من وراء فشل سد الكرامة ؟! ..
سد الكرامة .. زاد مديونية الدولة اكثر من 55 مليون دينار
200- 300 الف دينار تدفع شهريا على السد
التحقيق مع اكثر من 100 وزير ومدير عام وخبراء
فشل اداري كبير
واحد من اسوأ المشاريع الأردنية
الاصلاح نيوز- خاص- مبارك حماد/
في بلد يعاني من شح الموارد المائية كالأردن، تعتبر السدود المائية الحل الأنجع لتعويض هذا النقص الكبير في المياه، اذ لم يكن هو الحل الوحيد، لتخزين المياه وتوفيرها للمواطنين عند الحاجة .. حيث ان تجربة الأردن في بناء السدود تعتبر احدى قصص النجاح الحقيقية لولا وجود سد الكرامة .. فما الذي حصل ؟
16 عاما من الفشل والخسائر، وما زالت لجنة التحقق النيابية بموضوع فشل سد الكرامة، تحاول ان تقف وراء اسباب فشل السد دون جدوى. تحويل الملف الى هيئة مكافحة الفساد زاد الطين بلة، وتعقيدا وغموضا، وربما يوضع سد الكرامة في النهاية داخل صفحات النسيان والفشل في الأردن .. وربما صفحات الفساد.
مقرر لجنة التحقق النيابية بموضوع فشل سد الكرامة النائب سميح المومني، تحدث لـ”الاصلاح نيوز” عن اخر ما توصلت اليه اللجنة، دون ان يخفي حالة العجز والحيرة التي اصابت اعضاءها اثناء فترة التحقيق.
ويؤكد المومني ان مشروع سد الكرامة يعتبر واحدا من اسوأ المشاريع الأردنية على الاطلاق، وحمل بين طياته فشلا اداريا كبيرا .. متسائلا ” كنا قد اقتربنا من نهاية التحقيق، فحول الملف الى هيئة مكافحة الفساد، فما الذي فعلته او ستفعله الهيئة؟” أجاب على ما سأل: “لا شيء فالموضوع معقد”.
ويضيف ان اللجنة استمعت الى ما يقارب الـ100 شخص ممن لهم علاقة بمشروع سد الكرامة، بين وزير وخبير ومدير عام، دون ان تتوصل الى شبهة فساد واحدة او وجود رشاوي حدثت، وما اتضح امام اللجنة ان سبب الفشل هو سوء تصرف من الادارة وفشلها فشلا ذريعا، مشيرا الى ان اللجنة تغلغلت في تفاصيل التفاصيل للتحقق من اي قضايا فساد وقعت، حيث ان اللجنة لم تجد وكيل للشركة المنفذة للمشروع في الأردن قد يكون المستفيد الأول من سد الكرامة وفشله، ولم تجد اللجنة ايضا احدا من المسؤولين يمتلك قطعة ارض ممن اقيم عليها سد الكرامة، يمكن ان يكون مستفيدا من المشروع، بل تبين ان اراضي السد تعود لعدد كبير من الاشخاص.
المشروع الفاشل، ذو سعة تقدر بـ50 مليون متر مكعب، كلف الدولة اكثر من 55 مليون دينار شكلت عبئا اضافيا على مديونية الاردن بحسب المومني، هذا بالاضافة الى 200-300 الف دينار تدفع سنويا كرواتب الموظفين والمديرين وعمليات صيانة دورية للسد، دون اي جدوى منه.
الأدهى والأمر، أن تربة السد مالحة جدا وتصب فيه 4 ينابيع مالحة أيضا .. أي انه حتى وان خزنت المياه في السد ستكون غير صالحة للشرب او ري المزروعات، الأمر الذي فسره المومني أن الاتفاق كان ينص على غسل جسم السد 5 مرات، وتحويل مسار الينابيع المالحة بعيدا عن السد، ولا غسل السد 5 مرات ولا حول مجرى الينابيع.
باختصار،،مشروع سد الكرامة -بحسب تقارير صدرت عن ديوان المحاسبة- اهدر الملايين واستنزف الاقتصاد الوطني واصبح عبئا ومصدر لتهديد حياة ابناء المنطقه المحيطه به مستقبلا فهل سيكون هناك محاسبه ومسائله لمن كان سببا في هذه الكارثه ؟!