من اشرف الهور:اتفق مسؤولون كبار في حركتي فتح وحماس خلال لقاء جمعهم في العاصمة المصرية القاهرة على وقف الحملات الاعلامية، وتهيئة الاجواء لبدء الحوار الداخلي المقرر انطلاقه يوم 22 من الشهر الجاري في مصر.
وعقد اللقاء الذي يعتبر الثاني خلال اسبوع في ساعة متأخرة من ليل الخميس بين الوفدين حيث رأس احمد قريع وفد حركة فتح، والدكتور موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وفد حركته.
وقال عزام الاحمد عضو وفد فتح ورئيس كتلتها البرلمانية لـ القدس العربي ان الاجتماع جاء مكملا للاجتماع السابق الذي عقد قبل ايام.
واشار الى ان المسؤولين المصريين رتبوا هذا اللقاء على هذا المستوى، وانهم اجروا اتصالا بالرئيس محمود عباس قبل قدوم ابو مرزوق للقاهرة لارسال مسؤول وفد حركة فتح ليرأس وفد الحركة.
وكشف الاحمد لـ القدس العربي ان الرئيس عباس كلف احمد قريع برئاسة وفد فتح بدلا من الدكتور نبيل شعث، وقال ان قريع هو من سيرأس وفد فتح في اجتماع القاهرة لمسؤولي التنظيمات الفلسطينية يوم 22 الجاري.
ويعتبر اللقاء الذي جمع وفود الحركتين برئاسة قريع وابو مرزوق اول لقاء يعقد على هذا المستوى القيادي منذ نشوب الخلاف بين الحركتين، في اعقاب سيطرة حماس على غزة.
وذكر الاحمد ان الوفدين اتفقا على انهاء كل التجاوزات في الضفة وغزة. وكان لقاء جرى قبل ثلاثة ايام جمع عزام الاحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، واحمد عبد الرحمن الناطق باسم الحركة، وجمال ابو هاشم وايمن طه من حركة حماس، وقال وقتها الاحمد لـ القدس العربي ان الحوار مع حماس بدأ بالفعل، وان الايام القليلة القادمة ستشهد خطوات عملية على الارض.
الى ذلك، قال الاحمد ان اجتماع قادة الفصائل يوم 22 الجاري سيتم خلاله الاتفاق على الفصائل واسماء مندوبيها الذين سيشاركون في عمل اللجان التي ستجتمع نهاية الشهر لحل القضايا الخلافية.
واوضح ان الفصائل المشاركة في الحوار، لن يشارك مجملها في كل اللجان، وضرب مثلا ان حركة الجهاد ترفض المشاركة في الحكومة المنوي تشكيلها، لذلك لن تشارك في لجنة الحكومة.
ووصف مصدر مطلع في حركة فتح اللقاء بأنه ايجابي، لافتا الى انه تم خلاله طرح وجهات نظر الحركتين حيال حل الخلافات والعقد التي تعترض اجراء المصالحة يوم 22 الجاري.
وذكر المصدر لـ القدس العربي ان المجتمعين بحثوا الورقة المصرية الجديدة الهادفة لحل الخلاف التي وزعت على الفصائل، والتي سيوقع عليها قادة الفصائل خلال لقائهم القريب في القاهرة.
وبحسب المصدر فان الطرفين خلال اللقاء لم يضعا اي شروط لاستئناف جهود الحوار، كما حدث في الدعوة المصرية السابقة في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، التي لم تتكلل بالنجاح.
وذكر ان ابرز ما تم التوافق عليه هو قيام الطرفين فتح المسيطرة على الضفة، وحماس المسيطرة على غزة باعطاء هامش من الحرية لعمل كل منهما في منطقة الاخر، قبل وخلال الحوار، ومن ضمنها العمل على انهاء الاعتقال السياسي، وانهاء ملاحقة نشطاء فتح في غزة. وفي السياق ذكر بيان صدر عن الطرفين عقب الاجتماع الذي جرى ليل الخميس وتلقت القدس العربي نسخة منه بأن اللقاء جرى برعاية كريمة من الشقيقة مصر.
وذكر البيان ان اللقاء جاء في اطار الجهود التي تبذلها من اجل المصالحة الفلسطينية وانهاء حالة الانقسام واستجابة الى تطلعات شعبنا وجماهير امتنا العربية والاسلامية في ضرورة انهاء القطيعة وتعزيز الوحدة الوطنية واعطاء الاولوية لمعركتنا مع الاحتلال.
وتوافق المجتمعون على انهاء حالة الانقسام والقطيعة وتوفير المناخات الملائمة لذلك، وذلك من خلال وقف الحملات الاعلامية بين الطرفين.
وتم الاتفاق بين الطرفين على اقرار آليات وصيغ لدراسة وانهاء ملف الاعتقالات، والمؤسسات الاهلية والتجاوزات في الضفة والقطاع لـ توفير البيئة الملائمة لنجاح الحوارات المزمع عقدها في القاهرة في 22 الجاري.
كذلك توافق الطرفان بحسب البيان على استمرار اللقاءات القيادية في الضفة والقطاع والخارج بين وفود من الحركتين.
وكان فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ذكر في تصريح تلقت القدس العربي نسخة منه ان حركته تلقت دعوة رسمية من مصر للقاء الثاني والعشرين من هذا الشهر، واعلن موافقة حركته على الدعوة شريطة التحرك الجدي والفعال لإنهاء ملف الاعتقال السياسي قبل هذا التاريخ.
وكشف عن وجود مساع حثيثة للبدء بوقف الحملات الاعلامية التحريضية المتبادلة خلال الايام القادمة. وقال برهوم نأمل ان نجد ذات الايجابية من الاخوة في فتح وان يتخلصوا من كافة الضغوط عليهم وان يدفعوا باتجاه نجاح الجهود المصرية للمصالحة الحقيقية.
واشار الى ان حماس ابدت ايجابية تامة ونوايا صادقة في ملف المصالحة، وان وفدها في القاهرة اكد على ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني والوصول الى مصالحة وطنية حقيقية لما فيه مصلحة للجميع.
يشار الى ان ورقة المبادئ الاساسية للحوار الذي وزعتها مصر على الفصائل الفلسطينية التي سيجتمع مسؤولوها في القاهرة للتوقيع عليها يوم 22 الجاري تتحدث عن تشكيل حكومة توافق وطني، واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، واعادة هيكلة اجهزة الامن، واصلاح منظمة التحرير.
وبحسب الورقة فانه من اجل هذه المبادئ والقواسم المشتركة سيتم تشكيل ست لجان، هي لجان الحكومة والانتخابات والامن ومنظمة التحرير والمصالحة الداخلية الى جانب لجنة التوجيه العليا التي تشكل مرجعية عمل اللجان، من مصر والجامعة العربية.
.gif)
NO promises