

لينال فيها الصّرب جوائز الأوسكار على فعلتهم الشنيعة..فشربوا نخبهم على جثث الموتى من المسلمين ..أحداثٌ تراجيديةٌ أتقنوا فيها الأدوار أمام أنظار المجتمع الدولي العادل و المنصف للحق والقوات الهولندية المرابطة في المكان..( التي وضعتها الأمم المتحدة لحفظ الأمن و السلام) حين أبت إلا أن تسْهم في صنع فِلمٍ هزليٍّ صَمَت فيه الأمن والسلام لينهى حكايته بكل تفان.. حين تباطأت أمام ما يحدث وفسحت المجال واسعا لتنفيذ الجريمة.. وبتأييد شامل من سيد السلام الرئيس اليوغوسلافى" سلوبودان ميلوزوفيتش" و غيره من مجرمي الحرب الذين شهد لهم العالم شناعة أفعالهم ..و تلطخت أياديهم بدماء شهداءٍ أبرار..ما كان ذنبهم سوى أنهم استجابوا لدعوة نزع السلاح و البقاء تحت الحماية الدولية..مقابل العيش بأمان..فكان لهم الأمان مغلفاً بالغدر الذي صنعت تفاصيلها سيول الدماء..مجزرة شهد لها العالم..فاجعة عُظمى حلّت بأبناء البوسنة..قبورٌ جماعية تقشعر لها الأبدان لا تزال تبحث عن موتاها في غياهب الغابات و الجبال و السهول..رجال ،نساء،أطفال..تراءت جثثهم في كل مكان..وكأنها الطامة الكبرى نصبت خيامها هناك..فطاب لها المُقام.
اليوم فقط تقف سريبرينيتسا على الأطلال،لتُعاود الرحيل إلى أبنائها و تحمل شيئا من رفاتهم المخلّد..إلى من مشوْا على أرضها،،وشربوا من مائها،،علّها تنال شيئاً من الوصْل الذي طال فيه الغياب.. تودع به شيئا من الرحمة لشهدائها الميامين ،،اليوم تستنفر الذكرى لتروى حكايات لا يمحوها النسيان..فالمصاب جلل..و الشأن عظيم لا يحتمل الهجران.

(مدينة الأحزان)..في القرن 21 و حاضر تكالبت عليه الأحداث و المستجدات التي اكتسحت كل الساحات و عبرت بكل يسر ليتجدد الانقسام على أسس عرقية،دينية،قومية،طائفية.. تجاوزت كل التوقعات..حين استُفحل الأمر..و أبى الرحيل..فأين أنت يا سريبرينيتسا من العرب..أين أنت من الإسلام..وهل العِرض يبقى رهينةً أمام تعاظم شأن الانتماءات التي أضحت من المُسلّمات و الأولويات في كل التوجهات..؟