يخيم الخلاف بين باكستان والولايات المتحدة على إعادة فتح خطوط الإمداد لقوات الحلف العاملة في أفغانستان المارة بالأراضي الباكستانية على أعمال قمة قادة الحلف المنعقدة في مدينة شيكاغو الأمريكية.
فقد اخفق طرفا النزاع في التوصل الى اتفاق يلبي الشروط التي طرحتها باكستان لاعادة فتح خطوط الإمداد هذه، التي اغلقتها اسلام آباد عقب مقتل عدد من جنودها في غارة جوية أمريكية.
ويهيمن على اعمال القمة في يومها الثاني موضوع انسحاب الحلف من افغانستان، حيث تصر فرنسا على سحب جميع جنودها من تلك البلاد بنهاية هذا العام.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قوله إن موضوع الانسحاب الفرنسي “غير خاضع للتفاوض لأنه يصب في صلب السيادة الفرنسية.”
ومن المزمع ان يكمل الحلف سحب قواته من افغانستان بحلول نهاية عام 2014، ولكن قادة عدد من الدول الاعضاء ما برحوا يتعرضون لضغوط داخلية قوية تجبرهم على سحب قوات بلدانهم قبل ذلك الموعد.
ويحضر القمة – التي شابتها احتجاجات ومظاهرات شارك فيها المئات – قادة اكثر من 50 دولة، بمن فيهم قادة دول الحلف الـ 28 اضافة الرئيس الافغاني حامد كرزاي والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري.
ومن المتوقع ان يصدق المؤتمرون على خطط لتسليم القيادة العملياتية في افغانستان للقوات الافغانية بحلول اواسط العام المقبل، ولفتح خطوط خاصة بانسحاب القوات الاطلسية.
كما يأملون في التوصل الى اتفاق على إسهامات كل منهم في تمويل القوات الافغانية بعد عام 2014.
فقد تعهدت بعض الدول، بما فيها الولايات المتحدة واستراليا وبريطانيا والمانيا، بالتبرع لصندوق دولي يتولى الانفاق على القوات الافغانية بعد الانسحاب الاطلسي، ويتوقع ان تتحمل واشنطن نصف هذه النفقات البالغة 4 مليارات دولار سنويا.
وكانت الولايات المتحد قد دعت الرئيس الافغاني لحضور القمة أملا في التوصل الى اتفاق باكستاني افغاني لفتح الحدود البرية بينهما لخطوط الامداد الاطلسية.
وتشترط باكستان لقاء فتح حدودها اعتذارا امريكيا رسميا لقتل العسكريين الباكستانيين، واعادة واشنطن النظر في الغارات التي تنفذها طائراتها دون طيار داخل الاراضي الباكستانية، وزيادة الرسوم المستوفاة لقاء عبور شاحنات الاطلسي اراضيها من 250 دولار للشاحنة الواحدة الى خمسة آلاف دولار.
وكان وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا قد قال قبيل افتتاح القمة إنه “من غير المحتمل” ان توافق الولايات المتحدة على دفع الرسوم التي يطالب به الباكستانيون.
ويقول المراسلون إن الرئيس الامريكي باراك اوباما غير راض على رسم العبور “المرتفع” الذي تطالب به باكستان، خصوصا وان الاخيرة تتقاضى مساعدات مالية كبيرة من واشنطن.
ويقول المسؤولون الامريكيون إنه من غير المقرر ان يجتمع الرئيس اوباما بنظيره الباكستاني، ولو ان الرئيس زرداري اجتمع بوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مساء الاحد.
وكان الرئيس الامريكي قد قال عند افتتاح القمة امس الاحد إن العقد الماضي كان “عقد التحولات” في افغانستان، وتحدث عن “التضحيات الضخمة” التي قدمها الشعب الامريكي في سبيل “السلام والاستقرار والتنمية” في تلكم البلاد.
الا انه نبه الى “التحديات المستقبلية”، حاضا زعماء دول الحلف على “جمع موارد” بلدانهم.
من جانبه، أكد أندرز فوغ راسموسن، الامين العام لحلف الاطلسي، ان الحلف لن يهرب من افغانستان، بل انه سيحول مهمته من القتال الى الاسناد.
المصدر – بي بي سي
أكثر...