زهير عبد القادر
من الصعب جدا ان يفهم الانسان المثقف والحضاري ظاهرة حمل السلاح والتفاخروالتباهي به في بلد يتمتع بحمد الله بآمن واستقرار ومحبة وسلام…ومن الصعب علينا، ان نفهم لماذا يحمل بائع موز على عربة متجولة السلاح ؟
،،،،،،،،في المانيا مثلا والتي يعيش فيها 86 مليون انسان لم اشاهد وخلال اكثر من ثلاثة عقود متتالية عشتها هناك رجلا مدنيا واحدا يحمل مسدسا في مطعم او مقهى او محلا تجاريا.
،،،،، واعتقد ان ذلك يعود لسببين:الاول ان مفهوم القوة والكبرياء والرجولة هناك يختلف عنه في مجتمعاتنا الشرقية.فالطالب الجامعي في المانيا مثلا يذهب الى جامعته طلبا للعلم والفائدة ،يحمل كتبه ومراجعه ،وعقله وفكره كسلاح للتحصيل العلمي والتفوق ليصبح طبيبا مشهورا او عالما بارزا او خبيرا معروفا ليخدم وطنه وامته ونفسه.وفي هذه الحالة وهذا التفكير فهو ليس بحاجة الى مسدس ليشهره في وجه زميله او استاذه في الجامعة.وكذلك الموظف في المانيا يذهب الى عمله وفي ذهنه وتفكيره خدمة وتسهيل معاملات المواطنين وهم دافعوا الضرائب التي منها يتسلم راتبه الشهري.وفي هذه الحالة لا يحتاج بالطبع الى مسدس ليهدد به مراجعيه او زملاءه في العمل.وهكذا حال العامل والفلاح والتاجر وسائق التاكسي والحافلة وبائع الموز.
، ،،،،،والانسان في المجتمعات المتحضرة مؤمن صحيا واقتصاديا ونفسيا ومن هنا تجده يحدثك بارتياح وهدوء ولا يفكر يوما بشراء اي نوع من السلاح الا في حالة، واحدة اذا كان من هواة الصيد.وهنا يجب عليه ترخيص بندقية الصيد من الدوائر المختصة وكتابة تعهد بان توضع هذه البندقية في صندوق خاص مغلق ولايسمح بفتح الصندوق الا من قبله هو شخصيا حيث يمنع القانون زوجته واولاده من فتح الصندوق واستعمال البندقية الا في حالة حيازتهم رخصة رسمية لذلك.والسبب الثاني هو قوة القانون وتنفيذه على الجميع دون مماطلة او محسوبية…حمل السلاح ممنوع منعا باتا الا بتصريح رسمي من الدوائر المختصة وفي الحالات القصوى والضرورية جدا.وغالبا تمنح السلطات تصاريح اقتناء وليس حمل…وهناك تفاصيل وأجراءات دقيقة في قانون حمل السلاح وحيازته.
،،،،،، ما دفعني لكتابة هذا المقال اليوم حول السلاح هو مانشاهده ونسمعه من اطلاق الرصاص في الاعراس والحفلات الخاصة وعند نتائج الانتخابات وغيرها من المناسبات والتي قد تتحول (لاسمح الله) الى كارثة عندما تصيب رصاصة طائشة طفلا رضيعا او امرأة او رجلا مسن.ويتحول الفرح الى حزن وشعور بالذنب .
،،،، ومن هنا اود ان اطرح السؤال: هل عملية حمل السلاح وحيازته في وطني بهذه السهولة التي نراها ونسمعها؟ وهل هناك سجلات لدى اجهزتنا الامنية عن هذه الاسلحة ؟ وهل يحق لطالب جامعي مثلا الدخول الى رحاب الجامعة مسلحا؟ وهل يحق للموظف في مؤسسة حكومية او خاصة ان يحمل مسدسا اثناء دوامه الرسمي؟ هل يسمح لمواطن كائن من كان حمل السلاح في المقاهي والمطاعم والنوادي الليلة والشوارع العامة؟
،،،،،، يا اهلي…نحن مجتمع حضاري…نعيش والحمد لله بوطن آمن مستقر…واملي كبير بأجهزتنا الامنية ان تراقب وتنفذ قانون حمل وحيازة السلاح في المملكة حتى نعيش بأمن ومحبة وسلام…
،،،،، حمى الله هذا الوطن الآمن المستقر…وادام علينا نعمة السلام والمحبة في ظل قيادتنا الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ورجال امننا البواسل …صباح الخير.
zuhairjordan@yahoo.com