نظريات قديمة مازالت معتمدة أدت الغرض اللازم في بعض اقطار العرب وما زالت عصية في سوريا .. فلقد أوجدت احدى النظريات ان هنالك تراتبية في الدخول الى عمق أزمات أي بلد يراد تغيير شكل سلطته او دولته، كأن يتم تلبيس رئيس تلك البلد لبوس الشيطنة، اي اعتباره هو المشكلة وانه العائق امام التغيير وهذا ماحصل فعلا مع زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك أي تغيير الرأس وإبقاء النظام، واخيرا مع بشار الاسد، اضافة الى نقطة أخرى كأن تتم الاشارة الى ذلك البلد من خلال وقائع انسانية او الذي يسمى اليوم في سوريا بممرات انسانية للايحاء بالوجدان الطيب لدى القوى العاملة على التغيير.. تلك النظرية انطلقت في اربعينات القرن الماضي ومازالت حاضرة وستظل.. اما الإسرائيلي فأضاف عليها ضرورة الخلاص من الجيوش العربية التي تهدد إسرائيل، ولهذا السبب كان أول قرار اصدره آمر العراق الاميركي بريمر حل الجيش العراقي الذي ظل في العين الإسرائيلية بعبعا، ومثله تم انهاء الجيش الليبي الذي ترى فيه إسرائيل اشكالا لها على المدى الطويل، والأن يتم العمل على كيفية ضم الجيش المصري الى حالة جيشي العراق وليبيا، دون ان ننسى التركيز الكبير على عقيدة الجيش اللبناني الذي يعتبر إسرائيل عدوا ومحاولة الاميركي تغييره بشتى الوسائل التي لم تنجح حتى الآن .. لكن الجيش الأكبر الذي يتم التركيز عليه هو الجيش السوري، فمنذ انطلاق الحراك في سوريا، كان الهدف هو هذا الجيش الذي يتمتع بعقيدة عروبية، وحدوية، وعدوته الحقيقية هي إسرائيل. حاول كثيرون من الذين تداخلوا في الأزمة السورية شراء ذمم بعض الضباط السوريين وقدموا إغراءات مالية الى كثيرين، نجحوا مع قلة قليلة منهم وهم بعد اصابع اليد، فيما رفض الآخرون أية معادلة من هذا النوع، ومع مرور أكثر من عام على وحدة هذ الجيش، بل وتصديه لفصول المؤامرة على الوطن سورية، أيقن اللاعبون فيها صعوبة تحقيق مآلاتهم، وقد اعترف مهندس السياسة الاميركية السابق هنري كيسنجر انه من اصل مئات الآلاف من عديد الجيش السوري لم يتجاوز الذين فروا من الخدمة سوى أقل من الف وخمسماية وبعض هؤلاء عاد وأرسل الى قيادته طالبا العودة الى صفوفها.
نوع هذه النظريات لم يمت مع الزمن، فلقد نفذت سابقا وفي العالم العربي أيضا، فبعد هزيمة العام 1967 قال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشي دايان ردا على أحد الصحافيين ان ماحصل هو هزيمة عبد الناصر قبل كل شيء، وعندما تم التركيز على العراق بعد اجتياح جيشه للكويت كان صدام حسين شخصيا هو ” الشيطان ” الذي تم ألباسه الواقع العراقي كله، وحين ظل ياسر عرفات متمسكا بآخر آمل في المقاومة، أصبح ايضا الشيطان الذي يفترض تصفيته، وهكذا كان