عمر قرادة - بطل عالمي
شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة شريحة هامة في المجتمعات العربية عانت قبل عقود من الزمن من التهميش، لكن في العقد الاخيرة زاد الوعي الاجتماعي العربي، وزادت ارادت ذوي الاعاقة ليثبوا انفسهم في المجتمع، فاتجه اغلبهم للرياضة كمتنفس لهم، مما ساهم في سرعة اندماجهم بالمجتمع.
الأردن تدعم رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة
يعتقد مدير مجمع الامير رعد بن زيد لاتحاد المعوقين الاستاذ داود شحادة بأن الرياضة تمثل لذوي الاحتياجات الخاصة متنفساً يساعدهم على التخفيف من همومهم، بالاضافة الى كونها عامل مساعد في دمجهم بالمجتمع بشكل لائق ومفتخر به، يقول:” هناك الكثير من المعاقين حصلوا على ميداليات ذهبية وفضية على كافة الأصعدة الرياضية، ونتوقع أن يتضاعف أعداد الفائزين في عام 2012، نظراً لزيادة الدعم والتدريب والاهتمام بهذا المجال، فالرياضة شيء أساسي لصحة المعاق، ليستطيع المحافظة على الاجزاء المتبقية لديهم وتقويتها، والأرن تهتم بهذا الجانب فاللجنة الاولومبية الاردنية برئاسة الامير فيصل بن حسين تشكل الداعم الاساسي لاتحاد المعاقين بالاضافة الى دعم كل من المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعاقين ووزارة الشباب، وبرأيي لا يفترض أن تكون الامكانيات المادية عائقاً أمام المعاق لممارسة الرياضة، فالفرص متاحة ويجب استغلالها، ويوجد بالمجمع ما يفوق الاربعمائة لاعب رياضي في كافة المجالات من ذوي الاحتياجات الخاصة.”
يوجد عدد كبير من المعاقين متميزين بالرياضة
من جانبه، يعتبر رئيس نادي الوفاء للمعاقين الاستاذ منصور سبع العيش بان الرياضة شيء مهم وأساسي لحياة أي شخص، وبالذات لذوي الاعاقة، اذ انه كان لاعباً متميزاً قبل اصابته بالاعاقة في عموده الفقري، ومازال يمارس الرياضة ويهتم بشؤونها حتى الان، يقول:” المعوقون هم ضحايا المجتمع، وبفضل الله عزوجل وبفضل ارادتهم تمكنوا من اثبات نفسهم بالمجتمع عن طريق الرياضة، فأصبحوا الان ليسوا بحاجة لمن يتحدث عنهم، فهم يتحدون عن انفسهم بكل فخر، بفضل ما حققوه من انجازات عظيمة في مجال الرياضة وغيرها، اذ يوجد مستوى رياضي للمعاقين عالي جداً نتيجة الاهتمام بها واهتمام الصحفيين والاعلاميين في تسليط الضوء لهذة الفئة بالمجتمع، فهي تستحق التقدير، ويوجد عدد كبير ممن حققوا نتائج ممتازة على مستوى العالم برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بالاردن، اذ يعتبر اللاعب العشريني عمر قرادة أفضل لاعب على مستوى الجيل الثاني في مجال رياضة رفع الاثقال، وحاصل على الميداليا الذهبية ببطولة العالم، بالاضافة على البطل معتز الجنيدي، وحيدر الكواملة، وفيصل هماش، ومحمد طربش.. وهناك أيضاً سيدات متميزات في هذا المجال.”
عمر قرادة بطل رياضي عالمي رغم اعاقته
رغم أنه ولد بلا قدمين أو بالأحرى الجزء السفلي من جسمه يكاد يكون معدوما الا أن الشاب العشريني عمر قرادة تحدى اعاقته واختيار احدى الرياضات اللامألوفة لبنية جسمه وهي رياضة رفع الأثقال، يقول:” منذ سبع سنوات وانا متعلق بالرياضة بشكل كبير، فهي أهم شيء في حياتي، ومن خلالها خرجت للعالم وأثبت نفسي، وزادت ثقتي بقدراتي، فقد شاركت بعدة بطولات دولية وعالمية، وحصلت على 10 ميداليات ذهبية، و5 فضية، عبر عدة بطولات وبارقام قياسية في رياضة رفع الاثقال، واخرها كانت قبل شهرين بحصولي على ميدالية ذهبية في ماليزيا للبطولة الدولية التأهيلية للاولومبيات، برفع وزن 176 كيلو رغم أن وزن جسمي 45 كيلو، يعني حوالي 4 أضعاف وزني، وبهذا كسرت الرقم القياسي في البطولة، نجاحي في الرياضة بعد التشوه الخلقي في الأرجل جعلني انخلط بالمجتمع أكثر، فأصبحت افتخر بانجازاتي ونجاحاتي، واصبح تعامل الاخرين معي مملوء بالايجابية والمحبة والاعتزاز، طموحي كبير وارادتي أقوى.. وباذن الله ساحقق المزيد من النجاحات.”
مبادرة (قلبي يعطي) تشجع وتدعم رياضة ذوي الاعاقة
يشجع سامي ايوب صاحب مبادرة (قلبي يعطي) لرعاية شؤون المعاقين على ممارسة الرياضة بكافة الفعاليات التي تنظمها المبادرة، يقول:” أتمنى أن يصل دعم المبادرة لمرحلة أتمكن من خلالها بتوفير وقت محدد لممارسة الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة، فالعقل السليم في الجسم السليم، والجسم السليم في الرياضة السليمة، ونحن ضمن الاحتفالات والفعاليات نشجع دائما على الرياضة وننظم فقرات لممارستها سواء بالركض أو غير ذلك، وقد شاركت مع فريق العمل بمبادرة (قلبي يعطي) بمساعدة ذوي الاعاقة في ماراثون عمان العام الماضي، فمن خلالها وجد المشاركون فرصة في التنفيس عن قهرهم ورسم الابتسامة على وجوههم.”
يضيف:” أخي عنده اعاقة بمتلازمة داون، ومن المعروف علمياً أن أصحاب تلك الاعاقة لديهم شهية كبيرة لتناول الطعام، مما يعمل ذلك على زيادة وزنهم اذا لم ينتبهوا للأمر، وعليهم ممارسة الرياضة بشكل مستمر ليحسن من مدى شهيتهم والمحافظة على وزنهم.”
العقل السليم في الجسم الرياضي
يقول اخصائي التربية الخاصة الدكتور أحمد عواد بان العقل السليم في الجسم الرياضي، فحتى المعوق الذي جسمه ليس سليماً إذا كان جسمه رياضياً يستطيع أن يتحرك ويتفاعل في المجتمعات بطريقة فاعلة وجيدة، فالرياضة تساعد في قضية اندماج المعاق في المجتمع، وتبعده عن الانزواء، والانكفاء في البيت، والشعور بالعبء على المجتمع ، كما تساعده على التأهيل الجسماني.
يضيف:” كما أن أساليب العلاج الطبيعي و الطب الرياضي و النهوض بحركة التأهيل البدني و تطور أجهزة التعويض، ،قد ساعدت كثيراً في الارتقاء برياضة المعاقين .
فضلاً عن ظهور تشريعات اجتماعية و دستورية خاصة بالمعاقين كرد فعل اجتماعي بالتعاطف معهم، بالإضافة إلى إسهام الفكر التربوي الحديث الذي أصبح ينظر إليهم كمواطنين لهم حقوق وواجبات و لا ينقصهم إلا التكيف.”