أكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا لديها في الأردن تجاوز 20 ألفا وأن أعداد العابرين للحدود منهم يوميا ما يزال ضمن الحدود السابقة، وهي من 100 إلى 300 شخص.
وأكد الممثل الإقليمي للمفوضية في الأردن آندرو هاربر لـ “الغد” أمس أن الكثير منهم بحاجة ماسة للمساعدة، خصوصا الأطفال والنساء، والمصابين بحروق وجروح، مشيرا إلى أن المصادر المالية ما تزال قليلة لمساعدتهم، ولا تكفي لتوفير الدعم الصحي المناسب.
وبين أن بعض الأطفال يعانون حروقا ناتجة عن العنف في بلادهم وبحاجة ماسة لعمليات تجميلية، ولم يتوفر لهم العلاج في سورية لذا لجأوا للأردن، مطالبا بدعم دولي إضافي للأردن نظراً للأوضاع الإنسانية والتعليمية والصحية الصعبة للاجئين السوريين. وأشار إلى وجود التزامات مالية من عدة دول بالدفع للمملكة، إلا أن التكاليف تزداد ما يتطلب دعما ماليا أكبر، مشددا على ضرورة توفير مزيد من المساعدة للحكومة لأنها تتولى بشكل كامل تكاليف اللاجئين من مياه ومدارس وخدمات صحية.
وأشار إلى أن الجهات المعنية في الرمثا، أبلغته أمس بحاجتها إلى شاحنات لنقل وإزالة القمامة كما أنهم بحاجة، إلى مطاعيم وأدوات طبية وسيارات إسعاف ومياه، كما أنه ومع حلول فصل الصيف فإن مولدات الكهرباء المتوفرة لا تكفي للسكان واللاجئين، مضيفا أن اللاجئين سيستخدمون الكهرباء في الصيف ما يعني عبئا ماليا إضافيا على الحكومة.
وأكد أن الحكومة لم تتلق أي شيء من المبلغ الذي قدرته سابقا لاحتياجاتها وهو 200 مليون دولار.
ونوه إلى صور من التكافل الإنساني والمبادرات الفردية، التي يقدمها أبناء المجتمعات المحلية الى السوريين النازحين.
وفي رده على شكاوى، أطلقها لاجئون عائدون الى سورية من الأردن، عبر محطة فضائية تلفزيونية مؤخرا، ادعوا فيها أنهم أجبروا على العودة الى بلادهم، وأنهم تعرضوا لسوء معاملة من قبل المفوضية والحكومة الأردنية، قال هاربر “نعرف أن هؤلاء الناس رجعوا بإرادتهم ولا أحد أجبرهم على العودة”. كما نفى ادعاءاتهم، بأن “ماء الشرب المتوفر في مساكن اللاجئين ليس نظيفا وأن الطعام غير مناسب”.
وأكد هاربر “شربت من الماء المتوفر لهم وأكلت من طعامهم، وهو جيد. لا أستطيع أن أقول إنه ممتاز، ولكنه جيد ومناسب، وهم يحصلون على وجبتين ساخنتين يوميا والمياه نظيفة”.
وقال “إننا كمنظمة متخصصة باللاجئين، لسنا ملزمين بتقديم الرفاهية بل الخدمات الأساسية”، موضحا أن المفوضية تقدم خدمات للاجئين في أنحاء متعددة من العالم، لذا فمن الطبيعي أن يكون بعض اللاجئين غير سعيدين. بيد أن الغالبية القادمة من سورية تبدي سعادتها لما تتلقاه من ضيافة أردنية أولا، ومن خدمات مقدمة من المفوضية، وفق هاربر.
واستغرب هاربر الانتقاد الذي أطلقه اللاجئون العائدون لبلادهم، نظرا لأن “الحكومة الأردنية وفرت لهم الحماية أولا والتعليم والخدمات الصحية”.
وأخيرا، أوضح أن المفوضية في الأردن لم تسجل أيا من اللاجئين العراقيين في سورية، ضمن اللاجئين الذين يسجلون أسماءهم لديها.