حارسان يفتحان الباب الذهبي الضخم، يدخل الرئيس الروسي بوتين على ايقاع تنصيب العظماء، إنه القيصر الذي جاء بعد انقطاع عهد القياصرة لتعود إليه بناء روسيا الحديثة التي لا تعترف بعد اليوم بالعارض الذي أصابها.. فلروسيا اصدقاء كثر لكن من يعادونها هم الذين لايريدونها قوية ومؤثرة.
في هذا الوقت كان السوري يفتح اهم ابواب اصلاحه على قاعدة ثباته الذي صار شوكة بعيون اعدائه..انتخابات مجلس الشعب نظرة الى سنوات قادمة، حساب جديد مع موقع قديم يراد له أن يضيف على الثبات السوري ثباتا وتوضيحا الا ان الديمقراطية تستمر بمفهومها السوري وليس حسب الطريقة الاميركية او بعض أولئك الذين ليس لهم صناعة ديمقراطية.
لا شيء يوازي اليوم ذلك التداخل بين السيوف الروسية وتلك السورية .. هنا يحلمون بالعظمة، وهناك بالثبات الذي يؤدي الى اخراج الجنون من الذين ظنوا الضعف في دولة كرست قوتها فضيحة لأعدائها. عندما تلمع سيوف الكرملين يظل جوابها الدمشقي معبرا عنها. أجمل القصائد التي يفترض قولها الآن عن مدى التأثير المتبادل بين السيفين اللذين قررا تعليم الأدب لبعض القوى الكبرى التي تحتاج في كل مرة الى اجتياح عواصم الآخرين تحت ذرائع مختلفة.
والأدب هنا قوة ومتراس، واعتماد على القول الصريح إن المهم هو من يضحك في النهاية.. ولكي تجعل ضحكتك مجلجلة لابد من أن تنافس في رمي القوة بوجه الظلاميين سواء كانوا كبارا أو صغارا. لم يعد الروسي الممتليء نضارة في ظروف عالم مقموع من كبير مضطهد اسمه اميركا، يبحث عن نشيد جديد لتحولات العالم الذي قرر ان يهزه دفعة واحدة، في وقت كان فيه السوريون يقتربون من حافة الخلاص الذي أطل وإن عطلته عمليات أمنية سيظل صغارها ركّاب الاعتقاد بأنهم قد يغيرون لكنهم سيكتشفون أيديهم وهي تعمل في طواحين الهواء.
لابد لهذا العالم أن يتغير اذا ماوطأه القيصر الجديد الذي لقبه السوريون إعلاميا بالمارد. وسيقال في الزمن المقبل العديد من المصطلحات عن الروسي القادم الى حراك مزعج للذين ظنوا عالمنا من أملاكهم الى الابد، تماما كأولئك المنزعجين من قدرة السوري على اطعام محاولات تدميره لناره المقدسة. ليس هو التفاؤل الوجداني الذي يصنع هذه الكلمات، بقدر ما هو تفاؤل واقعي من عودة الأرض من غربتها الى الحسابات الدقيقة التي بدأها ذلك القيصر المخترق للباب الذهبي والمرفوع صوره في دمشق على قاعدة عناق السيوف في أبجدية التحدي العالمي.
هكذا يكون الثأر للمغلوب على أمره، وتلك هي حقيقة خيارات الدور الجديد لدولة كبرى تريد إعادة عظمتها إلى أكثر مما كانت عليه ، لتجعل البعض أقل تأثيرا مما كانوا عليه .