فور صدور النتائج الأولية التي أظهرت فوز المرشح الإسلامي محمد مرسي برئاسة مصر حتى، بدأت العديد من الجهات تتلمس تأثير استمرار صعود الإسلاميين في المنطقة وانعكاس ذلك على الداخل الأردني، انطلاقا من أن تعيد الدوائر الرسمية في الأردن حساباتها في تعاطيها مع حركة الإسلامية، وهل ستكون هي الوسيط بين الأردن ومصر مع وجود علاقات اقتصادية عديدة بين البلدين .
وكانت أولى رسائل التأكيد على الدور الذي من الممكن أن تلعبه الحركة في العلاقات الأردنية المصرية في حديث رئيس مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي علي أبو السكر، الذي أشار إلى أن على الحكومة الانفتاح على الحركة “لتكون رسولها في مصر خاصة في ظل وجود مصالح كبيرة بين البلدين، إضافة لصعود الإسلامين في أكثر من دولة في العالم العربي من دول الربيع العربي”.
وحذر أبو السكر في حديث ” لعمان نت ” من توتر العلاقات بين الحركة والحكومة “لأن ذلك سيمنع الحكومة من استخدام الحركة الإسلامية في الانفتاح على مصر “.
الباحث في شؤون الحركات الإسلامية مروان شحادة يرى أن حصول الحركة الإسلامية في الأردن على الدعم من مصر سيكون مرهونا بقدرة مرسي على النجاح في إدارة شؤون بلاده على المدى البعيد .
وأشار شحادة إلى أن أولوياته في المرحلة القريبة ستتوجه إلى البيت الداخلي المصري على حساب العلاقات الخارجية، ذلك ” أن مرسي يستطيع ان يفرض رؤى الحركة ويؤثر إيجابيا على فروعها المنتشرة في جميع دول الوطن العربي في حال استطاع مرسي أن يخرج مصر من أزماتها المختلفة “.
ولا يبتعد الكاتب سلطان الحطاب عن احتمالية توظيف الإسلاميين كأداة لتحسين العلاقات مع مصر في المستقبل، وذلك بسبب تأثير وصول الإسلاميين الى الحكم في مصر على كل العالم العربي، الأمر الذي يجعل الحكومة ” مطالبة باحتواء الحركة الإسلامية والانفتاح عليها من خلال المزيد من الخطوات الإصلاحية وعدم تفصيل أي قوانين تستهدف الحركة،بالأخص بعد وصول الإسلاميين للرئاسة في مصر “.
إلا أن شحادة لا يتوقع أن تشهد العلاقات تحسنا ملحوظا في المرحلة القريبة ، “لأن فرع الجماعة في الأردن يتمتع باستقلالية عن الحركات في المنطقة من ناحية القرارات والعلاقة مع الحكومة، مستشهدا بماضي الحركتين،”ففي الوقت الذي كانت الحركة تتعرض للقتل والاعتقال والمطاردة في مصر كانت الحركة في الأردن على علاقة وثيقة مع الدولة “.
ولا ينفي أبو السكر إمكانية إستجابة الحركة الإسلامية لمحاولات حكومية تهدف إلى تحسين العلاقات معها، “ذلك أن النقطة الأساسية هي الأمن الإقتصادي الوطني ، بالأخص أن الأمر غير مرتبط بالحكومات المتبدلة”.
هذا وترجمت أولى ردود فعل الحركة الإسلامية بعد فوز مرسي بتهنئة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن الدكتور همام سعيد الإثنين الشعب المصرى، واصفا انتخاب مرسي بـ “الإنجاز الكبير” .
من جهته ، دعا النائب محمد الدوايمة في جلسة مجلس النواب مساء الاثنين إلى إقرار قانون انتخاب يسعى لإشراك الحركة الإسلامية في السلطة في الأردن وذلك بعد تولي مرسي لمنصب الرئاسة في مصر .