زهير عبد القادر
الزميلة حنان الكفاوين مندوبة وكالة الأنباء الأردنية بترا وزوجها يتعرضان لضرب مبرح في مدينة العقبة…احد النواب يعتدي بالضرب على وزير الثقافة الدكتور جرار في مكتبه في وزارة الثقافة….ونائب اخر يصفع مدير احد المولات في عمان…مشاجرات جامعية في جامعات مختلفة…محاولات انتحار هنا وهناك…نساء تتعرض للضرب من ازواجهن…واطفال معوقين من ذوي الأحتياجات الخاصة يتعرضوت للعنف في مراكز حماية المعوقين…الناس تقود سياراتها بطريقة عدوانية قي شوارعنا…زوامير السيارات تستعمل للتنفيس عن مشاعر الكراهية والعدوانية نحو سائق السيارة امامنا ولا نعرفه ولا حتى نرى وجهه…ظاهرة العنف المجتمعي على اختلاف انواعه اصبحت تزداد يوما بعد يوم…والحقيقة المرة اننا نعيشها وقد نكون احد عناصرها ولكننا لانعترف بوجودها ..ونعمل كطائر النعامة الذي يخبيء رأسه بالتراب ويعتقد ان لا احد يراه ….
،،،،،، نحن نعيش مشكلة اجتماعية واضحة…وازمة اخلاقية وحالة من اليأس والأكتئاب…ولذلك اسبابه وتأثيره وتداعياته على مجتمعنا المحلي…ولو عدنا لسنوات قليلة مضت لما وجدنا مثل هذه الظواهر الا ماندر وفي حالات استثنائية…انا من خريجي الجامعة الأردنية مثلا…ودرست فيها اربع سنوات ولم اذكر انني شاهدت مشاجرة واحدة بين طالبين طيلة فترة دراستي…ولا اذكر انني قرأت في صحيفة اردنية عن اعتداء نائب على مواطن او اقارب مريض على طبيب او ممرض في مستشفي او اعتداء طالب مدرسة على معلمه…
،،،،،،، اذن نحن بصدد مشكلة خطيرة…وعلينا جميعا ان نتعاون على حلها…فنحن اولا واخيرا ابناء اسرة اردنية واحدة موحدة وابناء عشائر وعائلات عرف عنها الود والمحبة واحترام الاخر والتسامح والكرم والاخلاق الحميدة….وقد امرتنا جميع الديانات بالتعايش السلمي والتفاهم والتسامح وفهم الاخر …
،،،،،،، نعم نحن نعيش في ازمة اقتصادية ونسبة البطالة كبيرة ونشعر بالغلاء ولكن هذا لايبرر لنا الأعتداء على الأخرين…فهناك القانون وهو فوق الجميع وكلنا سواء امام القانون ويجب ان يلقى المعتدي عقابه كائنا من كان…ومن له حق على احد عليه ان يستعين بالقضاء النزيه العادل ومن خلاله يستحق الحصول على حقه كاملا غير منقوص…اما محاولة الحصول على الحق بالأعتداء والضرب والوحشية والعدوانية فهذا اسلوب مرفوض…فنحن نعيش في دولة قانون ولهذه الدولة هيبتها…ونحن لانعيش في عصر شريعة الغاب…فاستعمال القوة والعنف الشخصي اسلوب جهل لانقبل به في وطن الامن والأستقرار …
،،،،، اهيب بجامعاتنا المختلفة واساتذة علم النفس والأجتماع فيها وبرجال القانون الأكارم وبالمربين الأفاضل وبالمسؤولين في دوائر الامن العام المختلفة وبرجال الصحافة والاعلام…ان يقفوا جميعا صفا واحدا للتعاون معا لدراسة ظاهرة العنف الأجتماعي وايجاد الحلول لها وتنظيم ورش العمل المنظمة والندوات والقاء المحاضرات واذاعة البرامج وبث المسلسلات التلفزيونية والبرامج الحوارية ونشر التقارير والابحاث التي تكافح وتحارب العنف المجتمعي على اختلاف انواعه ….حتى نقضي على هذه الظاهرة الغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا واعرافنا الأردنية الحميدة…ولنودع العنف ومشاعر الكراهية ونبتسم للاخر ونقول له بصدق وود ومحبة ….صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com