الاصلاح نيوز- هل تصدق فرضية ترى في المكيفات غير القادرة على فلترة الاجواء كما يجب سببا في ” اعادة تدوير ” فيروسات تتسبب بمرض يطلق عليه ” اللوجينيلا ” والذي قد يكون المسؤول عن وفاة الممرضة عواطف البلوي واصابة 11 شخصا من كادر مستشفى الزرقاء الحكومي اضافة الى شقيق المتوفاة ؟ مصادر طبية لم تستبعد دور المكيفات في نقل وانعاش اجواء تسهم في اعادة نشر الفيروسات والبكتيريا ولاسيما اذا تعذرت كفاءة نظام الفلترة والتعقيم فيها , فيما اخرى ترى انه قد يكون من المبكر الحكم على علاقة المكيفات بما حدث للمريضة البلوي , سيما وان 3 اشخاص من المصابين بما قيل انه ” داء الرئة ” هم من كادر التمريض في قسمي الطوارئ والباطنية في ” الزرقاء الحكومي ” حيث لا وجود لمكيفات في القسمين المذكورين.
” قد تكون المكيفات حقيقة مسؤولة عن اعادة انتشار الهواء الملوث بعد سحبه من الاجواء واعادة ضخه الى ذات الاجواء دون فلترة صحية وتعقيم , اذ ان ذلك كفيل بنقل الميكروبات بصرف النظر عن مكان وجود المكيف , وما حدث في “الزرقاء الحكومي” سواء تبين علاقة المكيفات به من عدمه ليس هو الاول من نوعه , بل ثمة حالات مشابهة في مستشفيات اخرى تمت السيطرة عليها ولم تصل بفضل الله والرعاية الطبية الحثيثة في المملكة الى مرحلة الوباء ” هذا ما قاله مدير الامراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات.
وذكر انه وفي معرض التشخيص المتعمق حول ما جرى للممرضة والمصابين الاخرين فان ثلة خبراء ومتخصصين لم يستثنوا من حساباتهم وفرضياتهم احتمالية مسؤولية اي نوع من انواع الجراثيم التي تتقاطع بذات الاعراض ومنها جرثومة ” اللوجينيلا ” التي تتسبب في الارتفاع الحاد في درجات الحرارة , وفقدان الشهية والسعال الشديد وتاليا الالتهاب رئوي , بيد انه يستبعد فرضية اصابة الممرضة البلوي بذلك المرض تحديدا حتى هذه اللحظة , الى ان تظهر نتائج الفحوصات الموسعة والشاملة خلال ال 48 ساعة القادمة , والتي تجريها وزارة الصحة على قدم وساق .
وفي سياق ذي صلة اضاف العبداللات : من البديهي ان انظمة التكييف بالمطلق ولا اتحدث هنا عن تلك الموجودة فقط في مستشفى الزرقاء الحكومي واذا كان نظام الفلترة رديء الكفاءة او انه معطل اصلا فانه من الطبيعي ان يساعد على انتشار البكتيريا المسببة لأمراض الجهاز التنفسي , ما يدفع باتجاه ضرورة اخضاع المكيفات الى صيانة دورية , لان انظمة التنقية فيها تحول الى حد كبير دون انتشار الميكروبات .
والايجابي في الامر كما اوضح الدكتور العبداللات ان السيطرة على مرض ” اللوجينيلا ” ممكنة , والشفاء منه اكيد اذا اكتشف مبكرا , غير ان ما حدث للممرضة البلوي , اضافة الى طبيعة اصابة شقيقها و10 من كادر ” الزرقاء الحكومي ” وشى بوجود التهاب فيروسي مع عدم استبعاد السبب الجرثومي من حيث المبدأ لافتا الى ان الوزارة طبقت جميع الاجراءات الكفيلة بضبط العدوى لكسر حلقة انتشارها بين الكوادر.
ووسط تساؤلات اختلطت برهبة الخوف من وجود وباء غير معلن عنه , يؤكد العبداللات ان الوزارة لا يمكن ان تتغاضى وفقا لأصول المهنة وتعليمات منظمة الصحة العالمية عن الابلاغ عن وجود مشكلة صحية مطمئنا المواطنين بان الامور تحت السيطرة ولا من مبرر لرعب من مرض مجهول او غامض , مشددا في الوقت عينه ان لا مرض غامض في عام 2012 , وان المواطنين سيكونون بصورة المشهد الصحي اولا بأول ووفقا لأي مستجدات , اذ ان الامن الصحي هو من اولى اولويات واهداف الوزارة .
