يتم إغراق السوق الأردنية بالبضائع “الإسرائيلية” وخاصة الخضراوات, التي أسفرت عن الإضرار البالغ بالزراعة الأردنية والمزارع الأردني الذي يمثل عصب الإنتاج للاقتصاد الأردني المتردّي, المثقل بالديون والعجز.
لقد تم اتخاذ قرار حكومي عام (2010م) يقضي بإعفاء (2500) سلعة “إسرائيلية” من الجمارك والرسوم وكل أنواع الضرائب, بحيث يستطيع المنتج “الإسرائيلي” إيصال بضاعته الى أي مدينة أردنية بطريقة أسهل من أن يوصلها الى مدينة في فلسطين المحتلة.
ليس هذا هو بيت القصيد, وإنما ما تستوجب معرفته أن الاتحاد الأوروبي الذي يستورد الخضار والفواكه من الكيان “الإسرائيلي” يحظر استيراد البضائع المنتجة من المستعمرات “الإسرائيلية” على اعتبار أنها أقيمت على الأرض الفلسطينية المحتلة عام (1967م), مخالفة بذلك قرارات هيئة الأمم المتحدة, مما يجعل هذه المستعمرات, غير شرعية وهذا يرتب على السوق الأوروبية المشتركة أن تقاطع البضائع التي يتم إنتاجها في هذه المستعمرات, والتي غالبيتها من الخضراوات, ولذلك وجدت هذه المستعمرات ضالتها في السوق الأردنية.
هذا يشكل انتهاكاً خطيراً للمصالح الوطنية الأردنية وتعديّاً على كرامة الأردنيين والعرب جميعاً, بل إن الضرر يصل الى جزء كبير من العالم ومنها على سبيل المثال لا الحصر الاتحاد الأوروبي.
أولاً الشعب الأردني كله أو أغلبيته الساحقة, لا يريد التعامل مع هذا الكيان, وليس راضياً عن استيراد البضائع “الإسرائيلية” بشكل كلي وقاطع, والأمر الثاني غير المقبول أن الأردن يُسهل استيراد البضائع والخضراوات من المستعمرات, متنازلا عن الموقف الذي يتخذه الاتحاد الأوروبي, الذي ينظر إليه انه حليف للكيان “الصهيوني” المحتل وداعم له بشكل استراتيجي, ثم يكون الموقف الأردني متخلفاً عن هذه المنزلة, فهذا أمر يثير حنق الأردنيين ويشكل إهانة كبيرة لا تطاق.
أما الأمر الثالث فيتمثل بالآثار الخطيرة المترتبة على هذا الموضوع, فهو يلحق الضرر بالاقتصاد الأردني لأنه يضرب الزراعة الأردنية ويضرب المزارع الأردني المقهور والمظلوم وغير المحمي, والذي يجب أن يحظى بالإنصاف والدعم والحماية لأنه هو المنتج الحقيقي.
هذا الأمر يحتاج الى قرار سياسي استراتيجي بمقاطعة البضائع “الإسرائيلية”, وحسم الجدل الدائر حول هذا الموضوع بوضوح لا لبس فيه ولا مراء, وحماية المصالح الوطنية الأردنية ومصالح الإنتاج الزراعي الأردني وان لا يبقى القرار الأردني أسيراً لمجموعة من السماسرة المنسلخين عن مصالح وطنهم وأمتهم.
rohileghrb@yahoo.com