يبدو ان بلل «الهبش» وتعظيم المكاسب بالطرق السهلة قد تجاوز المسألة الاقتصادية وكراسي السياسة حتى وصل الى ذقن الغناء الاردني ..
أحياناً وأثناء تحريكي لباحث الراديو.. أجد احدى محطات الاف ام – التي صارت أكثر من محطات البنزين- تروّج أكثر من مرّة عن جديد الفنان «فلان الفلاني» ومتباهية أن الاغنية يمكنكم أن تسمعونها فقط وحصرياً على «طعة وقايمة» FM..لتكتشف بعد ثوان ان الأغنية هي «جدلي يا ام الجدايل» أو «يابو ردّين « أو «وساري سار الليل» أو «حببني ع الخدين»..وفي احسن الأحوال «لوحي بطرف المنديلي»..فتتساءل كمستمع اين الجديد وأين الحصرية وأين الفنان اصلاً من أغانٍ تجاوز عمرها عشرات السنين و ابدع فيها اصحابها بجهدهم ووصلوا بها الى ذروة المجد بعد ان غنوها بحسهم وعاطفتهم كالراحل العظيم توفيق النمري وذياب مشهور وفارس عوض؟!…
حتى لو كان هناك اذن مسبق او موافقة او اتفاق مع ورثة الفنان او صاحب الاغنية الحقيقي، كيف يجرؤ اي كان ان يدعي ان هذه الأغاني عبارة عن «جديده» بينما الكلمات واللحن والصوت والشهرة هي من صنع غيره…ثم لنكن واقعيين، ما الجديد في «جدلي يا ام الجدايل»؟..هل كانت تجدّل ام الجدايل مع عقارب الساعة والآن صارت تجدّل جدائلها عكس عقارب الساعة؟…وماذا عن «ابو ردين»؟..هل جرى اي تعديل على مقاسات «اردانه» في 2012..ونفس الشيء ينطبق على «لوحي بطرف المنديلي»…هل كانت تلوح محبوبة توفيق النمري بمنديل» كلينكس» والآن صارت تلوح بمنديل» القطّة»..لا أفهم اين التجديد واين الحصرية واين الابداع في القصة؟؟ …على العكس فقد كانت الاغاني من اصوات اولائك المبدعين «الطفارى» اجمل واعذب وأنقى…
انا افهم (الجديد)..انه جديد الكلمة واللحن والصوت وليس «السلبطة» على نجاحات وارث الآخرين ومصادرة حتى شهرتهم التي خرجوا بها وحيدة من هذه الدنيا الغرور..
ختاما لا يسعني الا ان اقول لكرمة العلي في زمن الشقلبة ..»لا تجدلي ولا ع بالك» قُصّي»كاريه» اريح!! (الرأي)
ahmedalzoubi@hotmail.com