زهير عبد القادر
استغربت جدا عندما قرأت مساء امس خبرا على صفحات موقع اخباري هام مفاده ان مركزا لرعاية المعوقين بدأ مشاوراته القانونية لرفع دعوى قضائية على الزميلة حنان خندقجي وقناة ال بي بي سي البريطانية بعد نشر وبث تحقيق صحفي بالصوت والصورة حول المعاملة السيئة واللا انسانية التي يعامل بها أطفالنا وابنائنا واخواننا وفلذات اكبادنا ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض مراكز رعاية المعوقين والتي كشفت فيه الزميلة خندقجي حجم التجاوزات المهنية والانسانية المتفشية في بعض هذه المراكز الخاصة برعاية هذه الفئة البريئة من المعوقين.
هذا التحقيق وهذا العمل الصحفي المتميز والذي صدم الاردنيين وابكاهم وكشف ان بيننا فئة من البشر فقدت للاسف مشاعرها الانسانية وفقدت ضمائرها …لم يشوه صورة الاردن ابدا ولن يؤثر على السياحة للاردن كما يدعي البعض بل على العكس فقد اظهر التحقيق دور واهمية الاعلام الاردني وما نتمتع به نحن الاعلاميون من حرية مسؤولة ومهنية ومصداقية وكفاءة عاليه.واقسم لكم ايها السيدات والسادة في مراكز رعاية المعوقين لو كان هذا العمل الصحفي في دولة اوروبية لكرمت الصحافية وزملائها افضل تكريم ومنحت جائزة وسائل الاعلام التي تمنح عادة الى كبار الشخصيات السياسية والاعلامية المؤثرة في مجتمعها.
الاعتراف بالخطأ فضيلة…وعلى السادة المسؤولين عن هذه المراكز العمل على عدم تكرار مثل هذه الاعمال اللا انسانية بحق اطفالنا المعوقين وتزويد مؤسساتهم بالمشرفات والمشرفين ذوي الاختصاص والخبرة وتطوير هذه المراكز بدلا من التفكير بتهديد الاعلاميين بالقضاء.
والى من لايعرف اهمية التحقيقات الاستقصائية نقول ان اشهر واعرق وسائل الاعلام في العالم قامت بنشر تحقيقات من هذا النوع اطاحت بساسة مخضرمين ومؤسسات عريقة …
اننا كأردنيين نفخر ونعتز بهؤلاء الاعلاميين الاردنيين الاكفاء امثال الزميلة حنان خندقجي وزملائها…ونتمنى على المؤسسات الاعلامية الرسمية والخاصة في وطننا الحبيب الاهتمام في الصحافة الاستقصائية فهي تعتبر من انجح الاعمال الاعلامية والتي تضع اصابعها بالصوت والصورة على مكان الخلل بهدف البناء والاصلاح ،وتفتح مجال التدريب على هذا النوع المميز من التحقيقات الاستقصائية …
شكرا لك يا حنان …وشكرا لكل الاعلاميين المهنيين الاكفاء في بلدي…ويكفينا فخرا ان جلالة الملك عبدالله الثاني كان اول من نبه الى اهمية الدور الذي يقوم به هذا النوع من الاعلام وشجعه. حمى الله الاردن وشعبه ومليكه ….صباح الخير .
ZUHAIRJORDAN@YAHOO.COM،