تناول برنامج “أجندة مفتوحة” الذي تبثه فضائية الـ”بي بي سي”، تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور فايز الطراونة، وردود الفعل التي تلت أداء الحكومة لليمين الدستورية مساء الأربعاء.
رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الإسلامي علي ،أبو سكر أكد أن الاعتراض ليس على شخص الرئيس وإنما على السياسات المستمرة في آلية تشكيل الحكومات وتعيين رؤساء الوزراء، “لذلك جاءت مطالبنا بتشكيل حكومات برلمانية”.
وأضاف أبو السكر “لا نرى أن الرئيس أهل لهذه المرحلة الحالية للإصلاح”، مشيرا إلى أن الطراونة لم يغب عن الساحة السياسية فهو موجود في المشهد، ولا يخفي موقفه المعارض للإصلاح والديمقراطية.
أما رئيس صحيفة “الرأي” مجيد عصفور فرأى أن الطراونة ذو تجربة سياسية واقتصادية وله الخبرة الكافية للتعامل مع المرحلة الراهنة، مضيفا بأن الرئيس المكلف ظلم باعتباره معارضا للإصلاح والديمقراطية، “فالكل يريد الإصلاح في الأردن”.
فيما أشاد رئيس تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية عبد الباري عطوان بشخصية رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة “الذي اصطدم بسبب تشدد بالولاية العامة والإصلاح”.
واعتبر عطوان أن إصدار الإرادة الملكية بتمديد الدورة العادية لمجلس الأمة كان أمرا مهينا للخصاونة، مشيرا إلى عدم وجود انسجام ما بين الرئاسة والقصر.
أولويات الحكومة الجديدة:
وأشارعطوان إلى أن حكومة الطراونة لا تملك الوقت لإجراء الإصلاحات، حيث سيشهد الأردن ثلاث حكومات خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وهو ما لا يخلق استقرارا أو بيئة مناسبة لرئيس وزراء لإجراء الإصلاحات، خاصة مع وجود أزمة مالية كالتي يمر بها الأردن، على حد تعبيره.
أما الأولوية لدى الطراونة، بحسب عصفور، فتتمثل بإنجاز التشريعات الإصلاحية كما ورد في كتاب التكليف، وإنجاز قوانين الانتخاب والأحزاب وتشكيل الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات.
وأضاف “نحن ننتظر من الطراونة أن يمضي بهذا الاتجاه”، أما الإصلاح الاقتصادي فهو ما يحتاج لمزيد من الوقت.
كما أكد أبو السكر أنه يجب أن تجري مراجعة لرزمة التشريعات وإعادة النظر بقانون الانتخاب “الذي لا يصلح لهذه المرحلة الراهنة”، إلا أنه أشار إلى أن قانون الانتخاب هو البوابة لإجراء الانتخابات وليس بوابة للإصلاحات.
وأشار عصفور إلى أن أمام الحكومة الجديدة برنامج محدد ذو سقف زمني محدد، “وسنجري الانتخابات قبل نهاية العام”
الحكومة والإسلاميون:
ذكر عبد الباري عطوان أن رئيس الوزراء المستقيل عون الخصاونة أكد له بأنه طلب منه تهدئة البلد، “وهو ما نجح به من خلال فتح باب الحوار مع الإسلاميين”.
وأشار عطوان إلى الإجماع بأن مجلس النواب مزور وقراراته التي كانت من أسباب الاحتقان الشعبي، حيث حاول الخصاونة امتصاص هذا الاحتقان وحاول استيعاب الإسلاميين في البرلمان.
وأضاف بأن الحراك خفت حدته لوجود حوار بين الخصاونة والإسلاميين، إلا أنه أبدى خشيته من عودة الاحتقان خاصة مع الحملة الأمنية التي شهدها الأردن، لافتا إلى أن المجتمع الأردني أقرب إلى الاسلاميين، وكانت انتخابات المعلمين مثالا على ذلك.
كما أكد أبو السكر أن الحركة الإسلامية تعاملت مع الحكومات بحسن نية، مشيرا إلى وجود نوع من التهدئة التي شهدها عهد الخصاونة بناء على ما طرحه بأن تمارس الحكومة ولايتها العامة
إلا أن الحكومة، بحسب أبو السكر، ،لم تستطع ذلك، الأمر الذي تجلى في قانون الانتخاب الذي أشار الخصاونة ذاته بأنه لا يمثل توجه حكومته.
وحول انتخاب الدكتور همام سعيد مراقبا عاما لجماعة الإخوان المسلمين في هذه المرحلة، ،فأكد أبو السكر أن ذلك تم من خلال الانتخاب وهي ممارسة ديمقراطية داخلية، مشيرا إلى أن الفارق بينه وبين منافسه سالم الفلاحات كان ضئيلا “صوتان”، كما أنهما أصحاب ذات التوجهات الإصلاحية فـ”فلاحات كان على رأس اللجنة الإصلاحية في الجماعة”
وأضاف “لا أعتقد أن انتخاب سعيد كان ردا على تكليف الطراونة”.
إلا أن رئيس تحرير “الرأي” مجيد عصفور، مع تأكيده على أن الأردنيين متساوون أمام القانون في مختلف المجالات، إلا أنه اعتبر أن سعيد من التيار المتشدد في الجماعة، وأن اختياره جاء منسجما مع رغبة الجماعة بالتشدد تجاه تغيير قانون الانتخاب.