في الأخبار أن مؤسسة تشجيع الاستثمار رفضت طلباً تقدمت به شركة كورية لإقامة مدينة طبية متكاملة في الأردن بكلفة 4ر1 مليار دولار، إذ تبين بالبحث أن رأسمال الشركة المذكورة لا يزيد عن 5ر3 مليون دولار، فماذا يعني ذلك؟.
المعنى أننا لسنا إزاء مستثمر حقيقي بل شركة إدارة مغامرة، تريد أن تجمع بين أرض مجانية تقدمها الدولة، ورأسمال يتم اقتراضه من البنوك الأردنية، وخبرات أردنية هندسية وطبية، وأن تحصد نتائج هذه الفهلوة.
من جانب آخر وافقت المؤسسة على تشجيع مشروع آخر لمستثمر عراقي يريد إقامة جامعة علوم طبية في عمان بكلفة 70 مليون دينار، ومن شأنها خلق 400 فرصة عمل، وإذا لم تصدق هذه الأرقام فيمكنك أن تحصيها وتخبرنا بالنتائج!.
إذا كانت هناك حاجة لجامعة طبية، فلماذا رفضت الحكومة الترخيص لجامعة جورج واشنطن الأميركية بالتعاون مع مستشفى الأردن لإقامة هذه الجامعة في عمان بل رفضتها وزارة التعليم العالي بحجة أنها ستؤثر سلباً على سمعة وتنافسية كليات الطب في الجامعات الأردنية!.
الأردن بحاجة للمستثمرين الحقيقيين الذين يستطيعون تقديم رأس المال ويملكون الخبرة الفنية، أي أنهم يقدمون إضافة حقيقية للطاقة الإنتاجبة الأردنية. ولسنا بحاجة لتجار شطار يريدون استغفالنا والتصرف بموجوداتنا ومواردنا. مطلوب شريك استراتيجي وليس شريكاً مضارباً.
هناك تجارب للنجاح في اجتذاب شركاء مؤهلين يملكون المال والتكنولوجيا والاسم العالمي الكبير الذي بحد ذاته يعتبر شهادة جودة تفتح الأبواب، وهناك في المقابل تجارب للفشل حيث جاءنا شركاء مضاربون يطالبون بأرض مجانية وقروض مصرفية لإقامة مشاريع عقارية في العقبة (سرايا) وفي عمان (العبدلي) لتحقيق أرباح طائلة دون أخذ مخاطر حقيقية. وهم لا يقدمون سوى الفهلوة الإدارية في الجمع بين عوامل إنتاج أردنية. بل إن مستثمرين آخرين اشتروا بنوكاً أردنية وسيطروا على إدارتها باستخدام أموال مقترضة من بنوك أردنية أخرى أي على طريقة تلبيس الطواقي.
تحت عنوان (مستثمر) دخل بلدنا مستثمرون حقيقيون يستحقون الاحترام والتشجيع والحوافز، وجاءنا آخرون من المغامرين الذين لهم باع طويل في عمليات الفساد والإفساد، بدأت بالجلبي ولم تنته ِ بكبة.