النمري: ثورات الربيع العربي هي ثورات ديمقراطية وليست إسلامية
البطاينة: الحركة الاسلامية تسعى إلى الاستفراد بالمشهد السياسي
الكوفحي: لا يحق لأي أحد في الأردن أن يزاود بوطنيته على الحركة الاسلامية
أكد عدد من النواب، في مناظرة نظمها راديو البلد في محافظة إربد السبت، أن الحكومة ستقدم على إجراء الانتخابات النيابية هذا العام حتى بدون مشاركة الإسلاميين في حال إصرارهم على مقاطعة الانتخابات.
واعتبر بعض النواب المشاركين في المناظرة التي حملت عنوان “تصاعد الحركات الاسلامية” أن الحركة الإسلامية في الأردن تعول على سقوط النظام السوري لتعزيز حظوظها في تولي سدة الحكم في الأردن، ولكن الاستقرار النسبي للأوضاع السورية منح الحكومة خيارات اكثر للتعامل مع جماعة الاخوان المسلمين.
وشارك في المناظرة كلاً من؛ النائب جميل النمري، النائب عاكف المقابلة، النائب زيد شقيرات، النائب حميد البطاينة والقيادي في جماعة الاخوان المسلمين نبيل الكوفحي.
الكوفحي أيد النواب بإمكانية إقدام الحكوم على إجراء الانتخابات النيابية دون مشاركة الإسلاميين، لكنه أكد في ذات الوقت أن الانتخابات ستفقد شرعيتها.
وشهد جانب من المناظرة تبادلا للاتهامات بين القيادي في حركة الاخوان الكوفحي وبين النائب حميد البطاينة على وجه الخصوص، إذ بدأ البطاينة باتهامه للحركة الاسلامية في الاردن بارتباطها بأجندات خارجية وإقليمية سعياً للتفرد بالمشهد السياسي في المنطقة، “مستغلة الوضع السوري مع انفتاحها على الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف البطاينة أن الأردن يمر بمراحل دقيقة لذلك يجب الاحتكام إلى أسلوب الحوار والمنطق بعيداً عن سياسات الاقصاء والعصبيات والاتهام، مؤكدا أن الحل بيد الحركة الاسلامية بموافقتها على الحوار وخصوصا فيما يتعلق بقانون الانتخاب.
وهذا ما اعتبره القيادي في جماعة الاخوان المسلمين نبيل الكوفحي هجوماً وتشكيكاً بوطنية الحركة؛ موجهاً كلامه للنائب البطاينة “بـأنه لا يحق لأي أحد في الأردن أن يزاود بوطنيته على الحركة الاسلامية”.
وحول انتقاد الحركة الإسلامية لعدم ممانعتها الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ استهجن الكوفحي هذا الهجوم، مبيناً أن النظام الاردني يحاور ويقوم بزيارات مستمرة للولايات المتحدة الأمريكية؛ “فإذا وجه الانتقاد للحركة الاسلامية يجب أن يطال النظام أيضاً، مبيناً أن الخلاف مع الولايات المتحدة كان حول بعض القضايا الاقليمية”.
الوضع السوري وانعكاسه على الحركة الاسلامية في الاردن
ولم يغب المشهد السوري عن المناظرة؛ حيث اعتبر النائب حميد البطاينة أن الحركة الاسلامية ما زالت تعول على الوضع السوري؛ فأصبحت تعتقد ان الوضع في سوريا سيحدد مكانها في الاردن.
كما واعتبر النائب جميل النمري أن الحكومة تخشى انتصار الثورة في سوريا التي يعتبر مكونها الرئيسي الحركة الاسلامية؛ مضيفاً في ذلك الوقت أن الحركة الاسلامية تعول على صعود الحركة الاسلامية في سوريا.
أما الكوفحي ففضل عدم الرد على النواب بخصوص تأثير الاوضاع السورية على الحركة، مكتفيا بالقول “أنه لا يستطيع الوقوف بجانب نظام يقتل شعبه”.
تصاعد الحركات الاسلامية وتأثيرها على الأردن
وحول تأثير تصاعد الحركات الاسلامية في الوطن العربي على الحركة الاسلامية في الأردن؛ اعتبر النائب البطاينة أنه،يجب التمييز بين الحركة الاسلامية في الاردن والحركات الاسلامية في الوطن العربي، فتصاعد الحركات الاسلامية في الوطن العربي جاء نتيجة ظروف معينة تتعلق بالظلم والقهر والفساد، والاختلالات المجتمعية، إلا أن الحركة الاسلامية في الاردن لها خصوصية حيث كانت الاقرب للنظام ولم يمارس ضدها اي نوع من الظلم والتنكيل او اغتيال الشخصيات بل أنها كانت مدللة ولها معاملة خاصة.
