عندما يوسع العدو الصهيوني حكوماته لتشمل ائتلافات حزبية كبيرة, فذلك تحضير لعدوان عسكري او سياسي نوعي.. ويذهب البعض الى ان ثمة عدوانا وشيكا على قطاع غزة او حزب الله او سورية او ايران, وهي احتمالات قائمة فعلا.
بالمقابل, ثمة قراءة اخرى, تذهب الى ان هدف العدو قد يكون موجها الى ساحة اخرى, مثل الاردن وسبق للصحافة الصهيونية ان طالبت حكومتها باستغلال الازمة السورية لفرض تصورات (نهائية) تؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية عبر مشاريع مثل الكونفدرالية والبنيلوكس..
وتؤشر معطيات عديدة على ان الحياة عادت تدب في مشروع البنيلوكس المذكور بعد اشهر ساخنة من الحراك الشعبي وحكومات ادارة الازمات المتعاقبة.
والمشروع كما هو معروف نسخة (اسرائيلية) عن الاتحاد الثلاثي الذي عرفته اوروبا وضم بلجيكا وهولندا ودوقية لوكسمبورغ. وذهب شمعون بيريز الى القول ان بالامكان استنساخه (مركز اسرائيلي ومحيط اردني- فلسطيني) ضمن تقسيم عمل اقليمي تحافظ فيه (اسرائيل) على الصناعات المتقدمة وتؤكد (يهودية الدولة) وتترك الصناعات الرخيصة (مثل النسيج) والملوثة للبيئة مثل الاسمنت وبعض الصناعات الكيماوية وحتى النووية البدائية بالاضافة للمياه الملوثة… الخ لجيرانها في المشروع.
واخطر ما في تعبير بيريز ما سبق وكتبت عنه عندما استخدم بيريز لغة عنصرية في الحديث عن تهجير المزيد من الفلسطينيين الى المحيط المذكور.
يضاف لذلك بعدان:- حديث بيريز عن المشروع (كغطاء اقليمي) لدعم دولي لبنى تحتية في خدمة تل ابيب (قناة البحرين وسكة الحديد.. الخ) وحديثه عن اعادة هيكلة شركاء المشروع (يقصد المحيط الاردني- الفلسطيني) بالحد من دور القطاع العام والمركزية والقوى التقليدية (الاحزاب والنقابات) لصالح فلسفة السوق والتخاصية ومنظمات ومراكز التمويل الاجنبي.
انطلاقا من ذلك, وبصرف النظر عما ينتظره (الاسرائيليون) في سورية لتمرير هذ المشروع, فالمطلوب, هو قطع الطريق عليه اردنيا وفلسطينيا وربط اي اصلاح سياسي واقتصادي منشود بالتأكيد على الخطر الصهيوني ومشاريعه وادواته.