منذ ان تكونت الأرض كانت فلسطين.. ومنذ ان فتش الانسان عن أول مسكن له كان في فلسطين .. الأرض اختراع قاموسه العيش في فلسطين، والفلسطينيون أحباب الأرض، هم ورثتها عاجلا او آجلا، يعرف الاسرائيلي انه مؤقت كما كان في التاريخ، ويعرف الفلسطيني انه دائم كما هي حاله عبر التاريخ. في يوم الأرض أرض واحدة لشعب واحد يتناسل خارجها لكنه غير مصاب بالعقم .. سيظل ابناؤه على موعدها، والغربة الفسرية أزمة وتمر، والذين أخروا الثورة وسحبوا السلاح من يد صاحب الأرض، سيكونون يوما ضيوفها في باطنها، وعليهم اللعنات.
من أسوا ايام الأرض الذي نحتفل به اليوم، ان بعض العرب ينسون ان فلسطين هي جنوب الشام، ولبنان غربها والعراق شرقها، حدود مضحكة الوصف لأنها تنتمي الى لحظة السخريات التي مارسها سايكس وبيكو ومازال الاميركي يمارسها. الشام الكبيرة بمساحتها لها قلب مودع في القدس سيظل دمه يغلي الى الحين الذي تقفز فيه الريح لتلعن الواقع القائم. الريح موجودة تحتاج الى عامل ادارة تعلم اصول اقتلاع الذين مارسوا التطهير العرقي كما يقول ايلان بابه. الفلسطيني هو ابن الشام واللبناني ايضا .. مهما قيل عكس ذلك فهم المعاكسون الدائمون الذين يجهلون ان فلسطين هي الأرض التي كونت الأرض، وبالتالي هي الجزء الذي ألحق بالسخرية حيث مازال الساخرون يعملون على غاياتهم بمساعدة من يساعدهم.
في يوم الأرض، شعب لاينسى سواء مر عليه هذا اليوم او لم يمر .. هو من اخترعه وأوصى ان يظل جذره ممتدا في شرايين الاجيال التي تتهافت على تلبية المناسبة . أجيال لم تر أرضها ومع ذلك تراها بعين البصيرة، تعيشها كأنها تعيش فيها.. تتمشى فيها كأنها لاتفارقها. تلك هي أصول الأرض التي عليها العيش وفي بطنها الفناء ومنها الى يوم يبعثون.
حب الأرض هو الباقي وأكرم من فوق الأرض هم شهداؤها. اسمى التضحيات بالنفس من أجل الأرض .. كتب على أول شجرة في التاريخ انها ستموت واقفة ومثلها الشهيد. ليس هنالك أرض ثانية وان كانت موجودة فلن تقبل كل عروضها. بلاد الشام دار واسعة محروسة منذ ان عمرت. كل من دفن حبه لأرضه الى جانبه فهو قد فرخ ألفا مثله .. تحوم روحه فوق الأرض وتتعاطى مع محبيه بكل وداعة النسمة المداعبة للجفون التي اثقلها نظرة الانتظار الطويل.
نحن لانحلم ولا نكتب شعرا، بل نرصد واقعا مكثفا نراه بالبصيرة التي يراه فيها كل مسافر في خياله الى أرضه التي هي مثل بصمته التي لايشبهها بصمات المليارات من البشر.