على نية قتلنا

كما كان متوقعاً، فقد نضح إناء المجتمعين في مؤتمر اسطنبول أمس بكل ما فيه من حقد وتآمر على الشعب السوري، لدرجة جعلت نبيل اللاعربي يطالب بوضع سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما لم يجرؤ على المطالبة به للكيان الصهيوني رغم كل جرائمه واعتداءاته، بينما كان الثنائي الإرهابي حمد وأردوغان يطلقان النار على أي مبادرة لحل الأزمة السورية لا تنسجم مع مخططاتهما العدوانية، التي لمسنا بعضاً منها في دعم حكومتيهما المباشر للإرهاب في سورية وتمويله واحتضانه.

يرسخ مؤتمر أعداء الشعب السوري في نسخته الثانية عدة حقائق خطرة على التوافق الدولي الذي تجلى في بيان مجلس الأمن الأخير، وعلى جهود حل الأزمة بما يدعم استقرار سورية ويحترم خيارات مواطنيها، ومن هذه الحقائق:

-وجود توجه إقليمي ودولي يناقض تماماً مضمون المبادرة التي قدمها المبعوث الأممي كوفي عنان وردت عليها سورية بإيجابية، توجه يتمثل في التصعيد الميداني والسياسي الممنهج للدول المشاركة في المؤتمر بغية إغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي للأزمة، وهو ما يطرح تساؤلاً عن ماهية الموقف الذي سيتخذه عنان حيال هذه الممارسات والسياسات المعيقة لنجاح مهمته؟!، فأن يتم الإعلان عن دعم مهمته وسط دعوات لتسليح المعارضة وفرض سيناريوهات ونتائج مسبقة للحل، فهذا كمن ينسفها عملياً ويدعي مساندتها إعلامياً..!.

-أكدت مجريات المؤتمر قيام بعض الدول العربية والغربية بتقديم أسلحة وأموال وأجهزة اتصال للمجموعات الإرهابية المسلحة ودعوة مشيخات النفط والزفت إلى زيادة هذا الدعم، في تأكيد جديد على حجم التورط الخارجي في تأجيج الأحداث في سورية والدفع نحو استمراريتها، وما يتطلبه ذلك من جهود دولية للجم عمليات تصدير الإرهاب إلى سورية.

-مصادرة خيار الشعب السوري عبر تنطح حكومات عربية وغربية متورطة في سفك الدم السوري للحديث باسمه والمتاجرة بأزمته، وهذا ما تجلى في كلمة أردوغان الذي يقتل شعبه بالطائرات ويؤوي قادة المجموعات الإرهابية التي ترتكب يومياً عشرات المجازر بحق المواطنين السوريين الأبرياء، وكذلك في حديث حمد بن جاسم صاحب إحدى أكبر المجازر الإنسانية في القرن الحالي، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 120 ألف مواطن ليبي ولا تزال مستمرة.

-محاولة تشويه صورة المعارضة السورية الوطنية الرافضة لكل أشكال التدخل الخارجي والمؤمنة بالحل السياسي السوري للأزمة، عبر ترويج المؤتمر العدائي نموذجاً فاشلاً من «المعارضة» المصنعة في فنادق الدوحة ومولات اسطنبول وشوارع باريس والفاقدة لأي مصداقية شعبية في سورية، الأمر الذي يؤكد أن الدول في اعتمادها على هذا النوع من «المعارضة» لا تسوق سوى لمشاريعها الخبيثة وسياساتها التآمرية، وليست في وارد احترام خيارات الشعوب.

على مدى سنوات ألف السوريون وجوه من اجتمعوا على نية قتلهم في اسطنبول، والذين كانوا دائماً في الخندق المقابل لسياساتهم، فلا مشيخات الخليج ناصرتهم في مواجهتهم للعدو الصهيوني طوال خمسة عقود، ولا هم التقوا يوماً ما مع سياسات واشنطن وباريس ولندن….وكل ما في المؤتمر أن هذه الوجوه اجتمعت للعمل معاً وفي العلن ضد مصالح الشعب السوري…والذي سيكون مرة أخرى في مواجهتهم وسينتصر عليهم