منذ وقوع الاحتلال الايراني على الجزر العربية الثلاث في 30من تشرين الثاني عام 1971 ودولة الامارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الاخرى المساندة لها تطالب ايران باعادة تلك الجزر الى دولة الامارات العربية اما عن طريق الحوار السلمي او عن طريق المحكمة الدولية انطلاقا من حرص دولة الامارات على العلاقات الودية التي تقتضيها وقائع الجوار الجغرافي والتواصل التاريخي القديم والأخوة الاسلامية الوثيقة مع جمهورية ايران الاسلامية .
وضربت الامارات مثالا يحتذى في ممارسة اعلى درجات ضبط النفس لمعالجة هذه المسألة بحكمة وروية بهدف معالجة المسألة بعيدا عن الأضواء كما التزمت أجهزة الاعلام بالدولة بتوجيهات رسمية بعدم اثارة الموضوع اعلاميا مع صلابة التمسك بتراب الوطن وحقوقه بلا تهاون أو تفريط، وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة المزيد من التوترات والفوضى سواء ما نجم عن ثورات الربيع العربي والموقف الايراني منها ام ما تمر به ايران من ضغط دولي ادى الى فرض عقوبات اقتصادية مشددة عليها بسبب برنامجها النووي والتهديدات التي يطلقها ساسة اسرائيل وقادتها العسكريون بتوجيه ضربة عسكرية لايران بين الحين والاخر.
في هذا الوقت جاءت الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة كتحد ليس لدولة الامارات العربية المتحدة فحسب وانما لكل دول المنطقة، وللعالم أجمع وانتهاك صارخ للمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية ،وفي هذا الاطار تثار اسئلة كثيرة تتمثل في اسباب الزياة المفاجئة والاستفزازية التي قام فيها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لجزيرة ابو موسى…….؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات……..؟ لماذا لم يقم بمثل هذه الزيارة في وقت سابق …..؟ الا يعلم الرئيس نجاد ان هذه الجزر اماراتية احتلتها ايران عام 1971م واهلها عرب اماراتيون ….؟ ام ان الظروف الدولية والاوضاع الاقليمية والاوضاع الداخلية في ايران كانت وراء هذه الزيارة ……..؟
ولم تقف الامور عند هذه الزيارة بل امتدت لتشمل تصريحات نجاد في جزيرة ابو موسى والتي قال فيها أن إيران هي صاحبة حضارة تاريخية في المنطقة وكأن الآخرين بلا حضارة وتاريخ وهو تصريح بالغ الغرابة شديد الخطورة يلتقي فيها مع شاه إيران الذي كان يتبجح باعتزازه بالحضارة الفارسية، كما تم الكشف عن مشروع قرار أمام لجنة المجالس والسياسة الداخلية في مجلس الشور? الإيراني بتشكيل محافظة سياحية ثقافية باسم الخليج الفارسي يعده بعض نواب المجلس…وأن هذه المحافظة ستكون بمركزية جزيرة أبوموسى وتزامن ذلك مع تاكيد رئيس مؤسسة صدرا للحكمة الاسلامية أية الله السيد محمد الخامنئي ان الخليج الفارسي منذ 2500 سنة كان يخضع للسيادة الايرانية وله تاريخ عريق وسجل في تاريخ الامم بالخليج الفارسي واعلان الحرس الثوري في إيران نشر مشاة البحرية وأسلحة هجومية ودفاعية على الجزر الثلاث بسبب موقع هذه الجزر وأهميتها في الدفاع والهجوم بالنسبة إلى إيران.
وعلى العكس من ذلك تماما موقف دولة الامارات العربية المتحدة تجاه هذه المسألة الذي تميز بالوضوح والصراحة والاتزان حيث أعربت دولة الامارات عن استعدادها التام ورغبتها الصادقة في اجراء حوار مباشر مع جمهورية ايران الاسلامية التي تربطها معها علاقات جوار تاريخية وصداقة عريقة فيما يتعلق باحتلالها لجزر الاماراتية الثلاث وكذلك الالتزام بالطرق السلمية من أجل انهاء هذا الاحتلال في اطار الشرعية والقوانين والأعراف الدولية ومبادىء حسن الجوار والاحترام المتبادل بين الدول مع التأكيد على تمسكها بحقها في استعادة الجزر المحتلة وهي في اكثر من مناسبة دعت ايران الى اللجوء الى التحكيم الدولي وابراز وثائقها حول ادعاءاتها بالجزر امام المحكمة الدولية عندها فقط تصل الحقوق الى اصحابها الشرعيين فهل تستجيب ايران للمبادرة الاماراتية ..؟
tareefjo @yahoo.com