أسهل ما يمكن هو شتم الحكومة، أمّا نقدها فيحتاج إلى عمل ومتابعة، وبحث للوقوف تماما عمّا ينبغي قوله فيها أو لها. كما أنّ من أصعب ما يمكن معارضتها، إذ أنّ طرح بديل لما لديها يحتاج إلى أكثر ممّا ينبغي لنقدها.
غير أنّ هذه المعادلة لا تنطبق على حكومة فايز الطراونة على وجه الخصوص، لأن من الصعب شتمها كونها أقلّ من أن تثير غضبا بأيّ اتجاه، أو نقدا، لافتقادها ما يمكن أن تُنقَد من أجله، أو معارضة لأن ليس لديها ما يخصّها.
هذه الحالة شبه الفريدة تدفع للتأمل أو للبحث عمّا هو خلف هذه الحكومة، أو عن أيّ مخطط يتم الإعداد له، وفيما إذا هناك ما يراد تمريره سرا .
سنرى بعد نيل الثقة بأيّ اتجاه ستذهب الحكومة، وآنذاك سنقف أكثر على ما تنحرف نحوه بوصلة الدولة والاتجاه المراد الذهاب إليه. وليس متوقعا أن يكون نحو أيّ إصلاح مزعوم أو تغيير منشود، فليس في مؤسسة الحكم من له مصلحة من أيّ نوع في ذلك، كما لا يوجد ما يجبرهم على التنازلات.
وصف رئيس الحكومة فايز الطراونة بشيخ المحافظين دقيق إلى حد بعيد، ويمكن الإضافة عليه بالمحفظين أيضا، إذ أنّه واحد من المنضبطين للتنفيذ الحرفي وحرفيا. وهو وصف لم يطلقه النائب عبد الله النسور تندرا، وإنّما عن دراية بالحكومات، وكان قد عمل معها مطوّلا، وتذكيره بالأمر هو دلالة وإشارة إلى أنّ لا إصلاح وتغيير جديا على الطاولة، وإنّما التفافات عليها مطلوب أن يؤمّنها الطراونة.
اعتاد الناس حكومات العقل الواحد والعقلين أيضا، وقد مرّ عليهم الكثير منها، وتلك حكومات لمراحل كان ممكنا إدارتها بنصف عقل دون تخوفات من نتائج، غير أنّهم لم يجرّبوها قط آنذاك، وبات عليهم الآن اعتياد حكومات اللاعقل لكثرة ما تتكرر.
[email]j.jmal@yahoo.com[/URL]