وفيما إذا كانت الحركات الاسلامية في المنطقة العربية قادرة على أن تكون بديلاً عن الأنظمة الحاكمة؛ اعتبر النائب عاكف المقابلة أن الحركات الاسلامية تستطيع ذلك إذا حملت الهم القومي لكن دون أن تلجأ إلى استغلال الاسلام للوصول إلى سدة الحكم.
أما حول أسباب صعود الحركات الاسلامية كنتيجة للربيع العربي؛ أوضح المقابلة أن صعود الحركات الاسلامية كنتيجة للربيع العربي جاء في ظل عدم وجود بديل آخر للحركة الاسلامية على الساحة العربية.
بدوره بين الكوفحي أن صعود الحركات الاسلامية في المنطقة جاء في ظل تقديم الحركات نماذج جيدة، إضافة إلى كونها الاكثر تعرضاً للمعاناة في ظل الأنظمة الاستبدادية العربية، معتبراً أن الحركات الاسلامية ليست مستوردة، ولا تحتكر تمثيل الاسلام.
فيما اعتبر النائب زيد شقيرات أن الهموم المشتركة لدى الدول العربية أدت إلى صعود الحركات الاسلامية؛ حيث أرادت الشعوب أن تجرب الحركات الاسلامية كونها لم تجرب بعد.
إلا أن النائب جميل النمري أوضح أنه لا يجب أن ينظر للربيع العربي على أنه ساهم في صعود الحركات الاسلامية، مبيناً أن حجم الحركات الاسلامية لم ينمو بشكل،أكبر.
وأضاف أن الثورات التي انطلقت هي ثورات ديمقراطية وليست ثورات إسلامية، فالحركات الاسلامية شاركت بالثورات لانها أرادت إنهاء الاستبداد، ولم تطرح نفسها للوصول إلى السلطة.
اليساريون والاسلاميون جدل مستمر
وفي قراءة لحركة اليسار العربي؛ اعتبر القيادي في حركة الاخوان الكوفحي أن هنالك مفارقة كبيرة ما بين الافكار التي تقدمت بها حركات اليسار وبين واقع المجتمع، معتبراً أن ما وصل به المجتمع من صعود الحركات الاسلامية هو نتيجة حتمية.
إلا أن اليساريون أيضاً يوجهون بدورهم انتقادات عديدة للحركات الاسلامية لخلطها الدين بالسياسة، وهو ما أوضحه النائب النمري في كون المشكلة في الحركات الاسلامية تكمن في تغليف برامجها السياسية والاقتصادية بالدين.
أما حول انتقاد الحركات الاسلامية من قبل اليساريين بلحقها بركب الربيع العربي، وقطفها ثمار الحراك الشعبي دون عناء؛ فرد الكوفحي بأن الحركات الاسلامية تعاونت مع الجميع وأعلنت أن منهجها في الاصلاح هو منهج سلمي وتدرجي، وبالتالي لا يمكن ان توصف الحركات الاسلامية بانها ركبت الموجة فهذا نتاج حقيقي وواقعي.
إلا أن النائب جميل النمري بين أن،اليساريون لا يهاجمون الحركات الاسلامية، وإنما اليسار هي قوى سياسية تاريخية ولديها فكر سياسي ورؤية على تباين ورؤيا مختلفة.
وأضاف النمري أن الربيع العربي بدأ غير محزب ولم تقده أي حركة سياسية بما فيها الحركات الاسلامية، حيث التحقت الحركة الاسلامية مؤخراً بالحراك ولم تكن المحرك الرئيسي للربيع العربي إلا أنها أصبحت الطرف الرئيسي الذي قطف ثمار الربيع العربي.
وفي هذا بين الكوفحي أن الحركة الاسلامية مع الديمقراطية حتى لو أتت باليساريين أو الاشتراكيين لسدة الحكم.
هذا ووجه الحضور انتقادات لاذعة لدور واداء مجلس النواب، كما كان للحركة الاسلامية نصيب من هذه الانتقادات من حيث نهجها لتولي السلطة.
وجاءت هذه المناظرة ضمن عدد من المناظرات التي ينفذها راديو البلد في محافظات المملكة؛ حيث نظم راديو البلد 14 مناظرة في محافظات؛ عمان، الزرقاء، مادبا، البلقاء، الكرك، الطفيلة، جرش، اربد والعقبة.