بوجههم القبيح جاؤوا.. بحقدهم الدفين حلوا بيننا.. فلقد وصلت إرساليتهم وبظرف ختمته أصابع مشيخاتهم وطبعته أحقاد استطالاتهم وتورّماتهم.
بدورهم القذر أطلوا.. بتعطّشهم للدم السوري حضروا.. فكانت هداياهم الدموية من جديد عنواناً آخر لفصل لم تكتمل مشاهده بعد، ولا يزالون يعدون بالمزيد، ويحضّرون لما تبقى.. ويرسمون بأشلاء السوريين مستقبل خيانتهم الدنيئة.
بعد طول صبر وأناة.. وبعد صمت يأتون إلينا مدججين بظلاميتهم.. يقتربون من محرماتنا.. يحاولون أن ينالوا من مقدساتنا.
هذا دمنا حرام عليهم.. هذه حياتنا محظور الاقتراب منها.. وهذه أرضنا.. تلك مدننا وشوارعنا وطرقاتنا لن نقبل أن يدنّسوها بأيدي مرتزقتهم وشذاذ الآفاق المأجورين من بينهم..!!
إلى هنا.. كفانا صبراً.. وكفانا صمتاً.. وكفانا حديثاً.. وبعض الحديث لا طائل منه.. وبعض الصبر يأخذونه غيلة.. وأغلبه يفهمونه في غير موضعه.
دماء السوريين لم تعد تحتمل يد غادر جديد.. ولا رؤية حاقد آخر.. فقد دفعت ما يكفي من أثمان.. واليوم لها حساب آخر.. وموقع آخر.. بدمائنا التي تسيل كل يوم رسالة لن نقبلها إلا إلى وجهتها.. وفي مكانها وإلى حيث يجب أن تكون.. هناك في الجبهات التي تستهدفنا وإلى الوجوه والأيادي التي تضخ الحقد والكراهية إلينا.. وإلى الأوكار والمجالس والعروش التي ترسل القتل والدمار إلى مدننا وبيوتنا.
أسئلتنا الحائرة لن نحملها بعد اليوم.. سنستبدلها بإجابات نضجت.. وردودنا على إرسالياتهم الحاقدة وهداياهم الدموية لن تتأخر ولم يعد هناك متّسع لتأجيلها مرة أخرى.. فقد آن الأوان وحان الوقت.
إرهاب حمد وسعود لم يكن أول مرة .. دمويتهم الحاقدة على كل ما هو فينا نعرفها.. خبرناها سابقاً.. سمعنا دعواتهم إليها وتجييشهم.. رأينا الصداقة حين تتقاطع مواقفهم مع تسيبي ليفني وآفي يختر.. !! ونتلمّس بعض شظاياها اليوم، لكن بلغ السيل الزبى.. لا مهادنة.. لا صبر.. ولا انتظار.. تلك هي أصوات السوريين في ساحات الوطن.. وفي كل المحافظات.. أعلنوها.. وطالبوا بها.. وفي كل مرة لابد أن نستجيب لها.. هذا الدم لا يمكن أن يذهب هدراً.. هؤلاء السوريون الذين قضوا بحقد مشيخات النفط وأمراء الخيانة لن يسامحوا.. دمهم أمانة في أعناقنا.. وكنا دائماً أهلاً للأمانة أوفياء لها.. ياسمين دمشق المكلل بدماء الأبرياء.. سيشهد علينا كما شهد يوماً لنا.
قاسيون الشاهد الأبدي ينادينا.. وفي ظلاله والروابي المصطفة على جوانبه تحاكي دموعنا.. تتلمّس مواضع الوجع فينا.. تتحسّس مواطن الألم..
لم يكتفوا يا دمشق.. لا يزال عطشهم للدم السوري يوغل في صدورهم.. لم تنتهِ المعركة هنا يا دمشق.. فهي طويلة.. وسهام الغدر فيها عديدة.
تلك هي إرسالياتهم الملونة بكل هذا الدم والمتشربة بذلك الحقد.
صبراً دمشق.. وعهدنا بك صابرة على آلامك.. وعهدك بنا أننا سنردّ الصاع صاعين هناك في كواليسهم وغرفهم السوداء.. في حلقات تآمرهم وخيانتهم..
صبراً يا دمشق.. جراحك كبيرة.. صبراً يا دمشق كبرياؤك يحمينا ويعزّز فينا التصميم والإرادة..
قسم يا دمشق.. أداه ملايين السوريين في مدنهم وقراهم وبلدتهم.. بأصواتهم بقلوبهم المؤمنة بوطنهم.. بسوريتهم.. بسواعدهم وجباههم.. وسيؤدّونه صباح مساء حتى يأخذوا لك بثأرك من الإرهاب وصانعيه.. من مموليه.. من داعميه.. من الداعين إليه.. ومن المنتجين له.. هذا عهد السوريين.. وهم كانوا دائماً على عهودهم في كل زمان ومكان..