وفي العودة الى فرضية علاقة المكيفات بما حدث في ” الزرقاء الحكومي ” من وفاة واصابات يقول مدير المستشفى الدكتور مروان الحباشنة ” لا يمكن تعميم هذه الفرضية ” اذ ان جغرافية توزيع المكيفات تدحضها الى حد ما , حيث ان الاصابات شملت كوادر تعمل في وحدتي العناية الحثيثة والمركزية ، حيث وجود مكيفات وكوادر تعمل في قسمي الطوارئ والباطنية حيث لا يوجد مكيفات , بيد انه وفي رده على منطق ان هذه الكوادر ليست ثابته في مكانها وانه من الجائز تنقلها ما بين وحدات واقسام تحتوي على مكيفات , بين الدكتور الحباشنة انهم قد يكونوا تعرضوا لتلك المكيفات ولو مرة واحدة .
وتساءل : اذا افترضنا جدلا وجود علاقة للمكيفات , فلماذا لم يصب الا الكادر التمريضي فيما لم يصب المرضى الذين يرقدون على اسرة الشفاء في الوحدات التي تحتوي على المكيفات , ولماذا الان بالتحديد ؟ مؤكدا بان التقارير اشارت حتى اللحظة الى اصابة الاشخاص ال 11 والممرضة البلوي بما يطلق عليه ” داء الرئة او بيمونيا ” وهو معد وينجم عن فيروس وبكتيريا , ويحدث لأول مرة في ” الزرقاء الحكومي ” , فيما كان حدث في العديد من المستشفيات الخاصة وتمت السيطرة عليه بحسب قوله.
ويطمئن الدكتور الحباشنة المواطنين بقوله : ان الشفاء من هذا المرض اكيد اذا تم اكتشافه مبكرا , مستدركا : بيد انه قد يتسبب بوفيات اكثر من تلك الناجمة عن الاصابة بمرضى انفلونزا الطيور والخنازير اذا تأخر اكتشافه , مؤكدا ان فريقا من الخبراء الاردنيين المهرة ومن اكثر من جهة حكومية وخاصة حتى لا يقال ان الرواية ستكون رسمية يقومون الان على دراسة وتحليل وتشخيص ما حدث في ” الزرقاء الحكومي ” حيث ستعلن نتائج ابحاثهم بكل شفافية لوسائل الاعلام دون زيادة او نقصان .
ويؤكد الدكتور الحباشنة ان لا المستشفى ولا الوزارة يريدون حجب المعلومات عن الصحافة , وانهم المعنيين اكثر من اي جهة بالحقيقة والمعلومة الطبية , وانه لايمكن ان يكون هنالك كما يدعي البعض ” وباء ” غير معلن عنه , وبالتالي لا داعي ابدا كما يتابع لأي شعور بالقلق والدليل ان جميع المصابين خرجوا من المستشفى ولا زال هنالك مريض واحد يتوقع خروجه غدا من مستشفى الامير حمزة .
وحول موت الممرضة البلوي وشفاء شقيقها قال : دراسات عالمية عديدة اشارت الى ان نسبة الوفيات في تلك الحالات والمشابهة لها “اي امراض الجهاز التنفسي” هي اكثر بين الاناث , كما يلعب عامل نظام المناعة وقوته او ضعفه الدور الهام في قدرة المريض على تخطي مرضه الامر الذي يظهر فوارق فردية بين فرد واخر لذات الحالة المرضية .
ويعود ليؤكد بان ما جرى لا يحتمل ما وصفه ب ” التضخيم الاعلامي ” … و” نحن على اعتاب موسم صيفي , وفي وقت يشهد فيه القاصي والداني بسمعة المملكة في المجال العلاجي ” مضيفا ان ما نحتاجه الان هو تصحيح سلوكيات النظافة العامة وتعزيز اجراءات ضبط العدوى كجزء اساسي من سلوك العاملين في المستشفيات .
ويقول ان الوزارة لم تأل جهدا في الاستفادة من خبرة المتخصصين في الامراض السارية والتدقيق الصحي اضافة الى اخصائيي ضبط العدوى حيث تحولت الوزارة الى ورشة عمل دائمة الى حين الوصول الى حقيقة المرض سواء اكان ” لوجينيلا ” او غيره , فأنها – اي الوزارة – لن تعمد الى اخفاء الحقيقة ابدا انطلاقا من المصلحة العامة وانتهاء بها . (بترا)