منذ سنوات والمرأة (الشرقية) على جدول الاجندة الاوروبية والامريكية, ولا تترك مناسبة ومنها الثامن من اذار الا وتوظفها لتسويق هذه الاجندة بعد ان فككت قضايا التحرر الوطني والقومي الى قضايا صغيرة متناثرة منها قضية المرأة فماذا عن حقيقة التصورات الرأسمالية (الاوروبية والامريكية ) للمرأة الشرقية كما كرسها الخطاب الاستشراقي?
انطلاقا من الثنائية العنصرية (الرجل الشرقي الهمجي والمرأة الحسية) جاءت صورة المرأة في تنميطات محددة:-
سالومي, الضحية التي يمارس عليها العنف الذكوري, الحريم, المحظية (متعددة في الثقافة السلطانية) او الزوجة الثانية السرية في الصين, الجارية الفنانة الموهوبة (عازفة, شاعرة, عارفة..) وكانت تعرف في اليابان بفتيات الجيشا.
وقد تم التعبير عن هذه الصورة في الفن والادب والتقارير الاستشراقية, على نحو مماثل للتنميطات المذكورة. ففي الفن اشتهرت لوحات رينو- الين- انغري- براون- كروا التي تصور اسواق الجاريات والعبيد والحريم والمحظيات والحمامات التركية..
وفي الدراسات والمذكرات والسير الاوروبية اشتهرت كتابات بورتون الذي قدم الشرق كمناخات للانحطاط الجسدي..
وفي الادب اشتهرت اعمال اوسكار وايلد وهايني وفلوبير عن سالومي.. وكان ملاحظا في كل ذلك غياب النساء المبدعات والمقاتلات والقائدات والحكيمات باستثناءات قليلة (شهرزاد الحكيمة) وكيلوبترا القائدة المقاتلة..
ومن المفارقة التي انتبهت لها الباحثة التركية ميدا اوغلو ان ملامح النساء الشرقيات في اللوحات المذكورة لم تكن ملامح شرقية مقابل رجال سود, مما يؤشر على الخيالات المريضة الاستشراقية (الرأسمالية) نفسها ولم تختلف صورة المرأة الشرقية في (الاستشراقات المعاصرة) خاصة عند اليهود امثال برنار لويس لا سيما وان الجذر المعادي للمرأة عموما قائم في التوراة اليهودية التي ربطت الخطيئة بالمرأة.
ولم تتقدم المدارس الرأسمالية المختلفة ازاء المرأة, حتى اللحظة ولا يمكن ايضا, فالانسان نفسه ذكرا ام انثى هو بضاعة او سلعة بشرية يعاد انتاجه على هذا النحو باشكال مختلفة اخطرها الاشكال غير المباشرة للاستلاب والهيمنة غير المرئية.