أعلن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تنظر في تغيير موقفها بشأن الأزمة في سورية مشيرا إلى أن أي محاولات لممارسة ضغوط على موسكو في هذا الشأن ليست ملائمة.
وذكرت قناة روسيا اليوم أن بيسكوف شدد على أن سياسة روسيا الخارجية عموما وفي الشأن السوري خصوصا شفافة ومنطقية ومتوازنة وإنه من المنطقي توقع عدم تغير خط سياسة موسكو المرتبط بسورية أثناء الزيارتين المرتقبتين للرئيس الروسي إلى ألمانيا وفرنسا يوم الجمعة المقبل.
بدوره ،أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن روسيا تقف ضد عقد جلسة جديدة لمجلس الأمن حول سورية في الفترة القريبة القادمة أو اتخاذ أي تدابير أخرى من جانب مجلس الأمن للتأثير على الوضع في سورية.
وقال غاتيلوف في تصريح له،”نحن نعتقد أنه من السابق لأوانه أن ينظر مجلس الأمن في أي تدابير جديدة للتأثير على الوضع في سورية” معلقاً بذلك على دعوة وزير خارجية ألمانيا غيدو ويستر فيلي لعقد جلسة جديدة لمجلس الأمن.
وحول خطة عنان رأى غاتيلوف أنه من الضروري إتاحة الفرصة لتنفيذ هذه الخطة ومن المهم أن يمارس جميع اللاعبين الخارجيين بمن فيهم زملاؤنا الغربيون تأثيراً على المعارضة معتبراً أنه من غير المقبول أن تدعو قيادة المعارضة باسم “مجلس اسطنبول” علناً إلى القتال المسلح طالما أن مجلس الأمن لم يوافق على التدخل المسلح.
وقال غاتيلوف “إن روسيا لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدخل عسكري أجنبي في سورية”.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن البيان الصحفي الذى أصدره رئيس مجلس الأمن حول الأحداث المأساوية في الحولة والذي أقر ونشر بنتيجة الجلسة الطارئة للمجلس حول سورية والتي انعقدت بمبادرة من روسيا كان بمثابة إشارة قوية بما فيه الكفاية للأطراف السورية ويعتبر رد فعل كافيا من قبل المجلس على تطور الأحداث الاخيرة في هذا البلد.
وأضاف غاتيلوف “إن روسيا لا تستبعد نشوء آلية جديدة للرقابة على تنفيذ خطة عنان.
وأوضح قائلاً “من المحتمل أن تكون هناك حاجة للنظر مرة أخرى في كيفية عمل مراقبي الأمم المتحدة والتفكير بآلية إضافية للرقابة على تنفيذ خطة عنان ونحن لا نستبعد احتمال التفكير بمناقشة دولية أكثر اتساعاً لجميع المسائل المرتبطة بالتسوية السورية وبالدرجة الأولى على ضوء تنفيذ خطة عنان.
بدوره،أكد أندريه دينيسوف النائب الأول لوزير الخارجية الروسي أنه لا يجوز اتخاذ القرارات حول عمليات عسكرية في سورية على أساس الانفعالات وحدها.
وقال دينيسوف تعقيبا على بيان للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أشار فيه الى إمكانية التدخل العسكري ضد سورية.. “إنه لا يجوز فقدان التبصر والتصور الفعلي عما يحدث في سورية كما أن الحديث عن أي تدخل خارجي يعني إبداء انفعالات سياسية أكثر من الحساب والتحليل” معتبرا أن أي بيانات يجب قبولها بجدية.
وأكد أن على مجلس الأمن الدولي أن يهتدي قبل كل شيء بالعقل وأن يستوضح ما يحدث قبل أن يدين الموظفين ويبدأ بإلقاء اللوم عليهم.
وأوضح دينيسوف أن الموقف الروسي لا يقوم تحت تأثير الإنفعالات وهو ما لم يتجنبه شركاء روسيا الفرنسيون لدى صياغة موقفهم مؤكدا ضرورة التصدي للأمر بالعقل السليم ولافتا إلى أن مجلس الأمن الدولي يتمتع بكل الآليات والآلية الرئيسية منها في هذه اللحظة خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية كوفي عنان ومهمته وعملية صنع السلام في سورية داعيا الى وجوب الاصغاء إليهما بالدرجة الأولى.
وأشار الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى إلى ما جرى في قرية الحولة بريف حمص وقال إنه “لا يجوز نسيان الدوافع التي أدت إلى هذه الموجة من الانفعالات ولكن يجب أن يطرح في مثل هذه الحالات السؤال.. ماذا لاحقا؟”.
إلى ذلك أكد الكسندر لوكاشيفيتش الناطق الرسمي باسم الخارجية الروسية أن روسيا تعتبر خطوات إنهاء عمل السفراء السوريين من عواصم عدد من الدول الأوروبية غير مثمرة فيما يخص خطة المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي عنان.
وقال لوكاشيفيتش في تصريح نقله موقع روسيا اليوم الالكتروني: “إن روسيا تستطيع التعليق على القرار المذكور الذي يخص العلاقات الثنائية لتلك الدول مع سورية من منظور الجهود الدولية الرامية إلى دعم الحل السلمي للأزمة فيها حيث ترى روسيا من خلال هذا المنظور أن إجراءات إبعاد السفراء السوريين من عواصم تلك الدول غير مثمرة” موضحا أن تلك الإجراءات تعني أن أهم القنوات التي يمكن من خلالها التأثير بشكل بناء على الحكومة السورية وتشجيعها على اتخاذ خطوات لتنفيذ بنود خطة،عنان أصبحت مغلقة حاليا.
ولفت لوكاشيفيتش إلى أن تلك الدول التي اتخذت مثل هذا القرار لا ترغب بالاستماع إلى دمشق الامر الذي لا يصب في صالح حل الأزمة في سورية موضحا أن مواقف روسيا تستند إلى منطق مغاير وأنها تبذل كل ما في وسعها لتقليل حدة المواجهة بين أطراف الأزمة.
وأوضح لوكاشيفيتش أن روسيا تقيم لهذا السبب اتصالات ليس فقط مع الحكومة السورية بل ومع مختلف مجموعات المعارضة السورية بما فيها مجموعات لا تروق لموسكو مشددا على أن روسيا تنطلق بذلك من ضرورة العمل بالتزام صارم بخطة عنان التي أقرها مجلس الأمن الدولي.
وجدد المتحدث باسم الخارجية الروسية التاكيد بأن بلاده لا ترى بديلا لخطة عنان في الوقت الحاضر.
الصين تجدد رفضها التدخل العسكري
في سياق متصل جدد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين أمس موقف بلاده الرافض للتدخل العسكري في الشأن الداخلي السوري لافتا إلى أن بكين ترفض استخدام القوة للتغيير في سورية. ودعا الناطق باسم الخارجية الصينية في تصريحات نقلها موقع روسيا اليوم الإلكتروني إلى ضرورة إجراء تحقيق دقيق بشأن حادث قرية الحولة معربا عن أمله في أن تساعد الزيارة التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان على تخفيف حدة التوتر فيها وأن تدفع جميع الأطراف إلى تنفيذ خطة الحل السلمي وجميع قرارات مجلس الأمن بهدف بدء العملية السياسية والحوار.