان ، وعدم صدقهم ، ولكن
ضعف الإيمان وتسلط الشيطان يحدو بهم إلى معصية الله .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : "قد علم الخاصة والعامة بالتجربة والتواتر أن الأحكام التي حكم
بها المنجمون يكون الكذب فيها أضعاف الصدق" (فتاواه رحمه الله)
حـيـل الـكـاهـن :
إذا اتى من يسأل الكهان عن أمور المستقبل يخبرونه بأمور مجمله تحصل لكل إنسان فيقولون له
مثلاً : سيحصل لك هم ثم يزول ، لأنهم يعلمون أن الهم لا يطاول الإنسان بل ينفرج عنه
برحمة الله .
أو يقولون له : سوف يحصل لك رزق في المستقبل : لأنهم يعلمون أن الله تكفل برزق كل مخلوق .
أو يقولون له : سوف تسمع خبراً يسرك في حياتك ، لأنهم يعلمون أن الحياة فيها فرح وحزن
وهم وفرج ، ونحو ذلك من الأمور المجمله التي تروج على من يغفل عن أكاذيبهم .
كـذب الـكـهـان :أخبر الني صلى الله عليه وسلم أن الكاهن يكذب في الخبر الواحد مائة كذبة ، كما قال صلى الله
عليه وسلم "فيلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فيكذب معها مائة كذبه " (متفق عليه)
ولو كان لك صاحب يكذب في الخبر الواحد خمس كذبات فقط لهجرته ، ولتجنبت صحبته ، لأنه
استخف بعقلك بكثرة الكذب عليك ، فكيف بالكاهن الذي يكذب مائة كذبة وليس خمس
كذبات..؟؟!! أليس أحق بالمفارقة والحذر منه والبعد عن أفعاله ..؟
بـرهـان كـذبـهـم :
ولو كان الكاهن يغلم بالغيب كما يزعم ، لعلم زمن موته ليتوب ويقلع عن كفره بربه ، لئلا يخلد
في النار ، وإذا كان الجن الذين يزعمون أنهم يمدونه بعلم الغيب لم يعلموا وفاة سليمان عليه
السلام إلا بعد أن أكلت دابة الأرض منسأته ، فكيف هو يعلم ذلك ، قال سبحانه : {فَلَمَّا
قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ
أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14
حـكـم إيـتـان الـكـاهـن :
الكاهن مفتر على الله في دعوى مشاركته الرب جل وعلا في علم الغيب ، لذا جاء الوعيد الشديد
في الذهاب إليه بقوله صلى الله عليه وسلم " من أتى عرافاً أوكاهنا فسأله عن شيء فصدقه ،
فقد كفر بما أنزل على محمد" (رواه الأربعه والحاكم وصححه)
يتبع ..