أوهام بذيئة
زينب علي البحراني
هذه الجراثيم البشرية توسع نشاطاتها التفسيرية البذيئة بسرعة ونشاط كبيرين، فبعد أن شبعوا من تركيب السيناريوهات المخلة بالآداب على حوار كل رجل يتحدث عبر هاتفه من بعيد، وخلال إجازة أقصر من قصيرة وهبوها "المرأة" التي تعتبر أول أهدافهم وأكثرها تلقيا للطعنات وسهام الظنون الفاحشة في كل خطوة تخطوها، انقلبوا إلى الرسوم المتحركة وبرامج الأطفال لتجريدها من أهدافها الترفيهية والتعليمية السامية وإلباسها ثوب الأهداف المغرضة، وبلغ بهم الإسراف حدًا اتهموا فيه شخصيتي "بدر" و "أنيس" في برنامج الأطفال العتيق الشهير "افتح يا سمسم" بالفساد الأخلاقي لمجرد أنهما يقيمان في الغرفة ذاتها!!
هؤلاء المرضى النفسيون وباء مجتمعي يستحق العلاج، لأن في تركهم يسرحون ويمرحون خطر كبير على فكر المجتمع، لا سيما تلك الفئة السطحية الساذجة التي تصدقهم، فيتحولون إلى أبواق لأفكارها النتنة ظنا منهم أنهم يدعون إلى الخير ويحسنون صنعا، وهم لا يدعون إلا إلى الشر، والفساد، والتقوقع الفكري والمجتمعي، ويساهمون في صناعة الخيالات البذيئة المريضة وتضخيمها في العقول الخاوية التي تصدق كل ناعق دون تفكير أو تحليل أو مراجعة أو مناقشة. وإن لم يكن بين يدينا أمر العلاج لتحرير البلاد والعباد من شرورهم؛ فلا أقل من تجاهلهم، وحدجهم بنظرة احتقار حارقة ترافقها مقولة: "كل يرى الناس بعين طبعه".
للتواصُل عبر تويتر: https://twitter.com/#!/zainabahrani