بسم الله الرحمن الرحيم
سباق نحو الجنان
د. خالد أبو شادي
كتاب يتناول صفات القلوب المتسابقة نحو الآخرة، ورسوم الاشتراك في السباق، مع ذكر الواحات التي تأوي إليها القلوب، والعقبات التي تعترضها، مع وصايا عشر تساعد على البدء فورا في السباق.
من الكتاب نقرأ
أبواب الخير مفتوحة
سبحان من تفضَّل على هذه الأمة ومنحها على يد نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعجز عنه آخرون إلا وجعل الله لهم عملاً يساويه أو يفضل عليه، فلا يبقى لمتخلف عذر.
إن كنت فقيرًا لا تجد ما تنفقه في سبيل الله، ووجدت الأغنياء ينفقون فقد سبقك إلى ذلك صحابة رسول الله قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال لهم النبي: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» 1.
ووعى أبو الدرداءالدرس فأجاب لما سأله أحد أصحابه: أعتق مائة نسمة؟ أجاب: «إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالعمل بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبًا بذكر الله عز وجل» 2وعنه أنه قال: «لأن أقول لا إله إلا الله والله أكبر مرة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار» 3.
ولما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ولا قدرة للضعيف عليه فإن الله فتح لك بابًا يعادله: كان الصحابة إذا تخلفوا عن غزو ونحوه بعذر إما أن يخرج مكانه رجلاً من ماله، وإما أن يعين غازيًا، وإما أن يخلفه في أهله لأن «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا» 4.
فإن لم تكن ذا مال تعين به غازيًا فتح الله لك بابًا آخر يساويه بل يفضل عليه فكان العمل في عشر ذي الحجة لا يفضل عليه عمل إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء. فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام، يعني الأيام العشر». قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء من ذلك» 5.
ولما كان الحج أفضل الأعمال وكان كثير من الناس يعجزون عنه لقلة مال أو ضعف صحة فإن الله عوضهم عن ذلك ببشرى ساقها نبي الرحمة للعاجز عن التطوع بالحج فقال: «من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مُصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان مثل أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» 6.
فإن أضعت هذه الفرصة واعتدت النوم بعد الفجر فلك أجر حجة تامة إن سلكت طريق «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يُعلِّمه كان كأجر حاج تامًّا حجته» 7.
شهود الجمعة يعدل حجة التطوع، قال سعيد بن المسيب: «هذا أحب إليَّ من حجة نافلة» 8، وقد جعل النبي المبكر إلى الجمعة كالمهدي هديًا إلىَّ البيت الحرام، فعن أبي هريرة:قال رسول الله: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة«أي كغسل الجنابة»، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة (ناقة)» 9.
وقال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة، وقال أبو هريرة:بكورك إلى المسجد أحب إلينا من غزوتنا مع رسول الله.
أخى المتسابق:
رحمة الله واسعة وأبواب الخير كثيرة، إذا وجدت أحد الأبواب مغلقًا فقد فتح لك أبوابًا، وإذا ضاقت بك سبيل وسعتك سبل، فافتح هذه الأبواب وواصل السير وأنت تردد: «باسم الله ولجنا» حتى تصل، ففي نهاية هذه الأبواب "جَنَّـاتٍ تَجرِى مِن تَحتِهَا الأَنهَـارُ خَـالِدِينَ فِي?َا .
للتحميل .. ~
من هناا .. ~
سباق نحو الجنان
د. خالد أبو شادي
كتاب يتناول صفات القلوب المتسابقة نحو الآخرة، ورسوم الاشتراك في السباق، مع ذكر الواحات التي تأوي إليها القلوب، والعقبات التي تعترضها، مع وصايا عشر تساعد على البدء فورا في السباق.
من الكتاب نقرأ
أبواب الخير مفتوحة
سبحان من تفضَّل على هذه الأمة ومنحها على يد نبيها نبي الرحمة أبواب الفضائل الجمة، فما من عمل عظيم يقوم به قوم ويعجز عنه آخرون إلا وجعل الله لهم عملاً يساويه أو يفضل عليه، فلا يبقى لمتخلف عذر.
إن كنت فقيرًا لا تجد ما تنفقه في سبيل الله، ووجدت الأغنياء ينفقون فقد سبقك إلى ذلك صحابة رسول الله قالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فقال لهم النبي: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» 1.
ووعى أبو الدرداءالدرس فأجاب لما سأله أحد أصحابه: أعتق مائة نسمة؟ أجاب: «إن مائة نسمة من مال رجل كثير، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالعمل بالليل والنهار، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبًا بذكر الله عز وجل» 2وعنه أنه قال: «لأن أقول لا إله إلا الله والله أكبر مرة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار» 3.
ولما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام ولا قدرة للضعيف عليه فإن الله فتح لك بابًا يعادله: كان الصحابة إذا تخلفوا عن غزو ونحوه بعذر إما أن يخرج مكانه رجلاً من ماله، وإما أن يعين غازيًا، وإما أن يخلفه في أهله لأن «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا» 4.
فإن لم تكن ذا مال تعين به غازيًا فتح الله لك بابًا آخر يساويه بل يفضل عليه فكان العمل في عشر ذي الحجة لا يفضل عليه عمل إلا من خرج بنفسه وماله ولم يرجع منهما بشيء. فعن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام، يعني الأيام العشر». قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء من ذلك» 5.
ولما كان الحج أفضل الأعمال وكان كثير من الناس يعجزون عنه لقلة مال أو ضعف صحة فإن الله عوضهم عن ذلك ببشرى ساقها نبي الرحمة للعاجز عن التطوع بالحج فقال: «من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مُصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان مثل أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» 6.
فإن أضعت هذه الفرصة واعتدت النوم بعد الفجر فلك أجر حجة تامة إن سلكت طريق «من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرًا، أو يُعلِّمه كان كأجر حاج تامًّا حجته» 7.
شهود الجمعة يعدل حجة التطوع، قال سعيد بن المسيب: «هذا أحب إليَّ من حجة نافلة» 8، وقد جعل النبي المبكر إلى الجمعة كالمهدي هديًا إلىَّ البيت الحرام، فعن أبي هريرة:قال رسول الله: «من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة«أي كغسل الجنابة»، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة (ناقة)» 9.
وقال الحسن: مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة، وقال أبو هريرة:بكورك إلى المسجد أحب إلينا من غزوتنا مع رسول الله.
أخى المتسابق:
رحمة الله واسعة وأبواب الخير كثيرة، إذا وجدت أحد الأبواب مغلقًا فقد فتح لك أبوابًا، وإذا ضاقت بك سبيل وسعتك سبل، فافتح هذه الأبواب وواصل السير وأنت تردد: «باسم الله ولجنا» حتى تصل، ففي نهاية هذه الأبواب "جَنَّـاتٍ تَجرِى مِن تَحتِهَا الأَنهَـارُ خَـالِدِينَ فِي?َا .
للتحميل .. ~
من هناا .. ~