لم يغب الملك عن أغلب القمم العربية التي تم عقدها، ومشاركة الملك بقمة بغداد آخر الشهر متوقعة غير أنها لم تثبت رسمياً ونهائياً حتى الآن.
أربعة عشر تفجيراً في العراق في يوم واحد، والتفجيرات قد تزداد يوماً بعد يوم رغم كل تأكيدات الحكومة العراقية أن الأمن مستتب وأن هنالك طوقاً مفروضاً حول بغداد وهي تأكيدات لا قيمة لها ولا تصمد أمام الواقع الميداني.
منطقة هبوط الطائرات في مطار بغداد قد لا تكون آمنة، لأن التنظيمات تريد استغلال القمة العربية لإرسال رسائل خطيرة، تفجيرات وصواريخ، والأمن العراقي المفترض أن يحمي القمة هو ذاته مخترق من جانب أطراف كثيرة.
الأمن العراقي ايضا موزع في الولاءات السياسية والمذهبية والفصائلية والدولية، ونحن نعرف ان تنظيمات كثيرة أرسلت عناصرها غير المكشوفة وجندتها ضمن أجهزة الجيش والأمن والمخابرات لمهمات لاحقة لا ينفع معها التحسب أو المراهنة.
بهذا المعنى فإن حياة رأس الدولة مهددة إذا ذهب الى قمة بغداد ولن تنفعنا رسائل التطمين من جانب العراقيين لأنه يثبت عكسها على أرض الواقع ولذلك فإن هناك خطرا كبيرا على الملك إذا شارك بالقمة.
بناء على هذا فإن مشاركة الملك في القمة لا تحتمل الحسابات السياسية ولا الاقتصادية ولا إرضاء العراقيين الرسميين، والتوقيت حساس للغاية وحافل بالمخاطر وتعدد اللاعبين على الارض العراقية الذين لهم حسابات معقدة تجاه المنطقة والاردن ايضا.
وضع الأردن حساس للغاية فالدول العربية تتصارع على ضمه لمحاورها، والكل يمسك به من يده التي تؤلمه أي وضعه الاقتصادي، والكل يقايض تارة على مشاركة الملك بالقمة وتارة على غيابه.
كل هذا يجب ان لا يدخل بحساباتنا هذه المرة لأن الكلفة أكبر بكثير من المنفعة وعلى هذا فليشارك الأردن بوفد عادي وليرسل سفيره الموجود في بغداد أو أي طرف آخر يذهب بوسائل أكثر أمناً بدلا من هبوط الطائرة في مرمى الصواريخ والأسلحة.
لا مجاملة مع أحد على حساب استقرار الأردن وحياة الملك وهذه حالة لا تخضع لكل المعايير المعتادة أو المنافع او الخسائر لأنها تخضع فقط لأمن الملك وحماية حياته وبالتالي استقرار البلد.
أربعة عشر تفجيرا في العراق في يوم واحد لا تخيف الاردن، لكنها تقول من جهة ثانية ان حالة الفلتان الأمني في العراق ما زالت مستمرة، والمؤكد ان رسائل القتل والتفجير ستتواصل خلال الأيام المقبلة.
ليعذرنا العراقيون لأن الواقع الميداني يقول إن الفوضى مستمرة، وعلى هذا فإن النصيحة تقول ان لا يتم تمثيل الأردن على مستوى رأس الدولة وفي حالة أخرى ان يعتقنا العراقيون من هكذا قمة بنقلها إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة.
لسنا جبناء لكن من حقنا حماية بيتنا.