عز الدين الدرويش
من الطبيعي جداً، ومن حق السوريين أن ينظروا إلى حكام بعض مشيخات الخليج، وبشكل خاص قطر والسعودية، على أنهم زعماء مافيات وسماسرة مال بعيدون جداً عن مفهوم الدولة الحديثة والقديمة، وحتى عن أخلاقيات القبائل البدائية التي يعرف عنها الالتزام بالعهد، وتحاشي الغدر.
مشايخ السعودية وقطر هؤلاء، الذين يسمون أنفسهم حكاماً لدول لا وجود لها على أرض الواقع، يتعاونون جهاراً نهاراً مع تنظيم القاعدة الإرهابي ومع مجموعات مسلحة مارقة مأجورة بقصد قتل السوريين، وإيقاع أكبر أذى ممكن بهم وبدولتهم وباقتصادهم وبلقمة عيشهم أيضاً. وهم يفركون أيديهم شماتة وفرحاً كلما تمكنوا من تنفيذ تفجير دموي في سورية عبر مجموعاتهم الإرهابية، وتزداد فرحتهم وشماتتهم كلما زاد عدد الضحايا السوريين المدنيين والعسكريين والأطفال بسبب هذه التفجيرات الإرهابية الخسيسة.
كما أن هؤلاء المشايخ من أشباه الرجال يتباهون وهم يعلنون أنهم سيسلحون المعارضة السورية، التي تعني بالنسبة لهم هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية التي لا وطن ولا دين ولا عهد لها، ولا تعرف التعامل إلا بالمتفجرات والرصاص والسيوف والبلطات، وكأنها، مثل داعميها ورعاتها، خرجت للتو من كهوف الماضي السحيق.
أما عن الأموال التي يدفعها حمد قطر وسعود السعودية لهؤلاء القتلة وسفاكي الدماء، فهناك دلائل موثقة تؤكد أنها تدفع بلا حساب ما دام الهدف قتل السوريين وزعزعة استقرار دولتهم، وهناك من التقارير الإعلامية ما يؤكد أن هؤلاء القتلة يتقاضون أسبوعياً زهاء مئة وخمسين مليون دولار نقداً، إضافة إلى ما يتلقونه من أسلحة وذخائر ومتفجرات عبر التهريب من تركيا ولبنان بشكل خاص.
ولكي يكتمل مشهد خساسة هؤلاء المشايخ الصغار في القدر والقيمة، فقد عملوا على تجميع جوقة من مدعي العلم بالإسلام، كي يفتوا حسب الطلب، ويشرعوا قتل السوريين.
هؤلاء المفتون الذين لا دين لهم لا يجدون أي حرج في تشريع قتل ثلث السوريين أو نصفهم من أجل إسقاط الدولة السورية، ولا يرف لهم جفن وهم يفتون بتحريم التظاهر في مشيخات الخليج وتحليلها في سورية، والمدعي القرضاوي أحد هؤلاء الدمويين من أحفاد (أبو لهب) قاتلهم الله.
وليس من الأسرار القول: إن مشايخ قطر والسعودية الذين يتحكمون بعائدات ثروة نفطية وغازية هائلة جداً، ولديهم من الأموال في بنوك الغرب ما يصعب تقديره، يلمحون إلى أنهم مستعدون لدفع كل ثرواتهم لمن يسقط الدولة السورية، فهل عرف التاريخ الحديث كيدية كهذه؟!.
تشرين