كيف يتجرأ شاب من عامة الناس، مثل جميل النمري وأقرانه من نواب يساريين وقوميين، على انتقاد سادتهم بهذا الشكل، والتشكيك في نواياهم الإصلاحية؟
لم يبق غير أن يأتي النمري برفاقه، من أمثال موسى المعايطة وخالد الكلالدة، لاستلام الحكومة.هل يظن هؤلاء أن ذاكرة الناس قصيرة؟
قبل عقدين ونيف، كان هؤلاء ومن هم على شاكلتهم في السجون بعد أن نهبوا ثروات البلد، مثل قادتهم الأوائل من قوميين ويساريين.
هل نسيتم؟
لقد أفلسوا خزينة الدولة العام 1989، ونهبوا ثروات البلاد؛ سرقوا الفوسفات، واستولوا على أراضي الدولة، وشيدوا قصورا في دابوق.
هم من ورط البلاد بمديونية فلكية، وهم من أشرفوا على مشاريع فاشلة ضاعت فيها الملايين على خزينة الدولة.
من أنتم حتى تملكوا الجرأة على التطاول على أسيادكم؟
أي شعب هذا الذي يريد أن يستعيد سلطة ورثها الأبناء والأحفاد عن الأجداد؟!
لكن مهلا يا صديقي، لا تعبأ بما يثرثرون، وسترى أي منقلب ينقلبون.
اطمئن؛ المسيرة مستمرة.أي ربيع هذا الذي صدعوا رؤوسنا به؟
الربيع فصل قصير في بلادنا، سيمضي بسرعة ويحل صيف طويل ومريح.
الحراك سيذهب في إجازة صيفية؛ يسافر إلى شرم الشيخ مثلا، فالعروض مغرية.
من أنتم حقا؟
ألم يخلق الله غيركم؟
الله خلقنا زعماء إلى الأبد وكسر القالب، ألم تفهموا بعد؟!
تريدون الإصلاح؟
سنفعل على طريقتنا ومزاجنا.
نحن فقط من يعرف مصلحة البلاد والعباد.
لا تكلفوا أنفسكم شيئا، امنحونا الثقة كالعادة واتركوا شأن الإصلاحات لنا.
لا تكثروا الأسئلة؛ ما لكم ومال مخصصات الوزراء السرية؟
ما عليكم سوى التصفيق لقرار رفع الأسعار. لقد أرهقتم الموازنة بمصاريف علاجكم وتعليمكم وأكلكم ورواتبكم.إنكم بالفعل شعب مزعج ولحوح.
ألا يكفي ما نتحمله من أجلكم؟
ليكن آخر فلس في جيوبكم، ادفعوه.
أوليس واجب الشعب أن يضحي من أجل الوطن؟!
دعونا نعمل على راحتنا؛ ثلاث، أربع، خمس حكومات في سنة واحدة، ما المشكلة ما دامت السلطة لنا نتبادلها بالمحبة والمودة؟ هذا شأن لا يخصكم؛ أنتم شعب ونحن سادة، ولكل منا وظيفته.
من قال سلطات مستقلة؟
نحن سلطة واحدة لشعب واحد.
هل تريدون تقسيم الدولة وتشتيتها بين سلطات تشريعية وتنفيذية؟
إنها الشرذمة بعينها.
من أنتم حتى تطالبوا بحكومات منتخبة؟
هل سمعت يا صديقي؟
حكومات منتخبة يجلس على كراسيها كل من هب ودب!
تخيلوا فلانا وعلانا رئيسا للوزراء، يا لسخرية الأقدار!
نحن بلد له خصوصية؛ بضع عائلات وأشخاص أفذاذ يتداولون الحكم فيما بينهم.ومهما طرقتم على جدران الخزان، ستموتون بغيظكم قبل أن تنالوا مرادكم.
الإصلاح لعبتنا.. وسترون
الغد