مقدمتي في ندوة الدستور الأسبوع الماضي عن السخرية في ظل الربيع العربي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
تحيّة السخرية
بداية أشكر الدستور على إتاحتها لنا الفرصة لكي نلتقي بهذا الجمهور الممهور بالوجع و الضحكة الباكية ..و أشكر الأستاذ محمد حسن التل رئيس التحرير المسؤول الذي طلب منّي ترتيب هذه الندوة وهي من اقتراحه ..وما كنتُ أحسب رئيس تحرير يقترح هكذا ندوة عن السخرية في ظل الربيع العربي إلا و يكون قد أبصر بحكم اطلاعه في العمل – على الأقل – مدى تأثير الكاتب الساخر و الكاريكاتير في تغيير أمزجة الناس و لن أدّعي إنه يحمل البوصلة بل إنه يحمل سخريته و يهشّ بها على الناس و المسؤولين الذين لم يستفيقوا و أعتقد جازماً أن الساخر أيضاً له بها مآرب أخرى.
السخرية ؛ عندما تكون حقيقيّة و نابعة من وجع الشارع ووهجه ؛ فإنها تُضحي مُقليعة تقلع عين المسؤول حين يشمطه الحجر الساخر ..هي ليست ثورة ولكنها إحدى أدواتها ؛ سهلة الوصول ولكنها صعبة الاستخدام إن لم يكن مقترفُها و حاملُ سلاحها يعرف خرائط أجساد المسؤولين من العين و الفم و الرقبة و البطن ؛ و لكَ أن تتخيّل بقيّة الجسد إذا ما قررتَ النزول أكثر ..فليس لدى الساخر مكان محرم أو مكان عيب ما دام الضرب عليه يحقّق معادلة الترفّش ببطن المسؤول وبطحه أرضاً إن أخطأ وهو دائماً يخطئ ..لأنه لولا هذا الكم الهائل من الأخطاء لما خرج هذا الكم الهائل من السخرية ..!
لذا ..إذا أرادت الحكومات واحدة تلو الأخرى أن تضحك على الشعب الأردني بان الأردن أصبح بلا أخطاء و ان الأمور صارت تمام التمام ..فعليها أولاً أن تتخلّص من أحمد حسن الزعبي و تلقي به في البحر الميّت ليخرج علينا الزعبي بمقال عن فوائد الملح بدون عيش في البحر الميّت ..!! وعليها أن تنصب كميناً ليوسف غيشان و تدّعي أن غيشان يحاكم على قضيّة هتك عرض لأنه تحرّش بالآنسة سخرية ..و عليها أن تعزم عماد حجاج على ( كاس الصراحة ) و تقنعه بتسليم ( أبو محجوب ) طائعاً مختاراً لمحكمة أمن الدولة لأنه أصبح من المخدرات المطلوب إتلافها فوراً وبلا محاكمة .. أما أنا ..فلم أصدّق نفسي يوماً بإنني ساخر ( عن حق و حقيق ) بل أراني ( أهبل ) أسوق خلاعاتي لأبقى كلما حاولت الحكومات الامساك بي تحوّلتُ إلى صابونة ( ميّت ) أمزلط من بين يديها ..ولكنني أسقط على الأرض ولا يهم ما يُكسرُ فيّ لحظتها ..المهم أن أبقى وسط الربيع و إن خلطوه بمليون دم ..
[email]Abo_watan@yahoo.com[/URL]