أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في JO1R FORUM | منتديات شباب و صبايا الأردن، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

الحاضرة المغيبة

لم أكن أعرف أن هذا المغني التركي الصوفي الذي يبكي أمامي أنه يحدثني عن اللغة العربية لأسمع بالتالي من مترجمه قوله بأن تلك اللغة هي لغة الجنة. كان بكاؤه



06-04-2012 12:20 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 22-12-2011
رقم العضوية : 48,213
المشاركات : 8,783
الجنس :
قوة السمعة : 429,526,866
لم أكن أعرف أن هذا المغني التركي الصوفي الذي يبكي أمامي أنه يحدثني عن اللغة العربية لأسمع بالتالي من مترجمه قوله بأن تلك اللغة هي لغة الجنة. كان بكاؤه المرير خوفا من أن عدم معرفته العربية قد يؤدي به إلى جهنم .. لم يكن وحده من أسمعني مثل هذا الكلام، معظم الأتراك الذين قابلتهم حملوا الأمنية ذاتها .. أما المهم فمن النادر أن لا تقابل تركيًّا في اسطنبول أو في أي بقعة تركية إلا وتسمع كلاما عن فلسطين .. حماسهم أشد من حماس العرب للقضية الأم .. كثير منهم يتمنى الشهادة على أرض فلسطين كما أخبروني.
لكن فلسطين تغيب بتمهل مدروس عن السمع والبصر وعن الإحساس بأنها قد لا تتحول مستقبلا إلى من يهتم بها وخصوصا بين العرب، وبشكل أخص بين شباب الحراك الذي طغى اهتمامه بمحلياته على ما عداها. لا أحد منهم لديه الرغبة بسماع أي كلمة عن فلسطين، وحين تقول له انتبه، يقول إنها من المنسيات في هذا الوقت، بل ثمة من يقول هي ليست أولوية، وحين نتمنى لو أنها تظل ثانوية المهم أن تظل حاضرة في البال، يرد بأنه لا يعرف متى تتحقق أمانيه الوطنية.
أما أبناء القضية فلا ترى على وجوههم سوى الدهشة وقد ظنوا في بداية الحراك العربي أن الشوارع العربية التي امتلأت بالصخب الشبابي سيتردد اسم فلسطين على ملايين الشفاه، لكن العكس ما حصل. فمن يعيد ذلك الوطن السليب إلى موقعه في قلب الأمة، من يصنع فرح العودة ولو كلاما كي تظل صورة معلقة في أول تراتبية الاهتمام.
سؤال محرج في هذا التوقيت العربي الذي يشغل الناس جميعا، إلا الأتراك، فأكثرهم يحدثونك عن القدس الشريف، عن تركيا المسكونة بروح الثأر لفلسطين .. يريدون للقضية أن تتقدم خطوات دون نسيانهم قتلاهم من الأتراك في سفينة مرمرة التي أبحرت باتجاه غزة، لكن الإسرائيلي نفذ مذبحة بداخلها قبل أن تصل إلى الشاطئ الغزاوي، وكان بذلك رسالة للجميع بأن حصار القطاع باب مفتوح يمنع على أي كان الدخول إليه إلا من خلال سماح “إسرائيل”.
ومثل التركي مسلمون آخرون تشغلهم القضية الفلسطينية أكثر من العرب الذين هم على تماس بها. لكن العالم الإسلامي مهموم بقضاياه بدءا من أفغانستان وباكستان وغيرهما، وصولا إلى الشرق الأقصى البعض إسلامي رغم بعده عن عاصمة الروح القدس. فهل أقيم الحراك العربي تمهيدا لإنهاء الفكرة حول وجود فلسطين .. سؤال يتيم الإجابة لكنه صار ضروريا أمام حالة الصمم التي تنتاب أكثر العرب، ونخاف أن تصل إلى الأذن الفلسطينية أيضا.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد




الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 06:52 AM